** شهر و نصف ونودع هذه السنة الكبيسة بكل ما حملته من احزان و اضرار و مصائب ألموت، نعم الموت مصيبة و هكذا سماه رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة و ازكى التسليم، و خلال وجودي الشهور التسعة في الخارج، كانت تبكينا أحوال البلد، و تبكينا اخبار من نفقدهم و ما أصعب فقدك لقريب او صديق أو شخص عام معروف، و انت في الغربة حيث تفقد المشاركة في التشييع، و عزاء اهل الميت، و لم يكن لنا غير الكتابة و الاتصالات التي صارت ميسرة و الحمد لله. ** بالكتابة ابتدرت عنوان لمقالاتي سميته(مهلا ايها الموت) و تم نشر عدة حلقات في هذه المساحة، و داعبني البعض بما َمعناه ليس مع الموت مداعبة، و لا تكثر من تذكره، و رددت عليهم بأن الدين أمرنا بتذكر الموت، و كفى به واعظا فعدلت عنوان المقال إلى ( اهلا و مهلا ايها الموت)، ذاكرا بضرورة الاستعداد له، و الترحيب به و اتذكر هنا مقولة مولانا الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله (هنالك حياتان واحدة تنتهي بالموت و الأخرى دائمة تبدأ بألموت، و سعيد من يستعد بالأولى للثانية). ** سأعود هذا الأسبوع لمواصلة الحلقات التي توقفت عند التاسعة و الأحزان تملأ نفسي لتكون هذه الحلقة عن اعز الأصدقاء، و رفاق الدرب الطويل في مشوار الحياة، و هو الأخ الكريم هاشم الزبير محمد و كذلك قد استفيد من ذاكرتي، و ذاكرة الهاتف لاتذكر و أترحم على من فقدناهم خلال هذه الكبيسة 2020م. ** ابدأ الحلقة بفقد اخينا هاشم الزبير محمد الذي بكاه الناس، و تحدث الخطباء عن سجاياه و طيبة قلبه الأبيض، و حياة التسامح التي عاشها مع المخالفين معه في الرأي، و ما أكثر خلافات الرياضيين عامة و أهل المريخ و الهلال خاصة، و ذهب هاشم مرضيا عنه من الجميع. **قلت و قلنا و نحن نطوي سرادق عزائه نوصي اخوته و أبناءه و بناته و زوجته بأن يكثروا من الدعاء له مما يخفف عنه وحشة القبر، لانه لم يعش في وحشة، او بعد عن الناس، و كان يعمل على جمع الشمل، و برز هذا في أيامه الاخيرة، بل قبل ساعتين بالتحديد من رحيله، و كذلك في الكلمة المسجلة التي اعيد بثها في سرأدق العزاء و ابكت الجميع. ** نسألك يا الله أن تحسن قبول عبدك الموحد هاشم و تكرم نزله و تجعل البركة في عقبه، و تجعل قبره روضة من رياض الجنة. ** فرغنا من تشييع قبر اخينا هاشم الزبير ليلا لنصبح على فقد الصديق و الدفعة و ابن العم و العمة عثمان القراي، الذي فقدنا شقيقته السيدة مريم ارملة عمنا وشيخنا البلال الطيب و العزاء للأخوة أحمد البلال رد الله غربته و ياسر و عاصم و مبارك و أخوة المتوفى عبد اللطيف و عبد السلام القراي و اخوانهم و كل الاهل. **اكتب هذه الرسالة و أحاول تذكر من فقدناهم مؤخرا و يبلغني اللحظة بوفاة الطبيبة الإنسان ايمان أحمد البشير مديرة إدارة الامومة و الطفولة بوزارة الصحة و درة مجموعات الجيش الأبيض السوداني الذي صارع الفيروس حتى صرعه، الرحمة و الاجر لها و العزاء لاسرتها و الاسرة الطبية. **بدأت سلسلة هذه المقالات بمن فقدناهم و نحن نودع سنة 2019م البسيطة و قبل أن نستقبل هذه الكبيسة، فقدنا الفنان الشيخ صلاح ابن البادية و فقدنا زميلنا و استاذنا الكبير أحمد محمد الحسن و أمس الجمعة اكتشفنا انها الذكرى الأولى لرحيله و ناشدنا من يسهم و يعمل على إحياء ذكراه و تفقد أسرته الصغيرة التي لم تجد منه، كما وجدت أسرته الكبيرة نسأل الله له الرحمة. ** الأقربون اولى بالمعروف و التذكر