انتشر تقرير صادم مؤخراً عن عدد حوادث الاعتداء على الأطفال في ولاية الخرطوم للعام 2020، وبلغ العدد الذي رصد عن حوادث الاعتداء تلك ( 7271) تمثل نسبة الاعتداء الجنسي من هذا الرقم نسبة ليست بالقليلة، وهنا كان لا بد من الإشارة إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل اضطراباً نفسياً خطيراً، حيث يتلذذ المصاب بهذا الاضطراب بممارسة الجنس مع الأطفال من عمر 6 شهور إلى أقل من 5 سنوات من عمر المعتدى عليه… تشير الدراسات العالمية الخاصة باضطراب البيدوفيليا أو الغلمانية (الولع الجنسي بالأطفال) بأنه لا توجد إحصائيات خاصة بالمصابين به؛ نسبة لاخفاء المضطربين لميولهم تجاه الأطفال، وأن الإحصائيات التي تنشر هي للاعتداءات التي وقعت فعلياً على الأطفال… يجب الإشارة إلى أن مجتمعنا من مدة ليست قصيرة، يفجع كل حينة وأخرى بحوادث اغتصاب وقتل للأطفال، حيث تكون الحادثة تلك في طور الجريمة التي تستوجب العقاب والذي يجب أن يتم أن تكون هنالك معالجات وقائية تمنع حدوث مثل هذه الجرائم الخطيرة، وما يحدث من جرائم اغتصاب للأطفال في الخلاوي والمدارس يمثل مقياساً خطيراً لهذه الظاهرة وانتشارها في المجتمع… فالمصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع التحكم في ميله الجنسي تجاه الأطفال وقد لا يعلم أنه مصاب به، نسبة للجهل المعرفي بأن مثل هذا الميل الجنسي يمثل شذوذاً، أو قد يعلم أن هذا الأمر يعتبر شذوذاً لكن لا يعلم أنه يمكن معالجته عن طريق الأدوية والعلاج النفسي، وأشارت دراسات عديدة إلى أن هنالك من يملكون رغبات جنسية تجاه الأطفال، حين أجريت دراسات عليهم، فهو اضطراب خفي نسبة لإخفاء المصابين أنفسهم عن العلاج… تجدر الإشارة إلى أن البيدوفيليا قد يقترن بوجود اضطرابات أخرى، مثل اضطراب القلق والاكتئاب، وهو ما يجعل الاضطراب خطيراً جداً… فيجب الانتباه للأطفال وتوعية الأمهات تحديداً والأسر بأهمية العناية بأطفالهم، وتوجيههم التوجيه الصحيح والتثقيف النفسي والجنسي الممرحل للأطفال حتى يكونوا أكثر وعياً… ويكون علاج الولع الجنسي بالأطفال عن طريق العلاج الدوائي والنفسي، وهنا يجب أن نؤكد أن الدراسات التي أجريت على المصابين أكدت أنه لا توجد أسباب جينية للإصابة بمثل هذا الاضطراب، وأنه له علاقة بالسلوك التكيفي، وعند الحديث عن التكيف فهو يشير إلى التعليم والتثقيف الجيد للأطفال ومراقبة السلوك الجنسي للأطفال في عمر المراهقة، فهو السن التي تظهر فيه السلوكيات الجنسية للفرد.. يكون العلاج المعرفي السلوكي هو الأجدى في معالجة البيدوفيليا، وهو يعمل على علاج التشوهات المعرفية للمصاب، والعمل على تحسين تقدير الذات والوعي النفسي ومراقبة الحالة من خلال الأسرة والمقربين…كما ينصح بالعلاج الكهربائي لأنه أجدى في كثير من الحالات.. وأخيراً يجب الإشارة إلى أن الديب ويب(الإنترنت المظلم) وهو شبكة إنترنت دولية خاصة، تنشط جانب من تجارتها في المحتوى الجنسي الإباحي للأطفال، وهو يمثل خطراً كبيراً يهدد المجتمعات المحلية والدولية، والسبيل إلى منع مثل هذه الأنشطة بمعالجة هذا الاضطراب في وقت مبكر، فوجود المرشد النفسي والاجتماعي في الصفوف الدراسية الأولى الأساسية والثانوية، أصبح ضرورة ملحة من أجل تلافي مثل هذه الأخطار..