الضربات الجوية الخاطفة او ماتسمى الضربات الذكية التي تصوب بدقة نحو اهداف محددة وضيقة ولاتتعداه لما سواه (مثل ان تقتل احمد يسن وتستثني سائقه الذي يجلس الى جواره في نفس السيارة او تضرب الحاويات المحملة بالسلاح في بوابة المصنع وتستثني المصنع ) برعت فيها اسرائيل فقد فعلتها من قبل في مطار عنتبي وفي تونس وفي سوريا وكررت فعلها في السودان كالغارة على رتل الشاحنات ثم غارة البرادو وغارة السوناتا في شرق السودان وكلها كانت ضد اهداف متحركة . بالطبع هناك دول كثيرة يمكن ان تفعل مافعلته اسرائيل في اماكن اخرى من العالم ولكن تمنعها جبهة داخلية متماسكة وحياء انساني وقوانين دولية فاسرائيل هي الدولة الوحيدة في عالم اليوم المطلوقة اليد جبهتها الداخلية تستلذ بهذه الافعال وسيطرتها على كراسي الحكم في امريكا والغرب حيرت المجتمع و القانون الدولي تجاهها وهذه قصة اخرى يطول شرحها رغم الذي ذكرناه اعلاه فان اسرائيل لديها محددات اذ تجد صعوبة في ان توجه ضرباتها الذكية لدول كثيرة حولها ولكن لها وسائلها الاخرى غير المعلنة التي يمكن ان تصل بها الى اهدافها في اي مكان في العالم (لامن درى ولامن شاف) وماعلى الضحية الا ان يقطعها في مصارينه وقد حدث هذا كثيرا وفي دول ليها شنة ورنة فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تصدع اسرائيل باعتداءاتها المتكررة على السودان ؟ وقبل هذا الا كان يمكن لاسرائيل ان تحقق اهدافها في السودان بدون هذه العمليات الاستعراضية المكلفة ؟ لاندعي اننا نملك الاجابة الشافية الكافية لهذه الاسئلة ولكنها في تقديرنا انها اسئلة تستحق التوقف عندها ونحن في سبيل قراءة تلك العلاقة العدوانية بين السودان واسرائيل . فالملاحظ ان الذي يجمع بين كل الضربات الاسرائيلية للسودان والمذكورة اعلاه وهي الضربات المعلنة لان هناك ضربات غير معلنة فموضوعنا هنا هو الاعلان عن تلك الضربات وما يمكن التوقف عنده هو ان كل هذه الضربات المعلنة تربطها اسرائيل بتسليح المقاومة الفلسطينية فلا يمكن لاسرائيل ان تقنعنا بان السودان هو المصدر الوحيد لسلاح تلك المقاومة فالمقاومة الفلسطينية بدأت قبل اعلان قيام دولة اسرائيل منذ ثورة عز الدين القسام 1936 ومستمرة الى يوم الناس هذا فيها هجوم وفيها تفجيرات وفيها .. وفيها ... فهل كل هذا السلاح كان قادما من السودان ؟ اذا افترضنا ان السودان هو الذي يمد المقاومة بالسلاح وتوقف اليوم عن ذلك طوعا او كرها فهل سوف تعدم تلك المقاومة السلاح ؟ لا اظن ان عاقلا يقول ذلك فاسرائيل بهذا الربط تريد مخاطبة جبهتها الداخلية ان الذي نجحت فيه اسرائيل حتى الان هو ربط السودان بحلف ايراني فكل الميديا العالمية تقريبا بعد ضربة اليرموك قالت ان المصنع المستهدف عبارة عن شراكة ايرانية سودانية ثم جاءت قطع البحرية الايرانية (حاملة طائرات ومدمرة) ورست في ميناء بورتسودان بعد الضربة باقل من اسبوع ثم عبرت مدمرة اسرائيلية قناة السويس فغادرت القطع الايرانية ميناء بورتسودان بوداع رسمي وشعبي فالاسئلة هنا تترى ماهو مدى قوة الحلف الايراني السوداني ؟ وماهي جدواه او حتى خطورته على السودان ؟ ماهي الابعاد او حتى التعقيدات التي صنعها ذلك الحلف ؟ لا بل ماهو موقف الجبهة الداخلية السودانية من هذا الحلف المزعوم ؟ ام انها مغيبة والشغلانة كلها مصالح خاصة ؟