** عدلان يوسف عدلان، مدرسة صحفية متكاملة، ينتشر خريجوها داخل و خارج السودان، و أطلقت عليه العديد من الألقاب المستحقة، الرادار، مردوخ، و على زملائه المتعاملين مََعه في الصحف الرياضية العديدة اسم الكتيبة العدلانية او الرإدارية، و انا أحدهم. ** عدلان يوسف من أعمدة الجيل الثاني لرموز الصحافة الرياضة، و يتميز عن جيله بأنه عمل َمع جيل الرواد في شبابه، ونقل التجربة لجيله و الجيل الثالث، و له تلاميذه في مدرسة الإثارة و ملاحقة الأخبار، و قاد عددا من أنجح الصحف الرياضية. ** صارت متابعة عدلان للأخبار و اختيار مانشيتات صحفه مثلا متداولا بين الزملاء، و كذلك متابعته الشخصية لمكتبات التوزيع، حتى قيل إنه يشتري صحفه من مكتبة ليودعها لاخرى، هذا فضلا عن علاقاته مع شركات التوزيع. ** عشق مهنة الصحافة الرياضية، للدرجة انه كان يصدر احيانا أكثر من صحيفة، و لم يثنه عن هذا اتهامه بأنه يؤجر و يستأجر الصحف، خاصة في تلك الفترة التي كانت الصحف الرياضية تصدر مرة أو مرتين في الأسبوع، **لدى معه تجربة عظيمة هي التي جعلتني اذكر في مقدمة هذا المقال أنني احد تلاميذه، ذلك بعد عودتي من الاغتراب أصدرت صحيفة الجريدة الرياضية مستفيدا من خبرتي في قيادة صحيفة الرياضية السعودية ذات الشهرة و التوزيع المليوني، وبدأت الصحيفة على نفس خط الصحافة العربية، و لكن رويدا رويدا لاحظت انها تتراجع في التوزيع، و زارني عدلان لينصحني بأن القارئ السوداني مختلف، و اطلع على عدد الصحيفة الجاهز للمطبعة و قرأ المانشيت، و قال (دة كلام ما ببيع ياخي حامد بريمة طلع مسدسه اليوم في التمرين) و جلس و كتب الخبر بالمانشيت المثير، و قالي شوف التوزيع بكرة، و بالفعل نفدت الصحيفة باكرا، وكان ذلك سببا في الشراكة الذكية معه، وقفزت الجريدة للأمام حتى يوم وقوفها عام 1994م حين صادروا الشركة الناشرة بسبب الأخ محجوب عروة و صحيفته السوداني الدولية. ** اتمني من الزملاء الذين يعرفون عدلان يوسف اَكثر مني، الكتابة عن عصاميته و مبادراته و مدرسته المميزة. ** نسأل الله الرحمة و الجنة لاخينا و استاذنا عدلان يوسف، و العزاء لاسرته الصغيرة زوجته و ابنتيه، و أسرته الكبيرة في بيت المال و توتي، و ان يلزمنا الله الصبر. {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} *نقطة نقطة* ** ليس من الموت بد، و هو طريق الأولين و الآخرين، و نحمد الله الذي جعلنا أكثر إيمانا به و استعدادا له قبيل الرحيل، و هذه نعمة كبرى تزيدنا حمدا، و كثافة حالات الموت الأخيرة، فيها خير إن شاء الله و هذه السلسلة من المقالات التي كنت اكتبها في فترات متباعدة، أجد نفسي اكتبها يوميا فبالامس كتبت الحلقة 27 رثاء لاستاذنا الكبير المهندس الطيب مصطفى، و أجد نفسي اكتب الآن الحلقة 28، بعد أن داهمتنا مصيبة الموت بفقد زميلنا العزيز عدلان يوسف. ** في الأيام الأخيرة من رمضان، و الايام الأولى من العيد، فقدنا العديد من المعارف و الاحباب و رموز الوطن و الشهداء الكرام في ميدان القيادة العامة، و شهداء شرطة مكافحة التهريب، وشهداء اعزاء بالمئات في مذابح غزة و بيت المقدس، لهم جميعا الرحمة و الجنة إن شاء الله. ** بكت عطبرة و حق لها أن تبكي ابنها و رمزها الكبير اخانا العزيز خضر إبراهيم عثمان العربي، رجل المال الذي لم يعر المال اهتماما، و رجل الرياضة الذي تبكيه جدران نادي النيل العريق و مقصورة عميد الاستادات دار الرياضة بعطبرة، و رجل المجتمع و الذي لن يبكيه الحي العريق امبكول فقط إنما كل أحياء ام المدائن. **فقدنا من رموزنا الرياضية والعسكرية و المجتمعية، الفريق عبد الرحمن سر الختم الذي عرفناه طيبا بشوشا في الرياضة و الوزارات و الولايات و السفارات التي قادها كأفضل ما تكون القيادة. **مات جاري العزيز الطيب شريف عبد الجليل و أنعم به من جار، في الحي العريق بري، و من جيراننا بعطبرة جاءنا خبر السيد عبد الوهاب السقد و العزاء لآل السقد و أهل عطبرة في هذا المصاب و كذلك في المصاب الكبير الدكتور مبارك الإدريسي. **من أسرة الفن و الاعلام، توفى الفنان محمد خليفة، فردة ثنائي الجزيرة، و َمن الزملاء الإعلاميين، مات شيخ العرب الأستاذ عبد الله علقم، و من جدة بلغنا خبر وفاة الزميل عبد العظيم عرفات، ** أخبار الاهل بدنقلا حملت وفاة بلدياتنا الحاج بدوي عبد الجليل الخولي، و العزاء للزميل عباس سليمان المصور بالتلفزيون في وفاة شقيقه هاشم. **رحمهم الله جميعا و رحمنا و لا نقول الا ما يرضي الله و لا حول و لا قوة إلا بالله. {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.