لعبت وسائل التواصل، دوراً مهماً في تعزيز حرية التعبير في الدول السلطوية، ولكنها منحت الأنظمة حرية إنشاء الجيوش الإلكترونية 1. يستحق ترمب أكثر من حرمانه من "التغريد"، ولكن قدرة شركة خاصة على اتخاذ هكذا قرار وتوقيته متى شاءت مسألة فيها نظر. أصبح فضاء التواصل الاجتماعي مرفقاً عمومياً، ومصلحة عامة، والقرار بشأن حدوده وحدود التعبير داخله، يفترض أن يقوم على وضع حدود لاعتبارات الملكية الخاصة. 2. هذا لا يعني أن الحل يكمن في إخضاع هذه الشركات للرقابة الشعبية، فهي متأثرة بها أصلاً بالعرض والطلب إلى درجة الشعبوية التي قد تكون مُعادية لحقوق وحريات أصحاب الرأي المختلف. ما لا مفر منه هو تنظيم عملها وصلاحياتها وحقوق المواطنين المشاركين وحرية التعبير فيها بالقانون. 3. ثبت أن ضغط النخب والإعلام يجبر هذه الشركات على أخذ قضايا الديمقراطية في أمريكا بالاعتبار، ولكن لا توجد آليات للضغط عليها خارج أمريكا كي تأخذ قضايا الشعوب الأخرى بالاعتبار، كما في حالة حرية القادة الإسرائيليين في التحريض على العنف والاحتلال والاستيطان. 4. لعبت وسائل التواصل دوراً مهماً في تعزيز حرية التعبير في الدول السلطوية، ولكنها منحت الأنظمة حرية إنشاء الجيوش الإلكترونية ونشر الشائعات والأكاذيب والتحريض على العنف ضد المخالفين، إضافة إلى القدرة على الرقابة.