الوجع استشعره الكثيرون بعد أن كشفت التقارير أن النيران تمددت إلى جسم المحالج بعد أن شب الحريق في فناء واسع يتم فيه تجميع بالات القطن توطئة لتصديرها عبر ميناء بورتسودان، ليخسر السودان مجدداً ما كان يحسب لخزانته بالعملة الأجنبية. مدير عام محالج القطن بالفاو أبو القاسم حسن عبد القادر كشف في حديثه ل(السوداني) أمس، عن أن الحريق حدث بسبب شرارة اندلعت من المحلج نفسه إلى غرفة القطن بفعل تيار هوائي قوي، مؤكداً أن الحريق حالة متوقعة على الدوام لجهة أن القطن وبذرته سريعا الاشتعال، كما أن احتكاك الآليات يتسبب دائماً في حدوث حريق، واستدرك: هذه المرة ساهم الهواء في تطاير الشرر ووصوله سريعاً إلى القطن. وطبقاً لمدير المحلج فإن الحريق بدأ الثالثة والربع عصراً واستمر بقوة حتى منتصف الليل، كاشفاً عن أن كمية القطن التابعة لشركة السودان للأقطان والشركات الأخرى تقدر ب 4.200 أربعة آلاف ومائتي بالة قطن، وتقدر خسارتها بحوالي 25 إلى 26 مليون جنيه، وأكد أبو القاسم أن القطن المحروق، بسبب أنه بكميات كبيرة لعدم وجود ترحيل كنتيجة لعدم توفر الجازولين. وأضاف: إلى جانب عدم وجود عربات مطافئ بخلاف العربة الواحدة المخصصة للمحلج وال(بلوفات الأرضية)، مشيراً إلى أنهم استعانوا بعربات من ولاية القضارف من محليتي الحواتة والمفازة.. أصحاب القطن: مدير عام شركة السودان للأقطان محي الدين علي أحمد في حديثه ل(السوداني)أمس، قدر كمية القطن التي تعرضت للحريق وتتبع للشركة ب 1900 بالة قطن، وأن جملة الكمية المحترقة بخسارة تقدر ب 26 مليون جنيه. واعتبر محي الدين أن السبب الأساسي في ضخامة الحريق هو تكدس القطن بالمحلج، وأضاف: كان يفترض أن يرحل منذ 10 أيام، إذ إن الترحيل يتم كل 3 أيام، مؤكداً أن عدم الترحيل كان بسبب انعدام الجازولين. مدير الشركة أكد أنهم أمنوا على القطن، كاشفاً عن تكوين لجنة لتحديد الأسباب التي أدت للحريق من الجهات ذات الصلة ممثلة في الشرطة والأمن والدفاع المدني، متهماً الدفاع المدني بالتقصير لعدم توفر المعدات الكافية لإطفاء الحريق، وأضاف: اتصلنا بعربات مطافئ من خارج المحلج بالرغم من وجود عربة بالفعل فيه. وأكد محي الدين أنهم وجدوا مطافئ محلية الفاو معطلة، كما اتصلوا بمطافئ مدني ووجدوها معطلة باستثناء عربة واحدة رفضوا اعانتنا بها لجهة إمكانية حدوث طارئ في مدني. مشيراً إلى الاستعانة بمطافئ الحواتة والمفازة إلى جانب الاستعانة بمطافئ من البحر الأحمر تتبع للشركة، وأضاف: الحكومة مطالبة بمراجعة تجهيزات الدفاع المدني سواء مركزياً أو ولائياً. تفاصيل أخرى: من جانبه كشف مصدر مطلع في حديثه ل(السوداني) أمس، عن أن المحلج بالأصل غير مطابق للمواصفات ولا تتوفر فيه احتياطات الأمان اللازمة، مشيراً إلى أن عدد المحالج كانت أربعة أمريكية وتتبع للدولة، وأضاف: بعد أن تسلمتها شركة الأقطان زادتها بمحلجين من تركيا. مؤكداً بأن القطن أثناء حلجه لا تتوافر له إجراءات السلامة لجهة عدم وجود مطافئ، مبيناً بأن كمية القطن التي تحلج سنوياً تقدر ب 120 ألف فدان، مؤكداً أن القطن سريع الاشتعال خصوصاً وأن ثمة شراراً يخرج من الآليات بالتالي فإنه من المتوقع أن يحدث حريق يومياً، وأضاف: يجب أن تتوافر 7 عربات مطافئ في المحلج، قاطعاً بأن عدم وجود وقود لترحيل القطن غير مبرر لحجم الكمية التي حرقت، فتكدس القطن ساهم في زيادة الخسائر بالتالي فإن الخطأ تكدس القطن. بينما كشف شاهد عيان رئيس اتحاد مزارعي مشروع الرهد السابق حسين الشوبلي في حديثه ل(السوداني)أمس، أن كمية القطن التي حرقت تقدر 600 ألف قنطار، وأنها تابعة لشركة الأقطان وشركات أخرى وأفراد، مشيراً إلى أن موقع المحلج شرق الفاو وداخل المدينة يعرضها للخطر أيضاً ملخصاً المشكلة في عدم جاهزية الدفاع المدني لحظة اندلاع الحريق. مصدر يعمل في الصادر أكد في حديثه ل(السوداني) أمس، أن كمية الأقطان التي تعرضت للحريق ستؤثر في الصادر وذلك بتقليل حصائل الصادر بالنسبة للدولة. ماذا قالت الحكومة؟ معتمد الفاو محمد الطيب البشير في حديثه ل(السوداني) أمس، أكد أن المحلية وفرت كافة معينات الإطفاء وسعت لمحاصرة الحريق بعمل خطوط نار بين المحلج والأقطان الموجودة في الحظائر، وأضاف: لولا ذلك لكانت الخسائر أكبر. مشيراً إلى أن المحلج به كميات كبيرة جداً لم تتعرض للحريق لجهة أن الحريق اندلع في الأجزاء الأخيرة من المحلج وبالتالي قلل من الخسائر المتوقعة.. مؤكداً أنه تمت الاستعانة بعربات من محلية القضارف إلى جانب عربة المحلج الموجودة، وأضاف: كان لابد أن يكون للمحلج مطافئ بمواصفات خاصة تتعامل مع حريق الأقطان وهذا غير متوافر للأسف. واعتبر الطيب أن الموسم الحالي موسم القطن بالتالي يفترض وجود احتياطات سلامة، متعهداً بتوفير أجهزة أمن وسلامة وشبكة مياه داخل المحلج في الفترة القادمة..