(السوشيال ميديا) تفسيرات كثيرة وعديدة اكتنفت المشهد السوداني لظاهرة الردم التي لا تستثني سلوكاً، فعلاً أو قولاً، ملبساً أو مأكلاً، فالكل تحت مقصلة النقد اللاذع والسخرية المريرة، حتى اختلط الحابل بالنابل وسمي كل ذلك نقداً، في سياق تفسير خاطئ للظاهرة التي أضنت الكثيرين، وساهمت في اعتزال البعض منصات التواصل الاجتماعي، وإغلاق حساباتهم.. فيما يذهب آخرون إلى أنه غض النظر عن تسمية الظاهرة ردماً أو نقداً أو تنمراً، إلا أن ما ساهم في انتشارها هو وسائط التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، بحكم أن السطوة هناك في العالم الافتراضي تختلف عن السطوة في مجالات العالم الواقعي.. عقد تتجلى وبحسب الكثير من المهتمين بالظواهر التي اكتنفت الساحة السودانية في سياق ارتفاع سقف الحريات، فإن ما يحدث حالياً يعد مظاهر سلوكية لعقد تتجلى في الصورة على صفحات هذه الوسائط على الرغم من أن وسائل التواسط يفترض أن تعزز العلاقات الآدمية ولكن العكس هو ما يحدث.. ويذهب الناقد والمدون نادر فوكس في حديثه ل(كوكتيل) إلى أهمية اهتمام المجتمع بتطوير شكل النقد دون أن يهبط مستواه أو يوسم بالسطحية.. موضحاً أن ثمة فروقات ما بين النقد والردم، وأضاف: الردم يعد تنمرا، والتنمر جريمة، لأنه يعد تمييزًا وعنصرية. نقد شعبي ويرى نادر أن المنتشر على صفحات السوشيال ميديا هو نقد شعبي وحالة هياج من أناس لا يمتلكون أدوات النقد، وأضاف: الردم مؤخراً أضحى يصنع صناعة، منوهاً إلى وجود فنانين يقودون أنفسهم صوب الانتقاد حتى تبرز أسماؤهم وتعلو أسهمهم، وأضاف: هناك أيضاً من يحملون أمراض المجتمع ولا يراعون لما يقدمونه سواء كان جيداً أم سيئاً.. وكشف فوكس عن أن هناك مستفيدين من النقد في وقت لا يعيره آخرون اهتماماً.. وقال عموماً تبدو الفئة الأخيرة مستندة على المثل الشعبي( الكلب بهوهو والجمل ماشي). مجتمع مستهدف الفنان سامي عز الدين يذهب في حديثه ل(كوكتيل) إلى أن أكثر الفئات عرضة ل(الردم) هي فئة الفنانين، وأضاف: أنا وحتى فترة ليست بالبعيدة كنت أخاف النقد لكن مؤخراً بات الأمر ليس مزعجاً لي، وتابع: الردم أحياناً يرفع شأن من لا شأن له. رغم اختزال عز الدين للفئات الأكثر استهدافاً، إلا أن الملاحظ هو تمدد الظاهرة لتكتنف كل المجالات بل والفئات العمرية المختلفة، فمست الإعلاميين والصحفيين، ونجوم الفن بل والكورة.