قديماً كان للعشق (أصول)...وللحب (ضوابط)..وللشارع (احترامه)..حتى الحديث كانت له (قدسيته) التي لاتتجاوز الخطوط الحمراء..وكان المحبوب يحترم محبوبته جداً، ولايقوم بأي عمل متهور قد يكلفه ويكلفها الكثير من المتاعب، وكان (يرابط) منذ الصباح وحتى المساء أمام باب منزلها عله يلمحها ولو صدفة، ويكون محظوظاً مثل شعراء الزمن الجميل الذين كانوا يكتبون قصيدة (تهز الدنيا) في محبوبة قامت (بكشح موية) فقط...(ولا عزاء لناس الورا ورا...وناس الحقنة...وتقع بينا ربْ وتقوم بينا كبْ). حتى الزمان كان جميلاً حافلاً بالخير والطيبة...ولم يعرف العشاق في ذلك الزمان الطريق إلى (التويتر والفيس بوك)...ولم تعرف عيونهم كذلك السهر تحت أضواء اللابتوبات، لذلك كانت أعينهم (كحيلة) تسر الناظرين وتستدعي قرائح الشعراء لتنظم فيها القصائد المختلفة. ولم ينس عشاق ذلك الزمن الجميل التعبير عن مايجيش بخواطرهم بطرق مهذبة ومختلفة جداً، كان أشهرها كتابة الخطابات الغرامية على أوراق (مسطرة) قام العاشق بنزعها من بين أحضان كراسة شقيقه الأصغر، و(كرفسها) بطريقة معينة و(خبيرة) تجعل الكلمات في مأمن من الإصابة بأي سوء، وتمنح كذلك كل درجات (التأمين) اللازمة...قبل أن يعبر العاشق الولهان أمام باب محبوبته وينتظر خروجها بفارغ الصبر حتى يقوم بإلقاء تلك الورقة (المكرفسة) أمام عتبة الباب، ويولي الإدبار، بينما تتعمد المحبوبة حمل أي (جردل) للتمويه على (ناس البيت) وتقوم بالتقاط الورقة وتضعها داخله قبل أن تدخل ال(....) لتقرأ ماكتب لها روميو ذلك الزمان. ملحوظة: طريقة رد المحبوبة تكون بنفس الطريقة...حيث تكتب الرد على ورقة تضعها داخل جردل الموية، وتقوم بإعادتها للشارع، ليلتقطها المحبوب، ويهرول بها وهو يطير من الفرح...و.......هكذا كان الحب في زمن (أجدادنا القدماء). شربكة أخيرة: الغريب أنه وبعد تطور العصر وتوفر وسائل الاتصالات الحديثة بين المحبوب ومحبوبته، فقد الحب تلك (النكهة) التي كانت تميزه في السابق، ولايدري حتى الآن أي شخص السبب في ذلك....(سبحان الله)..!