بروفسير سالم :وضع الدستور الدائم هو (سنام) الحوار الوطني الذي توافق عليه أهل السودان، مع الإشارة إلى أن الحكومات السابقة كانت تضع دساتير من ثوابت حزبية، لكن ما يميز الدستور القادم أنه منطلق من ثوابت وطنية. سامية الهاشمي :الخطوة سابقة لأوانها وفيها استباق للأحداث، لأن الدستور دائماً تضعه جمعية تأسيسية منتخبة، وبحسب مخرجات الحوار الوطني التي تقول الحكومة إنها ملتزمة بها، يجب وضعه بعد الانتخابات. علي السيد:في الوضع الحالي السودان لا يحتاج لوضع دستور دائم. فالدستور الانتقالي لسنة 2005م به كل الأشياء الأساسية المتعلقة بالحريات والحقوق، وكان يجب وضع بعض التعديلات عليه خصوصاً وأن الدساتير المؤقتة ليست عيباً لأنها غالباً تكون بعد انقلاب عسكري. كمال عمر :توجد أزمة تاريخية من بعد الاستقلال وحتى الآن في وضع دستور دائم للبلاد، وهو ما قاد للفشل في احتواء الأزمة السياسية، وحالياً يوجد احتقان سياسي وحرب في المنطقتين، كما أن دستور 2005م أصبح لا يصلح لحاكمية دستورية بالبلاد، لا بد من عمل دستور دائم وهو من مخرجات الحوار الوطني. هل تتوقع أن يجد وضع الدستور اهتماماً من المواطن في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية ؟ هاشم علي سالم: لا بد أن يتعامل المواطن مع الأمر، لأنه الطريق الوحيد لحل مشكلات البلاد، كما أن الدستور الدائم يؤدي إلى الاستقرار في كل المجالات. سامية الهاشمي:المواطن مصاب بحالة من الإحباط وانشغال في معيشته اليومية لدرجة أن المقدرة في المشاركة العامة ضعيفة، لكن هناك مبادرات جميلة ظهرت من المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية وضعت موجهات للدستور. علي السيد:وضع دستور دائم في ظل هذه الأجواء لا قيمة له فالمواطن أولوياته حل مشكلاته الاقتصادية، لذا الحديث عن دستور عبارة عن (ترف)، ولن ينتبه له أحد . كمال عمر :المواطن لدية قضايا اقتصادية متعلقة ب(قفة الملاح) لكن لا بد من معالجة سياسية لحل هذه المشكلات، لأن فاتورة الحرب أكبر من فاتورة الصرف على المواطن بالتالي لا بد من الحل الدستوري . كم عدد الدساتير التي تم وضعها منذ الاستقلال وحتى الآن؟ هاشم سالم :تم وضع 7 دساتير لم يتوافق عليها أهل السودان، لجهة أنها جاءت من منطلقات حزبية، لكن الدستور الذي سيتم وضعه سيكون رقم (8). سامية الهاشمي:الدساتير التي وضعت في السودان من الاستقلال وحتى كثيرة لكن أهمها وأبرزها دستور 2005 الانتقالي، وكثرتها يعود لأنها كانت تعبر عن الأنظمة السياسية أكثر من رؤى المواطن . علي السيد :هي 7 دساتير مؤقتة كمال عمر :الدساتير كانت مؤقتة لظروف منها عدم الاستقرار السياسي، وكذلك الساحة السياسية لم تكن مهيأة لدستور دائم، وكانت مؤقتة لعدم وجود سلام وحريات وإجماع حوله. لماذا في هذا التوقيت ؟ هاشم سالم :لأنه وجد توافقاً من أهل السودان في مخرجات الحوار الوطني. سامية الهاشمي : الدستور الذي يتم التحدث عنه الآن مراد به تفصيل مواد لتلائم وضعاً سياسياً معيناً تريده الحكومة، وبهذه الطريقة تفصل الحكومة الدستور حسب (مقاسها) وبالتالي حرمت المواطنين من وضع رؤيتهم فيه. علي السيد :المؤتمر الوطني هو الذي يتحدث عن الدستور، وإذا تم وضعه لن يُكتب له الدوام خاصة من الذين لم يشاركوا في الحوار الوطني . المؤتمر الوطني يريد أن يزيد فترة حكم البشير، ويريد من البرلمان أن يجيز الدستور الدائم، لذلك استعجل وضع دستور جديد . كمال عمر :الوقت مناسب لأنه أحد مخرجات الحوار الوطني، لكن الدستور يجب وضعه بعد الانتخابات 2020م وليس الآن ، وضع الدستور الآن نحن نعارضه ويجب أن تسبقه حريات وسلام ووفاق سياسي والانتخابات، أكرر وضع الدستور الآن مخالف لمخرجات الحوار الوطني.