الفرقاطات الإيرانيةببورتسودان.. ترفيه على ظهر المدمرات!! لماذا فتحت البوارج للأسر؟ اللواء عبدالله المطري: تم التخطيط لهذه الزيارة قبل ثلاثة أشهر (....) هذا ما قاله كابتن السفينة الإيرانية بورتسودان: عبد القادر باكاش الخرطوم: سوسن محجوب رست بميناء بورتسودان أول أمس الإثنين بارجتان حربيتان إيرانيتان، وتجاوز الاهتمام بهما أهل مدينة بورتسودان وولاية البحر الأحمر لتجلبا أنظار أهل السودان وتجعلا العالم ينتظر ما ستسفر عنه الساعات القادمة من إعلان تفاهمات وربما مفاجآت ستؤثر على مستقبل المنطقة بأكملها. في اتجاه آخر حرصت الحكومة السودانية وفي مستويات مختلفة على التأكيد بأن رسو البارجتين الإيرانيتين يأتي في إطار التعاون المشترك بين السودان وإيران في مجالات البحرية العسكرية، وأن مثل تلك السفن ترسو باستمرار في سواحل البحر الأحمر قبالة المياه الإقليمية السودانية. تعارف وتآلف تلقى قادة حاملة المروحيات (خارك) والمدمرة (الشهيد الإدميرال نجدي) شرحاً تعارفياً من نظرائهما السودانيين ورصدت (السوداني) جولة لطاقم البارجتين في السوق الرئيس بمدينة بورتسودان وطوافهم على المرافق الحيوية بالمدينة والأسواق والمحال التجارية، ومثل رسو البارجتين حدثاً مثيراً اهتمت به المدينة في منتدياتها ومجالسها في وقت نظمت فيه القوات البحرية السودانية زيارة أسرية مفتوحة لمجتمع بورتسودان حيث سمحت لهم بدخول الميناء الشمالي وتفقد مكونات البارجتين وتلقي بعض المعلومات العامة عن البارجتين وطبيعتهما ومكوناتهما وقد تلقت (السوداني) دعوة من قائد الكتيبة البحرية (101) اللواء ركن عبد الله المطري لزيارة البارجة ضمن الزيارات الأسرية وتمكنت (السوداني) من رصد الفرحة الشعبية من سكان المدينة بمشاهدة البارجتين الراسيتين في مربط (9) بميناء بورتسودان الشمالي وهو ميناء مدني مخصص لاستقبال البضائع العامة المعدة للتصدير والاستيراد حيث رست فيه القطعتان الحربيتان منذ يومين، واللتان من المقرر أان تغادرا اليوم الأربعاء. طريق التعاون عبر عدد من المواطنين عن بالغ تقديرهم لتعاون السودان مع دول ذات تقانة بحرية متقدمة مثل إيران وطالبوا أن يترجم التعاون في بناء ترسانة دفاعية سودانية لحماية الأراضي السودانية من الاختراقات الأجنبية مشيدين بتعاون إيران مع السودان في القضايا العسكرية، وشدد قائد الفرقة (101) اللواء عبدالله المطري في تصريحات خاصة ل(السوداني) على أن لا رابط بين الاعتداءات الإسرائيلية علي مجمع اليرموك وزيارة السفن الإيرانية، وقال المطري إن البحرية السودانية سبق وأن استقبلت عشرات السفن الحربية من عشرات الدول في العالم وقال إن هذه الزيارة مخطط لها منذ حوالي ثلاثة أشهر مشيراً إلى أن السفن الإيرانية التي رست ببورتسودان تقوم بمهام عسكرية روتينية في تأمين المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر في مكافحة القرصنة ومراقبة السفن. وأضاف "تأتي زيارتها للسودان في إطار الدور الدبلوماسي للبحريات العسكرية في تأطير العلاقات الدولية وخدمة المصالح الخارجية للدول ومراعاة التقاليد البحرية لخلق علاقات متميزة بين الدول المتعاونة في مجالات البحرية العسكرية"، وقال قائد الكتيبة (101) اللواء عبدالله المطري إن القوات المسلحة ولتعضيد العلاقات الاجتماعية ولإشاعة روح المحبة والسلام بين شعبي البلدين سمحت يوم أمس للأسر في بورتسودان زيارة السفن البحرية داخل الميناء للتعرف عليها عن قرب ولتمكين الأطقم الزائرة من الإيرانيين بالسفينتين مشاهدة جمهور بورتسودان، مبينا ان الزيارة وجدت قبولاً واستحساناً من الجانبين، وأوضح أن طاقم السفينتين تجول في أسواق بورتسودان نهار أمس وقام بالطواف على المناطق الحيوية. داخل البوارج هذا وتجولت (السوداني) داخل عنابر سفينة الإمداد وقامت بالتقاط صور فوتوغرافية لبعض المشاهد ووقفت على الأجهزة الحديثة والأسلحة المتطورة وأجهزة الرصد والمراقبة والتقت بطواقم البارجتين، وتحفظ عدد من جنود وضباط السفينتين من التحدث لوسائل الإعلام مكتفين بإاشارات الترحاب والابتسامات الودية وقال ممثل الطاقم كابتن السفينة الذي قام بتقديم الشرح باللغة الإنجليزية للمواطنين قال ل(السوداني) إنه غير مصرح له بالحديث لوسائل الإعلام وإنه يعتذر عن الإجابة عن بعض الأسئلة ذات الأبعاد السياسية والعسكرية وعلمت (السوداني) أن طاقم السفينتين الزائرتين يفوق الثلاثمائة شخص يتكونون من تشكيلات مختلفة بينهم خبراء وضباط وجنود وفنيو أسلحة ورادار ومهام مختلفة بينما يتكون طاقم المدمرة وحده من حوالي (80) شخصاً مهمتهم عسكرية فيما يمثل طاقم السفينة الأخرى بمثابة الإمداد. زيارة عادية وفى الخرطوم ورغم أن وزير الخارجية علي كرتي عقد مؤتمراً صحفياً سعى من خلاله للتأكيد على التقليل من دخول القطع البحرية الإيرانية لميناء بورتسودان، واصفاً إياه بالعادي وأنه لا علاقة له بقصف مصنع اليرموك. وهو ذات الاتجاه الذي ذهبت فيه القوات المسلحة بإعلان الناطق الرسمي العقيد الصوارمي خالد سعد، بأن سفينتين من البحرية العسكرية الإيرانية تزوران ميناء بورتسودان في الفترة من 28-31 من أكتوبر الجاري، يأتي في إطار العلاقات الودية والنوايا الحسنة للبحريات العسكرية الدولية ومهامها الأمنية والدبلوماسية. وأضاف الصوارمي أن ظهور هذه السفن ووجودها في المياه الإقليمية والموانئ البحرية السودانية يعد دعماً قوياً للعلاقة بين الدولتين سياسياً وأمنياً ودبلوماسياً. وقال الصوارمي إنه سيتم خلال الزيارة مناقشة العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين القوات البحرية السودانية والقوات البحرية الإيرانية وتبادل الخبرات. دلالات وروابط ويرى مراقبون أنه لا يمكن أن تأتي الفرقاطتان الإيرانيتان للسواحل السودانية في مثل هذا التوقيت دون أن يتم قرن ذلك بالغارة الإسرائيلية ومزاعمها عن تدمير مصنع إيراني وهو ما ينفيه الجانب السوداني. ويرى رئيس قسم العلاقات الاستراتيجية بجامعة الإزهري محمد الكباشي إن هناك العديد من خطوط التلاقي بين الخرطوموطهران، ويضيف في حديثه ل(السوداني) أن أحداث الحادى عشر من سبتمبر وضعت الطرفين في مركب واحد وفقاً لتصنيفات واشنطن، ويضيف الكباشي أن هذا الوضع يتطلب أن يقود الطرفان جهوداً على الأرض للتخفف من حدته، ويزيد يبدو أن طهران استفادت من الغارة الإسرائيلية للعب دور إقليمي، بينما في المقابل والحديث ما زال للكباشي أن الخرطوم تسعى للاستفادة من هذا التناقض وتحاول توظيفه بالدرجة التي لا تجعلها تخسر قوى إقليمية وغربية. في سياق آخر يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية بشير الشريف إنه يمكن أن يتم قراءة وصول القطع البحرية الإيرانية في سياق إظهار مساندة طهران للخرطوم بعد الغارة التي تعرضت لها من العدو المشترك للدولتين علاوة على أن الغارة لا تتعلق بالخرطوم لوحدها باعتبار أن التصريحات الإسرائيلية جعلت الرأي العام ينظر للضربة باعتبارها موجهة لإيران أكثر من كونها للسودان. ويمضي الشريف في تحليله ويرى في حديثه ل(السوداني) أن الحادثة مثلت مناسبة جيدة لطهران لإظهار القوة خاصة أنها تزامنت مع مناورات إسرائيلية وأمريكية تعد الأكبر. ويشير الشريف إلى أن إسرائيل تململت من الموقف الأمريكي من إيران، وفي ظل سباق الانتخابات الأمريكية سعت الإدارة الحالية للاكتفاء بالمناورات لتحريك الملف فقط وهذا أقل مما كنت ترجوه إسرائيل. ويواصل الشريف في تحليله ويلفت إلى أن ما يحدث لا يخرج أن يكون أظهار قوة لن يتطور لمواجهة مباشرة على الأقل حتى الآن لاعتبارات تتعلق بأوضاع المنطقة وتوازن القوة بين إيران وإسرائيل.