كنت على قناعة أن البلد في حالة ركود وبيات شتوي من كل خدمات وتنمية لا صحة لا تعليم لا أمن. الحصة نقة سياسية وسباق كراسي وترسيخ معتقدات القراي وتشفي وانتقام من الخصوم. لكن خاب فألي يوم رأيت عملاً (تنموياً) ضخماً تقوم به الهيئة القومية للطرق والجسور، ارجو ألا تذهبوا بعيداً وتقولوا إن تكملة توسعة طريق الخرطوم مدني التي بدأها والي الجزيرة الأسبق محمد طاهر إيلا بالمقلوب "كتبت عن ذلك في وقتها" إن التوسعة استؤنفت وإن الآليات بدأت هذه المرة من جهة الخرطوم حيث الاختناق وعنق الزجاجة وأن مكوناً محلياً مهولاً قد رُصد لهذه التوسعة وسيتم الإنجاز خلال شهرين فقط حيث تقوم بالعمل عدة شركات لكل شركة قطاع محدد. أرجو خفض أحلامكم وتفاؤلكم قليلاً التنمية الضخمة هي أن الطبقة التي بدأت قبل عدة سنوات استؤنفت وأن الطريق سيصبح أملساً كما بدا بعد تلك الطبقة وليس هناك أي (تجة) في الطريق. لا هذا أيضاً لم يحدث. طيب هل تتوقعون أن الهيئة بدأت في مراجعة المطبات البلدية التي فعلها المواطنون في كثير من القرى على طول طريق الخرطوم مدني بلا أي مواصفات، لا هندسية ولا أمنية كل قرية فعلت مطباتها كما بدا لها بعضها بالأسمنت وبعضها بالحطب. هذا يحتاج هيبة دولة لا أرها الآن. طيب هل تتوقعون أن العمل التنموي الهائل أن الهيئة القومية للطرق والجسور تذكرت أكتاف طريق الخرطوم مدني التي لم تدفق فيها قلاباً منذ سنوات وأن النزول من الطريق صار صعباً جداً ومربكا للحركة؟ هذا أيضاً تفاؤل في غير مكانه. هل تتوقعون أن الهيئة القومية للطرق والجسور خرجت بعدد ثلاثة قلابات أسفلت ورقعت كثيراً من الحفر كما كانت تفعل في السابق. وستكمل بهذا العدد يومياً كل حفر الطريق وما أكثرها وما أكثر ما سببت من ضرر وأزهقت من أرواح إن الله سائل عنها كل من جلس على كراسي السلطة وتمرجح واستمتع بالهواء العليل من التكييف المركزي والإسبلت ولا يستطيع أن يجده في القبر. طولنا عليكم معليش هل تصدقون أن الذي قامت به الهيئة القومية للطرق والجسور بحسبان أنه عمل تنموي، أن الهيئة قامت بطلاء محطات تحصيل رسوم طرق الذي يسميه العامة بالعبور. رأيتهم في المحطة الأولى التي عند الباقير وقاموا بطلاء الغرف والحجارة والجدران بدهان أحمر وأبيض وصارت جميييييلة وما إن تغادرها حتى تقع في عشرات الحفر تتوسط الطريق وحواف طريق أحد من السيف. بالله من حدد هذه الأولوية؟ أيهما أولى صيانة الطريق وتوسعته وترميمه أم طلاء المحطة بالدهانات يا ربي هل هي فسفورية أم لا. إذا فسفورية نقول معليش دي تنمية جد أما إذا لم تكن فسفورية عاكسة الرماد كال حماد. من المستفيد الأول المقاول أم صاحب البوهية؟