عند انطلاقة شرارة الثورة السودانية في 13 ديسمبر بالدمازين واشتعالها بعطبرة والبحر الأحمر والقضارف في 19 ديسمبر في العام 2018م غابت عن المشهد ولاية الجزيرة وحاضرتها ودمدني الا ان لجان المقاومة تؤكد حضور الولاية وعاصمتها ودمدني بالتوقيع على دفتر الحضور رغم القبضة الأمنية المشددة في تلك الفترة . وقال حسام أحمد من لجنة العمل الميداني بلجان مقاومة مدني فى حديثه ل(السوداني) إن الفعل الثوري ومقاومة النظام سبقت فيه ولاية الجزيرة الولايات منذ أكتوبر من ذاك العام الذي شهد فيه أبرز وقفة احتجاجية للجنة المعلمين أمام مقر وزارة التربية والتعليم اعتراضا واحتجاجا على قرار والي الجزيرة في العهد البائد محمد طاهر ايلا المتعلق بدمج وتجفيف عدد من المدارس بمرحلتي الأساس والثانوي وشهدت تلك الوقفة عمق من السلطات واعتقال عدد من الأستاذة أبرزهم الأستاذ عبدالله محمد الحسن جيش لتصبح النواة الأولى للتشبيك في مقاومة النظام بالفعل الثوري عبر عدد من الناشطين بجامعة الجزيرة وسط الطلاب وكانت البداية الفعل الثوري بجامعة الجزيرة بوقفة احتجاجية للطلاب بالجامعة في 12 ديسمبر واعقبها مباشرة خروج طالبات جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم بودمدني احتجاجهن على انعدام الخبز وقمعهن بواسطة السلطات التي اقتحمت مركز الطالبات وكان دعمهن بالتصعيد الثوري من الثوار بتتريس عدد من الشوارع تأكيدا علي حضور ثوار وثائرات ودمدني مبكرا في دفتر الحضور الثوري. وقال أحمد انا اعتز وافتخر بخروج ثائر واحد في تلك الفترة التي شهدت تصعيد ثوري بحرق اللساتك وتتريس الطرق واعتبرها قمة الشجاعة لتفند المعلومة المغلوطة عند كثير من الناس واستفزازهم لثوار مدني بعد الخروج في تلك الفترة مع وجود الشواهد على ذلك في تاريخ الثورة والتي اعتبر أن بدايتها كانت من ودمدني بتاريخ 12 ديسمبر وارجع انقطاع الحراك خلال الفترة من 12 ديسمبر وحتي 19 ديسمبر كان لا بد من التنسيق للحراك الثوري نتيجة القبضة الأمنية المشددة لذلك كان هناك عمل سري للحراك الثوري عبر الست وحدات بمحلية مدني الكبرى مع استمرار العمل الميداني بالسوق الكبير والسوق الشعبي وحدث تصعيد بتتريس جميع الطرق بحاضرة الولاية بتاريخ 21 ديسمبر وتم اختراق كبير لمنطقة الوسط ومقر السلطات باختيار صيدلية الخير موعد لانطلاقة المواكب رسميا استجابة لبيان تجمع المهنيين السودانيين في موكب 6 يناير 2019م واستمر الحراك الثوري والتصعيد الثوري حتى تاريخ سقوط النظام 11 إبريل التي مهر دمئها الشهيدين عمر عثمان ومحمد الدخيري بسقوط شهداء في يوم 11 إبريل برصاصات القدر والخيانة يوم سقوط النظام مؤكدا خروجهم في موكب 19 ديسمبر احتفالا بالذكرى الثانية والمطالبة بتحقيق أهداف الثورة السودانية المجيدة والقصاص للشهداء. مطالب مشروعة وقال المحامي أحمد هاشم عضو تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بولاية الجزيرة إن العمل خلال فترة بدايات ثورة ديسمبر كان يتم عبر مظلة لجان المقاومة وكان تسمى القوة السياسية في تلك الفترة قوى المعارضة وأوضح هاشم ل(السوداني) إن القطاعات المهنية كانت تشكل حضوراً بشكل مستمر عبر الوقفات الاحتجاجية للصيادلة بشارع الدكاترة والمحامين أمام النيابة وكذلك المعلمين أمام وزارة التربية والتعليم واضرابات الأطباء بمستشفيات ودمدني والوقفات الاحتجاجية لتجمع أستاذة ومنسوبي جامعة الجزيرة توقيعا للحضور في دفتر الثورة. وأشار إلى أن الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة تأتي في ظل ظروف استثنائية اولا احتفالا بالذكرى الثانية للثورة ومن ثم المطالبة بتحقيق مطالب مشروعة وضرورية لتحقيق أهداف الثورة ولفت الى أن ولاية الجزيرة رغم مرور عامين علي تاريخ الثورة الا انها لم تجد الاهتمام من حكومة المركز ولا تزال حكومة الفترة الانتقالية غير قادرة على الخروج من نطاق ولاية الخرطوم ولم يسجل رئيس مجلس الوزراء زيارة لولاية الجزيرة التي تعتبر قلب السودان النابض باحتلالها للمركز الثاني من ناحية الكثافة السكانية وتحتل المركز الثاني من ناحية الثقل الصناعي وبها أكبر مشروع زراعي مروي على مستوى القارة ويعتبر العمود الفقري لإصلاح حال الاقتصاد السوداني ولم يجد الاهتمام من حكومة المركز في ظل نذر أزمة تهدد الموسم الزراعي بالخروج عن دائرة الإنتاج بسبب العطش الذي يهدد مساحات زراعية كبيرة إضافة إلى ضرورة تخصيص نسب ايرادية للولاية من عدد المشاريع التنموية بأرض الولاية مثل منطقة جياد وعدد من المصانع بالباقير إيراداتها تدخل خزينة الحكومة المركزية بمعزل عن حكومة الولاية في ظل عدم وجود دعم من الحكومة المركزية موضحا أن مواكب 19 ديسمبر تأتي للمطالب بفتح عدد من الملفات متعلقة بمقتل أربعة طلاب بجامعة الجزيرة في العام 2012م والقصاص لشهداء حراك 2013م وشهداء ثورة ديسمبر المجيدة 2019. فضلا عن إكمال هياكل السلطة المدنية.