شدد وزير الزراعة د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في مشكلة مياه مشروع الجزيرة، وطالب بكتابة تقرير علمي حول المشكلة ومعالجة الأخطاء بصورة فنية، وأقرَّ بوجود أخطاء حدثت في إدارة المياه بالمشروع يجب معالجتها، وقال إنه لا يوجد مبرر موضوعي لمشكلة العطش في مشروع الجزيرة. وأقرَّ المتعافي لبرنامج «مؤتمر إذاعي» أمس بحدوث عطش بمشروع الجزيرة في أول الفيضان وفي قمته، مؤكداً أن تصميم المشروع ليست فيه احتياطات، وأكد أن هنالك توجيهاً من أحد كبار المهندسين بتخفيض المياه من «30 25» متراً مكعباً، موضحاً أن هنالك فاقداً يقدر بأكثر من ستين مليون متر مكعب، متعهداً بمعالجة تلك القضية، وأكد أن الموسم الزراعي الحالي كان جيداً، وأن التقديرات الأولية للحصاد تبشر بإنتاج خمسة ملايين طن من الذرة وستمائة ألف إلى مليون طن من محصول الدخن، مؤكداً خلو الموسم الزراعي هذا العام من الآفات الزراعية، وكشف عن أن هناك «14» طائرة قامت بتغطية جميع الولايات لملاحقة الآفات، وأعلن عن تصدير الفائض من الذرة للخارج.وأوضح المتعافي أنه نظراً لارتفاع أسعار الذرة الشامية في الأسواق العالمية فإن البديل هو الذرة السودانية في الأسواق العالمية. وأشار إلى أن تدني أسعار المحاصيل معقول. وأضاف أن اتفاقية التعاون المشترك التي تم توقيعها مع دولة جنوب السودان ستكون واحدة من منافذ التسويق لتصدير المحاصيل الزراعية للخارج، مبيناً أن الفائض من الحصاد سيدعم المخزون الاستراتيجي. وحول أسعار الحبوب الزيتية قال إنها معقولة، مشيراً إلى أن سعر الفول السوداني يتراوح بين «70 80» جنيهاً للقنطار، لافتاً إلى أن عمليات حصاد المحاصيل الزراعية تسير بصورة جيدة بكل ولايات البلاد بما فيها النيل الأزرق وجنوب كردفان. وأشار إلى عزم الوزارة تعويض المزارعين المتضررين بمساحات في الشتاء وزراعة ستة أفدنة بدلاً من أربعة، ونفى عدم وجود تأمين للمزارعين، وقال إن قضية التأمين قضية حديثة لا يتعامل معها المزارعون، وقال إن حديث المزارعين عن نقل المياه من الزراعة للكهرباء غير صحيح، وكشف عن زيارة للنائب الأول لمشروع الجزيرة قبل بداية موسم الحصاد الحالي. ونوَّه المتعافي بالتطور الكبير جداً في زراعة القطن المحور وراثياً، مشيراً إلى زراعة «70» ألف فدان في القطاع المطري، مبيناً أن القطن المحور وراثياً حل ثلاث مشكلات أساسية تتمثل في عدم وجود آفات تؤثر فيه، وعدم وجود عسلة، فضلاً عن زيادة في الإنتاجية بنسبة أعلى من إنتاجية الأقطان الأخرى، وأشار إلى اتصالات تجرى لشراء القطن، وأقرَّ بعدم وجود موارد كافية. وكشف المتعافي عن مبادرة تقودها ثلاث وزارات هي «الصناعة والثروة الحيوانية والزراعة» لتطوير إنتاج اللحوم بالاستفادة من الإمكانات الهائلة في القطاع المروي وقطاع السكر، مع التوسع في زراعة القطن، بجانب بشريات كبيرة في ما يتعلق بالثروة الحيوانية والتوسع الزراعي.