وبحسب مراقبين، فإن النشاط الكبير للمعارضة عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي تحرك اتجاهات الرأي العام وتويتر ويوتيوب وغيرها من منصات التواصل والنشر الإلكتروني التي فتحت الباب على مصراعيه للجميع كل بحسب اتجاهه واهتمامه ليسجل اعتراضاته ورؤاه بحسب ما يشاء في الرأي العام والشخصيات العامة، يعتبر الأقل تكلفة في العمل المعارض من ناحية ومن ناحية أخرى يتسق وطبيعة الشعب السوداني المحب للسجال والحوار وهو ما يفسر انتشار عشرات المجموعات (قروبات الواتساب) التطبيق الأشهر للحديث في الشأن العام وتحميل الفيديوهات والتسجيلات الصوتية حتى برزت من خلاله عددٌ من الأسماء والنجوم كان حضورها الأقوى من خلاله ومن بين تلك الأسماء تراجي مصطفى صاحبة التسجيلات الأشهر في الشأن العام ولاحقاً برز نجم الفاضل حامد الجبوري بينما ظل (الفيسبوك) هو المفضل لدى الشباب بصورة عامة والإعلاميين داخل وخارج السودان لإدارة النقاش حول الأزمات والقضايا للشأن الداخلي. ومنذ اندلاع ما يعرف بثورات الربيع العربى في عدد من البلدان العربية التي استندت على وسائل التواصل الاجتماعي في تحريك الشارع العام حتى كان سبباً رئيسياً في ذهاب الأنظمة وقتها، تزايدت بحسب الكثيرين حساسية المسؤولين في الدول العربية عموما أعلى من غيرها في التعامل مع النشر الإلكتروني والاجتماعي بعد أن رأوا جدية أفعاله بما يقطع اليقين! معارضة مؤثرة! الناشط في ال(سوشيال ميديا) عمر الطيب أبو روف ومدير عدد من القروبات الذي درج على تسطير مقالات سياسية معارضة حول مختلف القضايا التي تخص الشأن العام أوضح في حديثه ل(السوداني) أمس، أن اعتماد المعارضة على الوسائط الاجتماعية سببه أن النشر عبر الصحف بات مهدداً بالرقابة القبلية بالتالي يتم حجب ما يكتب. وأوضح أبوروف أن ذلك دفعه للكتابة في الراكوبة والصحف الإلكترونية وفي مواقع كثيرة، مشيراً إلى أن له أكثر من قروب يشارك فيه لأنها تصل المسؤول و يتأثرون ويستجيبون لها، قاطعا بأن النفي الرسمي بعدم تأثير هذه المنابر هو اعتراف ضمني بتأثيرها، مؤكدا أن مميزات الوسائط تكمن في عدم إمكانية تطبيق رقابة قبلية عليها، مدللا على ذلك بتجربة العصيان المدني التي تمت الدعوة له عبر وسائط التواصل الاجتماعي. وجدد عمر التأكيد على تشجيع الصحافة الإلكترونية، معتبراً أن التسجيل الصوتي يمكن أن يدخل صاحبه في مشكلات حقيقية إن لم يكن الحديث فيها موضوعيا، ضاربا المثل بتسجيلات ذات تأثير كبير ك (الجبوري) الذي استطاع بحسب أبو روف وفي فترة وجيزة أن يكون اسما معروفا ضمن المعارضة الموضوعية والتلقائية والملتزمة بالعرف الاجتماعي بالسودان. الحزب الحاكم.. ماذا يقول؟ أحد العاملين بدائرة الإعلام الاجتماعي بالحزب الحاكم أوضح في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الحزب لديه كوادر متميزة جدا ومؤهلة للتعامل مع وسائط التواصل الاجتماعي بجميع مراحل العمل فيه وبقدرات احتواء كبيرة. وبحسب مختصين في تحليل اتجاهات الرأي العام استطلعتهم (السوداني)، فإن القوة الحقيقية للنشر ب(السوشيال ميديا) يرجع إلى تأثيرها على الرأي العام في مجتمع بطبيعته سريع التأثر اجتماعيا أكثر من قدرتها كمهدد حقيقي لاستقرار الوضع الحكومي، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في الدفع الإيجابي لأداء المسؤولين من خلال ما ينشر ويناقش عبرها.