وفي الأثناء أبلغ مزارعون بالقضارف بأن إدارة محالج الفاو، التابعة لشركة السودان للأقطان، قد أوقفتهم رسمياً من عمليات حلج القطن بالمحلج، بسبب تكدس كميات كبيرة من القطن بالمحلج الحكومي، وعد المزارعون تأخر القطن وتكدسه بالمحالج بسبب قلة طاقتها الإنتاجية وعدم قدرتها على استيعاب احتياجات المزارعين، في وقت بشر فيه وجدي ميرغني مزارعي الولاية، بأن شركته تعكف حالياً على توسعة الطاقة الإنتاجية للمحلج ليستوعب جميع كميات المزارعين. ماذا قال المدير العام؟ كشف المدير العام لمحلج ود الحوري بولاية القضارف صالح محمد سليمان في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الحريق الذي شب بالمحلج أمس الأول كان بسبب عربة محملة بالقطن جاءت لتفرغه، وأثناء التفريغ كانت هناك شرارة داخل العربة أدت إلى حرق القطن في العربة بالكامل ومن ثم انتقل إلى القطن داخل المحلج. وأشار إلى أن الهواء ساعد في انتشار الحريق داخل المحلج، مؤكدا أنه لم يتم الحصر كامل للقطن الذي تعرض للحريق، وأضاف: حالياً يجري الحصر وتقدر الكميات المحصورة بحوالي 10 - 11 ألف جوال. ولفت مدير عام المحلج إلى وجود مطافئ مجهزة وفريق عمل مجهز بجانب وجود مضخات مياه، واستدرك: لكن ازدياد سرعة الرياح ساعد في انتشار الحريق داخل المحلج بجانب أن القطن سريع الاشتعال. ثالث حريق سيناريو الحرائق بدا مثيرا للدهشة خصوصا أنه تزامن مع موسم الحصاد الذي يراهن عليه الكثيرون في تحقيق نوع من الاستقرار الاقتصادي باعتبار أن القطن من المحاصيل ذات العائد النقدي. ويذهب البعض إلى أن ثمة مؤامرة تحاك في الظلام على قطاع الأقطان في السودان، وتهدف إلى إخراج الخرطوم من المنافسة العالمية بعد طول غياب، ويدللون على ذلك بأن الحريق الحالي يعد ثالث حريق التي أصابت القطاع مؤخرا منذ بداية العام الحالي، وسبقه في 14 أبريل الماضي حريق بالمحلج الصيني (زونق تين) بمارنجان، وقتها كشف شهود عيان أن الحريق امتد في مساحات واسعة بها كميات كبيرة من القطن (خام وبال)، ولفتوا إلى أن عربات المطافئ سعت لاحتواء الحريق الذي تصاعد بكثافة، دون حصر الخسائر حتى وقت متأخر. وذكر شهود عيان أن حريق القطن تصعب السيطرة عليه نسبة لاحتفاظه بدرجات الحرارة. وكان الحريق الأول بمحالج الفاو والذي تسبب في خسائر فادحة قُدِّرَتْ بحوالي 17 ألف قنطار من القطن المحلوج الجاهز للتصدير. من جانبه أكد أمين أمانة الزراع والرعاة بولاية القضارف عبد المجيد علي التوم في حديثه ل(السوداني) أمس، تعرض المزارعين إلى خسائر كبيرة بسبب الحريق الذي اندلع بمحلج ود الحوري بولاية القضارف، وقدر خسائر المزارعين بحوالي 50 ملياراً من جملة 10 آلاف جوال قطن التي تم حصرها حتى الآن، وأضاف: يجري حصر الخسائر داخل المحلج، لافتاً إلى وجود مطافئ داخل المحلج ولكنها ليس بالدرجة الكافية حتى تقوم بإطفاء الحريق، عازياً عدم وجود عربات مطافئ كافية إلى أزمة الوقود. حجم الضرر أكد أحد المتضررين من الحريق - رفض ذكر اسمه - في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الحريق بسبب اشتعال من عربة محملة بالقطن وبدأ يتساقط القطن داخل الحظيرة مما تسبب في حريق المحلج بالكامل، وقال إن القطن صعب التحكم فيه، مؤكداً أن المحلج مزود بمطافئ حديثة ولكن حجم الحريق كان كبيراً ولم تستطع احتواءه، مؤكداً أن كمية القطن التي حرقت تقدر بحوالي 15 ألف جوال وتقدر بحوالي 30 مليار جنيه، لافتاً إلى أن القطن الذي تعرض للحريق تابع لأفراد معظمهم لم يؤمنوا ولكن الشركة مؤمنة.