انتقد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، تلكؤ قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية في تقديم ترشيحاتها للحكومة الجديدة، موضحا انه لا يملك خيارا سوى الخروج للشعب واطلاعه بيانا على الفشل في التوافق على تشكيل الحكومة. وأوردت صحيفة (اليوم التالي) أمس، ان البرهان بدا غاضبا من حالة التنازع التي عطلت تكوين الحكومة، وذكر خلال الاجتماع الأخير لمجلس شركاء الفترة الانتقالية، ولوح باحتمال إقدامهم على تشكيل حكومة طوارئ برئاسة د. عبد الله حمدوك حال عدم التزام الشركاء بتكوين الحكومة بالسرعة اللازمة، مشيرا إلى أن أوضاع البلاد لا تحتمل المزيد من التلكؤ، فيما طلب بعض قادة الحرية والتغيير من البرهان عدم الإقدام على تلك الخطوة، ووعدوه بالإسراع في إنجاز المهمة، وفق المصفوفة الزمنية، التي اعتمدها مجلس الشركاء. سيناريوهات التشكيل: مراقبون سياسيون اعتبروا أن تشكيل حكومة طوارئ برئاسة عبد الله حمدوك امر صعب جدا وسيجد مقاومة من (الحرية والتغيير)، الا اذا تبعها اعلان طوارئ، وقالوا إن تكوينها سيؤدي إلى انشقاق داخل قحت، وكرد فعل سيقوم المحتجون ب (تتريس) الشوارع وستتدخل الاجهزة العسكرية، وربما ستؤدي إلى حالة اهتزاز في الموقف السياسي وتُفهم انها انقلاب عسكري. واشاروا إلى سيناريوهات متوقعة اذا وافق رئيس مجلس الوزراء على تشكيل حكومة برئاسته، يعني ذلك أن تحالفا مدنيا وعسكريا بدأ يتبلور، بالتالي سيلغي كل الكيانات القائمة الآن، وستكون اول ضحاياه (قحت)؛ وهي تعاني اصلا من الصراعات الداخلية، وسيظهر اصطفاف جديد وحكم جديد وغالبا ما يجد حكما دوليا واقليميا، ويصبح كأنما هو حكم عسكري بوجوه مدنية. اما اذا رفض حمدوك تكوين حكومة طوارئ برئاسته واذا لم يتحقق الجدول الزمني للمصفوفة فإن ذلك سيُحدث وضعا سياسيا جديدا، وكأنما هناك تمرد على رئيس مجلس السيادة الانتقالي. واذا تشكلت الحكومة في الوقت المحدد سيستمر الوضع على ما هو عليه، ويُفهم في سياق أن التشكيل تم بعد تهديد البرهان، فيما تعتبر الحرية والتغيير انها التزمت بالمصفوفة ولم تهتم لتهديد البرهان بتشكيل حكومة طوارئ. ضرر بليغ: اعضاء ب (الحرية والتغيير) اعتبروا في حديثهم ل (السوداني) أن تسريب هذه المعلومات يدل على عدم المسؤولية اذا ثبت انه قيل قبل التوصل لاتفاق ويصل إلى مرحلة التحريض. المحلل السياسي ماهر ابوالجوخ اكد في حديثه ل (السوداني) انه حسب الوثيقة الدستورية فإن قوى (الحرية والتغيير) هي التي تشكل الحكومة، مشيرا إلى انه تم الاتفاق على مصفوفة زمنية، وقال إن ازمة تكوين الحكومة انتهت؛ وتبقت مرحلة المفاضلة بين المرشحين. ابوالجوخ قال إن ما ذهب اليه البرهان بتكوين حكومة طوارئ برئاسة حمدوك اذا كان قبل التوصل إلى المصفوفة الزمنية يكون متسقا، لكن اذا كان ضمن النقاش الذي كان في اجتماع مجلس الشركاء بعد اجازة المصفوفة فيجب الا يتم نقله بهذه الطريقة المُخلة، لانه بعد اجازة المصفوفة تكون النتائج ملزمة، معتبرا أن من سرب هذا النقاش له مصلحة، وتساءل هل يريدون أن يقولوا ان ثمة انقلاب على الوثيقة الدستورية سيتم؟، مشيرا إلى وجود تيار يسعى لإحداث توتر وفراغ واضطراب. وقال إن التوصل إلى مصفوفة يجبُّ ما قبله من مواقف. واضاف: "تسويق الامر بهذا الشكل ليس اثارة فقط، بل فيه ضرر بليغ، ويجعل من سرب المعلومات له غرض وهو زيادة حدة التوتر". سخط الشارع: محللون سياسيون اشاروا إلى أن حديث رئيس مجلس السيادة الانتقالي يدل على انه بداية تحالف عسكري مدني، وان البرهان لم يرسل تهديده من فراغ، وان ما ذهب اليه يدل انه في مركز قوة، وربما وجد دعما داخليا او خارجيا او انطلق من ضعف الحاضنة السياسية. آخرون اكدوا أن البرهان ليس له حق في تكوين حكومة طوارئ، معتبرين أن تكوينها انقلاب على الثورة، مشيرين إلى انه حسب الوثيقة الدستورية فإن رئيس المجلس الانتقالي عمله تشريفي وليس تنفيذيا، وقالوا إن اي حديث عن تشكيل حكومة طوارئ يفتح الباب لإعادة تشكيل النظام البائد. القيادي ب (الحرية والتغيير) منذر أبو المعالي اكد في حديثه ل (السوداني) أن تشكيل حكومة طوارئ امر غير وارد اطلاقا، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء تسلم قائمة الترشيحات للحكومة القادمة امس. أبو المعالي قال إن كلام البرهان يزيد السخط عليه من الشارع لان ليس له الحق في تشكيل الحكومة، ومهمته معروفة وهو ليس رئيس الجمهورية. واضاف: "إن رئيس الوزراء هو الرئيس الفعلي للسودان في النظام البرلماني".