كان يوماً كبقية الأيام، أكثر من عادي، ظللت أمارس فيه عملي بهمة وأتنقل من هنا وهناك مطمئناً على سير العمل، وآخر ما فعلته تناولت فنجان قهوة من الخالة كلتوم ودلفت إلى مكتبي لمواصلة عملي، بعدها لم أشعر إلا وأنا تحت الأجهزة الطبية، وظللت على هذا الحال منذ 25 يوماً. ردة فعلك الأولى وأنت تصحو والأجهزة تقيدك من كل اتجاه؟ نزلت سكينة على قلبي وطمأنينة غريبة، على الرغم أنه من أصعب الأشياء على الإنسان أن يكون في كامل قواه وفجأة يجد نفسه عاجزاً عن الحركة والتنقل كما كان سابقاً. هل ما حدث نتيجه إهمال؟ نعم أنا مصاب بالضغط وكنت لا أعير الأمر اهتماماً ولا أتناول العلاج بالإضافة إلى إدماني للقهوة والشيشة وهذه رسالة لكل شخص مصاب بالضغط ألا يهمل نفسه ويحافظ وينتظم بالعلاج. هل استسلمت للمرض؟ أبداً، وبالرغم من خضوعي لعملية نزيف بالرأس وكنت شبه ميت والأطباء أجمعوا على أن نسبة الشفاء قليلة جداً إلا أنني كنت مؤمناً بقضاء الله وكنت أحدث نفسي أن المؤمن مصاب ولابد أن أمتثل لقضاء الله وقدره. هل واصلت حياتك بصورة عادية؟ أكثر من عادية فأنا أحضر للمكتب عبر كرسي متحرك، والآن وبعد تحسن الحال أصبحت أتكئ على العصا وأمارس عملي بشكل عادي، بالإضافة إلى حرصي على التواجد بكل الملمات الاجتماعية متى ما سمحت ظروفي، على الرغم من انهياري حينما غادرت إلى القاهرة لتلقي العلاج الطبيعي وتركت الصلاة حتى أعادتني الدكتورة إكرام صاحبة أكبر مركز علاج طبيعي إلى رشدي بحديثها، وأن الصلاة ستجعلني أكثر تماسكاً وصلابة لتجاوز المحنة. أول مقال لك بعد تماثلك للشفاء؟ كان من داخل العناية، كنت أعمل على كسر حالة الانهزام التي ربما تصيبني إذا استسلمت للمرض وأحسست بالعجز. توالت المحن وخضعت لعملية أخرى مؤخراً، ما هي؟ الحمد لله على كل حال خضعت قبل الشهر الفضيل لعملية (فتاك) استمرت لأكثر من أربع ساعات. رسالة شكر يجب أن ترسلها لشخص وقف معك بمحنتك؟ رسالة الشكر الحقيقية يجب أن أرسلها لرجل الأعمال جمال الوالي الذي ظل ملازماً بالمستشفى رغم اختلاف اللون الرياضي، إلا أن الوالي ظل حريصاً على الوقوف على صحتي وأصر على سفري على نفقته بطائرة خاصة لتلقي العلاج بالخارج، وعبركم أوجّه له خالص شكري وتقديري لنبل وأصالة رجل قلَّ أن يجود بمثله هذا الزمان. على قدر ما تملك من أصدقاء تألموا لحالك على قدر ما لك من أعداء ربما أظهروا فرحتهم بمحنتك؟ أكيد دا الحصل وعبر إحدى القروبات بالفيس كان هناك قروب رياضي كتب أعضاءه (يستاهل)، وكانوا فرحين بما أصابني، لكن أجزم بأن هذه النوعية من البشر مريضة أسأل الله لها الشفاء. بعد المحنة التي مرت بك هل ستترك المعارك عبر قلمك اللاذع؟ لا، سأقول كلمة الحق حتى يأخذني الله. يقول البعض بأنك تستغل مساحة مقالك اليومي لتصفية حساباتك الشخصية؟ قبل بداية النضج الصحفي كنت أفعل ذلك وأستهدف أهل الوسط الرياضي والفني وبصورة واضحة، لكن تعافيت من هذا الأمر والحمد لله. لك حساسية واضحة تجاه أهل الوسط الفني ما السبب في ذلك؟ حساسية تجاه غنائهم الهابط فقط. حرمت هذا العام من صيام الشهر الفضيل بسبب الوضع الصحي؟ إحساس مرير وأتألم وأتحسر يومياً على عدم قدرتي على صيام الشهر الكريم. هل تابعت برامج رمضان عبر الفضائيات؟ بعد تحول البث رفضت شراء جهاز جديد بمبلغ 600 أو ألف جنيه عشان أتابع برامج مكررة ومعادة بذات الأفكار النمطية.