أقر وزير الزراعة د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي بوجود أخطاء حقيقية بإدارة المياه تسببت فيها جهة فنية حكومية " لم يسمها" أدت لأزمة العطش بمشروع الجزيرة، وقال" لا يوجد مبرر موضوعي لمشكلة العطش بالمشروع"، وتوعد المتعافي بمحاسبة الجهات التي تسببت في الازمة عقب رفع لجنة التحقيق تقريرها خلال الايام القادمة، في وقت كشف فيه المتعافي عن دراسات جديدة تجريها هيئة البحوث الزراعية لاصناف جديدة من القطن المحور وراثيا من دولة الهند والتي اكتملت الدراسات حولها وصنف آخر من دولة أوروبية تستغرق الدراسات حوله قرابة العامين، مبينا أن المساحات المخصصة لزراعة القطن المحور وراثياً خلال العام الحالي والذي تم جلبه من دولتي الصين والبرازيل بلغت(70) الف فدان. وقال المتعافي خلال حديثه لبرنامج" مؤتمر إذاعي" الذي تبثه الاذاعة السودانية أمس إن القطن المحور وراثيا يعمل على حل مشكلة الآفات والعسلة بجانب تحقيقه لانتاجية عالية، مشيرا الى أنه جنب البلاد استيراد مبيدات لمكافحة الدودة الاميركية بجانب توفيره 30 % من تكلفة الزراعة التي كانت تصرف على وقاية المحصول، وتعهد المتعافي بالتوسع في زراعة القطن المحور وراثيا وادخال اصناف اخرى ما تزال قيد الدراسة والتجارب من بينها اصناف من الهند ودولة اوربية، مبينا أن التوسع في زراعة القطن سيكون مصحوبا بالاهتمام بصناعة الغزل والنسيج وجذب المستثمرين الاجانب. وأتهم المتعافي جهة فنية حكومية" لم يسمها" بالتسبب في العطش الذي لحق بمشروع الجزيرة، وأضاف بأن احد كبار المهندسين في الجهة الفنية المعنية اتخذ قرارا خاطئا دون استشارة الجهات الفنية الاخرى واهدر حوالي 60 مليون متر مكعب من المياه مما أدى لإصابة المشروع بالعطش، مؤكدا أنهم طلبوا من ادارة خزان الروصيرص توفير 30 مليون متر مكعب في موسم الفيضان لكنها وفرت 25 مليون متر مكعب، وتعهد باجراء معالجات فنية وتعويض المزراعين بزيادة عدد الافدنة لهم خلال العروة الشتوية والصيفية القادمة. في السياق توقع المتعافي انتاج 5 ملايين طن من الذرة بنهاية الموسم الحالي، مؤكدا أن الدولة ستستمر في عملية الدعم للقمح عبر الاستيراد وتوفير العملات الاجنبية من عائدات تصدير الفول السوداني والقطن والذرة، وقلل المتعافي من الحديث عن وجود فجوة غذائية بولاية جنوب كردفان والذي وصفه بالكلام السياسي، مبينا أن نجاح الموسم الزراعي بالولاية يدحض تلك الشائعات.