الصراعات الإدارية أدت الصراعات الإدارية دوراً لا يخفى على أحد في تدهور المستوى الفني لفريق الكرة الأول بالمريخ لا سيما في ظل انشغال المجلس المحلول بالدفاع عن شرعيته وعدم تنفيذ قرار الوزير الولائي اليسع الخاص بذهابه وتسليم المهمة إلى لجنة التسيير المريخية، وخلف الصراع الإداري بالمريخ أثراً سلبياً كبيراً على فريق الكرة الأول الذي دفع ثمنه في العديد من المباريات التي خاضها ابتداءً من البطولة الإفريقية، وفي اللحظة التي كان الجميع يتهيأ فيها لأجل دفع عجلة الفريق إلى الأمام مثل خبر حل المجلس المنتخب من قبل الوزير اليسع وقتها (صاعقة) خاصة أنه حوَّل الأنظار من مواجهة الإياب أمام تاون شيب إلى الصراع الذي حدث بين المجلسين وقتها وعلى الرغم من المجهودات والتحفيز الذي قامت به لجنة التسيير للاعبين آنذاك إلا أن كل ذلك راح هباءً منثوراً خاصة أن الخصم البتسواني فاجا الجميع وقتها بهدف سريع في المباراة التي جرت وقتها ورغم فوز المريخ بهدفين مقابل هدف إلا أن النتيجة كتبت ورقة الخروج المبكر للأحمر من المنافسات الإفريقية العام الجاري. وتواصل مسلسل الأخطاء في بطولة الدوري حيث خسر المريخ مباراته قبل الماضية في بطولة الدوري أمام الأهلي الخرطوم بهدف دون مقابل وكان لافتاً خلال هذه المباراة الهتافات التي خرجت من فئة كبيرة من الجماهير وطالبت المجلس المحلول بالرحيل والاستقالة حتى يعود الاستقرار إلى النادي. وتواصل التدهور المريع أمام الأهلي عطبرة أمس الأول، حيث خسر المريخ المباراة بهدفين رغم تقدمه بهدف وقتها.. وحملت الجولة الأخيرة إشارات ودلائل واضحة لا سيما أن مقربين من فريق الكرة أكدوا ل(السوداني) أن الأخير راح ضحية الصراع بين المجلس المحلول، والوزير الولائي من جهة والأول ولجنة التسيير المريخية من جهة أخرى لا سيما أن الأخيرة أوقفت الدعم عن الفريق وظلّت تتفرج في ما يجري به دون أن تتدخل بشكل حاسم! لكل ما ذكر سلفاً، يظل الصراع الإداري واحدا من الأسباب والنقاط الجوهرية التي أسهمت في تدني مستوى فريق الكرة بالمريخ سواء على الصعيد القاري أو المحلي خلال مواجهات العام الجاري. (2) الأزمات المالية رغم تأكيد عضو المجلس المحلول، الناطق الرسمي على أسد لامتلاك مجلسه لمقومات الاستمرار والإيفاء بجميع الالتزامات خلال تصريحات صحفية أمس الأول، إلا أن الشاهد أن المريخ يعاني من أزمة مالية طاحنة خاصة في ظل عجز المجلس عن توفير العديد من المتطلبات الأساسية منذ بداية الموسم الجاري، ويتضح عجز المجلس المحلول منذ بداية ملف التسجيلات والذي وعلى الرغم من ضم المريخ لبعض الأسماء المميزة فيه إلا أن الثابت أن المجلس المحلول لم يدفع أموالاً طائلة خلال فترة الانتقالات الماضية، وكان سقف التسجيلات المحدد لا يتجاوز ال300 ألف جنيه لكل لاعب وهو ما تسبب في تغيير العديد من اللاعبين إلى وجهتهم إلى الند التقليدي الهلال وقتها، ولم يتوقف عجز المجلس المحلول عند ملف التسجيلات بل امتد إلى ملف الإعداد كذلك ودخل المريخ هذا الموسم دون إعداد كما كان يحدث في السابق ولذلك دفع الفريق الثمن غالياً داخل الملعب في المباريات التي جرت سواء بالبطولة الإفريقية، أو منافسة الدوري الحالية.. بالإضافة إلى ذلك فإن العجز المالي كان أوضح من الشمس فيما يتعلق بملف الجهاز الفني وعلى الرغم من مفاوضة المجلس المحلول لاثنين من المدربين وهو الأول البرتغالي جورج بيشاو والذي وعلى الرغم من إكمال السكرتير المستقيل طارق المعتصم لكافة بنود الاتفاق الإداري والمالي معه إلا أن المجلس أوقف المفاوضات وأكد صرف النظر عن التعاقد معه ليعود المدرب إلى أدراجه دون توقيع أي عقود. وتواصلت المفاوضات مع الأسماء الأجنبية المطروحة وحضر المدرب البرتغالي الفارو إلى الخرطوم والتقى بقيادات المجلس المحلول وبحث معهم سبل الاتفاق وتوقيع العقود لكن كانت المفاجأة الصادمة في أن المدرب المذكور وعلى الرغم من الاحتفاء الإداري والجماهيري به غادر الخرطوم بعد أقل من (24) ساعة بعد وصوله دون إكمال الاتفاق مع إدارة النادي بسبب مطالبه المالية الباهظة حسب تفسيرات بعض اعضاء المجلس آنذاك! ورغم تأكيد قيادات المجلس المحلول لعدم وجود أي أزمة مستحقات مالية وسط اللاعبين والجهاز الفني إلا أن الواقع كان عكس ذلك تماماً حيث سلمت لجنة التسيير عقب قرار تعيينها لاعبي الفريق حوالي راتب شهرين متأخرين، وتسلم أعضاء الجهازين الفني والإداري كذلك متأخراتهم المالية، وحسب معلومات الصحيفة فإنه وحتى اللحظة يوجد لاعبون لديهم أموال بطرف النادي وعلى رأسهم الثلاثي رمضان عجب وأحمد آدم إلى جانب المهاجم بكري المدينة. (3) المعاناة الفنية رغم المجهودات التي بذلت في فترة التسجيلات الشتوية الماضية وتعاقد المريخ مع عدد من اللاعبين الموهوبين وعلى رأسهم الثنائي التاج يعقوب بالإضافة إلى لاعب المحور ضياء محجوب وعودة بعض الأسماء من الإعارة على شاكلة حماد بكري بالإضافة إلى محمد حقار.. والتعاقد مع محترف واحد وهو السيراليوني فوفانا إلا أن كل ذلك لم يسهم أو يعوض من الأسماء التي رحلت من الفريق خلال الميركاتو الشتوي الماضي، وبدا واضحاً أن هناك عدداً من القرارات التي أثّرت سلباً على استقرار الفريق الفني لا سيما أن العديد من الأسماء التي غادرت كان يمكن أن يشكل بقاؤها واقعاً أفضل، وذلك من واقع الخبرات التي تمتعت بها جراء وجودها مع الفريق لسنوات طويلة وعلى رأسها قائد الفريق راجي عبد العاطي إلى جانب بعض الأسماء الأخرى مثل المُدافع علي جعفر، ولاعب الوسط إبراهيم جعفر، وبدا واضحاً أن عدم إجراء إعداد مثالي للفريق جعل الأخير يتعرض للعديد من النتائج السلبية التي كانت متوقعة من واقع الأسباب المذكورة آنفاً، وعلى الرغم من المطالبات برحيل المدير الفني الكابتن محمد عبد الله مازدا من موقعه إلا أن المسؤولية الخاصة بتدهور الفريق تضامنية ويتحملها الجهازان الفني والإداري في آن واحد. (4) الإصابات والغيابات لم يتوقف مسلسل الإصابات بالمريخ خلال العام الجاري، ودخل الأحمر الموسم الجاري وهو يعاني من غياب أكثر من لاعب مؤثر وقتها وعلى رأسهم المهاجم محمد عبد الرحمن الذي عاد للمشاركة لأول مرة في مواجهة الأهلي عطبرة الماضية، بالإضافة إلى قائد الفريق أمير كمال والمدافع صلاح نمر إلى جانب محمد الرشيد وحتى المهاجم السيراليوني فوفانا والذي تم التعاقد معه لإنقاذ الموقف، واكتملت إجراءات انتقاله رغم معاناته من الإصابة وغادر إلى القاهرة لأجل العلاج قبل أن يعود وينضم إلى التحضيرات ويشارك في بعض المباريات ثم يعود من جديد إلى المربع الأول ويغيب عن مباراتي الفريق أمام كل من الأهلي الخرطوم، والأهلي عطبرة، وانضم إلى المصابين كذلك لاعب الوسط خالد النعسان. وبصورة عامة يعتبر ملف الإصابات بالأحمر من الملفات المقلقة التي تحتاج إلى حل جذري خلال الفترة القادمة.