السودان اليوم... يا(أحمر)... يا(أصفر)..! الخرطوم: أحمد دندش لن ينكر أحد أن كرة القدم اليوم صارت في السودان هي من أبرز اهتمامات المواطن السوداني، والذي صار يتابع كل مايتعلق بها بشغف، خصوصاً أخبار أندية القمة الهلال والمريخ، واللذين يخوضان هذه الأيام الدور نصف النهائي لبطولة الكونفيدرالية بعد مارثون طويل استطاعا من خلاله جندلة الكثير من الخصوم، واليوم يلعب المريخ مباراة الإياب أمام فريق ليوباردز الكنغولي، هذه المباراة التي يتابعها كل السودان بترقب شديد، فهي التي تحمل بداخلها شفرة التحليق في المباراة النهائية للبطولة. مشاهد حمراء: مشاهد عديدة صارت شبه ثابتة في مباريات أندية القمة وخصوصاً المريخ، حيث تظهر الكثير من التقليعات التي تفرد لها الوكالات العالمية المساحات الكبيرة لعرضها، فقبيل سنوات ظهرت (الركشة الحمراء) التى كانت حديث المدينة، كما ظهر المشجعون المريخيون أصحاب الجسد المتنازع بين اللونين الأحمر والأصفر والذين منحوا المدرجات نكهة مختلفة، بجانب الكثير من التفاصيل الأخرى لأفراد بعينهم، سواء كان في طريقة اللبس، أو النيولوك، وليس ببعيد عن الأذهان بائعة الشاي بكادقلي والتي أفردت لها المنتديات والصحف مساحات كبيرة وهي تخدم زبائنها وهي ترتدي اللونين الأحمر والأصفر وقبعة كذلك بنفس المواصفات. تجارة رائجة: ولم يقتصر الأمر على التقليعات فقط، بل أن الكثير من المهن طفت للسطح في مثل هذه المواقيت، ومن تلك المهن نجد بيع أقمصة لاعبي أندية القمة، والتي ستجد تلك المهنة اليوم سوقاً رائجاً أمام مدخل نادي المريخ أو (الرد كاسل) كما يحلو لعشاق الأحمر إطلاق اللقب عليه، حيث سيتوافد العشرات من باعة هذه الأقمصة الحمراء. 15 قميصاً: عن الموضوع السابق يقول المشجع المريخي أبوذر علي من سكان مدينة أم درمان إنه يحرص في كل لقاء للمريخ على شراء قميص أحد اللاعبين حتى أنه أصبح يمتلك داخل منزله أكثر من (15) قميصاً مختلفاً لعدد من اللاعبين. وأضاف أن اللاعب فيصل العجب لوحده يمتلك داخل منزله أكثر من (3) أقمصة. مابنستغل الناس: باعة أقمصة اللاعبين بدورهم أبدوا سعادتهم الغامرة بتأهل فريقين سودانيين لنصف النهائي، وتمنوا أن يصلوا للمباراة الختامية حتى تصبح الفرحة فرحتين، وفي هذا يقول (أحمد بلة) بائع الأقمصة (المريخابي) منذ أكثر من خمس سنوات: (والله الناس بتشتري وبكميات كمان والحمد لله الحالة ماشة كويسة)، سألناه حول استغلالهم لمثل تلك المواقف خصوصاً في المباريات الكبيرة وهل يقوموا بزيادة أسعار الأقمصة، فقال بأنه شخصياً يبيع بسعر ثابت فهو يقوم ببيع الشال الأحمر بعشرة جنيهات والقميص بخمسة عشر جنيهاً إلى عشرين جنيها.ً وأضاف أنه في بعض الأحيان يقوم بمنح الأعلام الصغيرة مجاناً عقب فوز المريخ بأي مباراة، وعموماً تبقى جزئية بيع أقمصة اللاعبين هي أكثر المهن رواجاً والتي انتشرت في الآونة الاخيرة، بل أن الأمر لم يقتصر على الاستادات فقط، وتعدى ذلك ليشمل الأوتستوبات المختلفة في العاصمة. يا أحمر.. يا أصفر: البيوت السودانية المختلفة كذلك لن تخرج عن عاصفة الألوان الحمراء والصفراء هذا المساء، حيث تولي الكثير من الأسر مباراة اليوم أهمية كبيرة من واقع المنافسة والمرتبة التي وصل إليها الفريق الأحمر حتى الآن، وعموماً تبقى للبلاد أكثر من تقليعة وأكثر من لون، أما اليوم فربما تقتصر كل التقليعات ضمن لونين لن يخرجا بأي حال من الأحوال عن الأحمر أو الأصفر.