** الله ينهانا عن التشاؤم، و أمرنا بالتفاؤل، و ها نحن نستعد لاستقبال سنة جديدة بأمل التفاؤل، و منه أن نودع سنة 2020 بكل ما فيها من ألم و مرض و ضياع و موت و هي كبيسة فعلا، و مخيفة، للدرجة اننا نعد و نحسب على أصابعنا ما تبقى لها من ايام و ساعات بالدعاء ( ربنا يعديها على خير). ** اخترت عنوانا لهذه المادة بدلا من العنوان المعد منذ ايام(اهلا و مهلا أيها الموت الحلقة 14)، ذلك أننا فقدنا اعزاء في الأيام الماضية، و تأبى الكبيسة و رفيق دربها الكورونا الا وان ترتفع قائمة الضحايا من كبار الأطباء و الاستشاريين و الاختصاصيين إلى 34 حتى اول أمس الخميس بعد أن كافحوا بحيواتهم، و فقدوها ثمنا لأعلى درجات المهنية. يرحمهم الله. ** صحوت هذا الصباح من نومة عميقة في عطبرة على هاتف ينعى لي صديقي الفنان رفيق الاغتراب في جدة و احد ابرز رواد الفن و الدراما و المسرح السوداني، الأستاذ عثمان أحمد حمد ابودليبة و لاحول و لا قوة الا بالله. ** ابودليبة و هو اسم الثنائية الخالدة في عالم الكوميديا السودانية الأصيلة مع توأمه ابوقبورة (محمود سراج) الذي أجاد دور ابن المدينة، فيما تخصص ابو دليبة في دور ابن القرية. رحمهما الله. ** قليلون يعرفون صلتي بالمسرح و المرة الأولى و الأخيرة لشخصي على خشبته كان في العام 1975م في مسرحية بلد ناس فاطنة للمخرج ابودليبة الذي اختارني من بين أبناء الدفعة في سنة اولى دراما بمعهد الموسيقى و المسرح، و هي دفعة و اي دفعة لأنها ضمت العمالقة عبد العزيز العميري و الدكتورة عفاف الصادق حمد النيل و الدكتور محمد فتحي متولي و منى عبد اللطيف رحمهم الله و أطال عمر الآخرين خطاب حسن أحمد و قرني و حريكة و عبد القادر نصر و الجزولي و جعفر نصر و الجنيدابي و الضو. ** وجدت ابو ليبة امامي في جدة عام 1976م أستاذا للمسرح بجمعية الآداب و الفنون و حاول تقديم مسرحيات ، رغم صعوبة ذلك في سعودية السبعينيات، و مرة كتب احد زملائنا الصحفيين السعوديين بأن السوداني عثمان حمد يود إدخال المراة بالقطاعي، و ذلك في لقطة من مسرحية ظهرت فيها يد عليها الذهب و أوقفت المسرحية. ،** رحم الله الصديق الرائد المسرحي عثمان أحمد حمد ابودليبة، وقد ظهر لآخر مرة معي على شاشة التلفزيون قبل عامين مع الأستاذة سمية عبد اللطيف في برنامج خاص يوم وفاة الفنان الكبير إبراهيم حجازي، وكان ثلاثتنا من فريق مسرحية بلد ناس فاطنة مع آخرين، اذكر منهم عيسى تيراب و محمد عثمان المصري و أحمد عثمان عيسى رحمهم الله. **نواصل في عزاء أنفسنا، و أهل من فقدناهم هذا الأسبوع، و منهم العازف الماهر الفنان عبد الله الكردفإني، أو كردف كما كان يناديه صديقه الفنان الراحل زيدان إبراهيم لهما الرحمة. ** :فقدت البلاد و أسرة القانون و القضاء و العدالة بالسودان و دولة الإمارات، مولانا القاضي أحمد حسن أبو الناس صاحب البصمات الواضحة في مجاله، و في عشق نادي المريخ العظيم، فقد كان من مؤسسي اول رابطة للمريخ في الخارج، مع رفيقه مولانا عبد الله التوم و أورث النبوغ و حب المريخ لأفراد أسرته فها هي الدكتورة تهاني ابو الناس، اول امرأة تتولى رئاسة رابطة مشجعين و العزاء لها و لإخوتها عبد الله، محمود، أبوبكر، جوهرة و الفنانة شروق ابو الناس. ** ورحم الله الشاعر الكبير عمر العوض ابن الدامر صاحب كلمات سوداني الجوة وجداني، و رحم الله صديقنا الشاب المصري عاطف سليمان الموظف بالأمانة العامة للاتحاد العربي لكرة القدم بالرياض، و رحمنا الله جميعا و وداعا للسنة الكبيسة 2020. نقطة ونقطة ** أرى تحت الرماد وميض نار، أخشى أن يكون لها ضرام. اردد هذا البيت القديم و إنا اتابع التصريحات بين شركاء الفترة الانتقالية، ما بين المكونين المدني و العسكري من جهة، و ما بين ألموقعين على السلام و مجموعة من الحرية و التغيير من جهة، بل من جهة اخرى بين ناس الحرية و التغيير و تجمع المهنيين، و نسأل الله اللطفَ. ** مرت أمس الذكرى الخامسة و الثمانون لميلاد الإمام الراحل الخالد السيد الصادق المهدي رحمه الله فقد كان يستعد بمؤلف جديد لهذا إليوم قبل أن يختاره الله قبل شهر، له الرحمة و لشعبنا حسن العزاء. ** دولة جيبوتي تعيش تهديدا و ظروفا اقتصادية أسوأ منا و المغرب و الامارات و البحرين، و مع هذا فقد أصر رئيسها إسماعيل عمر قيلة، على رفض التطبيع، و التمسك بمبادرة السلام العربية اولا، حقيقة المبادئ لا تباع.