الوزير السابق الهد بدا منزعجاً مما نشر مفضلاً عدم التعليق على القصة، الهد في تصريح مقتضب وغاضب اعتبر ل(السوداني) أن ما نشر لا علاقة له بما أدلى به في المحكمة، الهد رفض توضيح ما قاله حرفياً أمام المحكمة وقال: "كلام قلتو في المحكمة ما بقولو للجرايد"، واستنكر الهد الحديث عن عدم زيارته للمتحف وقال: "أنا مسئول منه كيف ما أزورو يعني؟!"، ورفض الهد توضيح موقفه ورأيه حول التماثيل والآثار المعروضة في المتحف، وطالب بسؤال شخصٍ غيره متفقه في الدين. مصادر مقربة من الهد قالت إن تصريحات الوزير السابق للسياحة لم تُنقَل بدقة فيما يلي مسألة الآثار والتماثيل عبر إجابة على سؤال للقاضي حول علاقته بالمتحف والمدير العام له، فكان رده بأنه لم تكن له علاقة بالمتحف قبل تعيينه وزيراً سوى أنه كان يمر به عابراً في طريقه لأمدرمان: "بجي ماشي شارع النيل زيارة لأهلي في أم درمان بجوار المتحف بأصنامه وهتشه ما بشتغل بيهو"، ولفت المصدر -الذي فضل حجب اسمه- إلى أن هذا حديث الوزير قصد به قبل أن يُعيَّن وزيراً، وبعد ذلك أصبح وزيراً وصار المتحف تحت إشرافه ليقوم بإحداث تغييرات كبيرة وتحسينات شملت إدخال مكيفات وكاميرات مراقبة. صنم وتمثال استخدام الهد لعبارة (صنم) دون (تمثال) تحمل دلالات آيديولوجية، باعتبار أن الصنم هو كل ما عُبد من دون الله، سواء كان تمثالاً أو صورة أو حجراً، بزعم أن عبادته تقرِّب لله، أما التمثال فيُطلق على كل ما نُحت من حجر أو صُنع من نحاس أو نحوه بغرض حفظه لذاته أو تخليداً لشخص أو موقف أو واقعة. من جانبه حمَّل المهتم بشأن الجماعات الإسلامية بابكر فيصل الحكومة مسئولية عدم تطور قطاع السياحة بالسودان، في حين أنه لو ذهب لمن يستحقه لتطور وأصبح مورداً اقتصادياً مهماً، لكن بهذا الوضع الدولة حكمت عليه بالإعدام، لأن من يتسنمون أمره يتبنون أفكاراً ونهجاً يتعارض مع السياحة أصلاً، ويتساءل فيصل كيف لهم القبول بمثل هذه المناصب التي لا تتماشى مع نهجهم وأطروحاتهم الفكرية؟، مؤكداً على أن البلد تدفع ثمن مثل هذه القرارات الخاطئة، ومبررها في القبول بالمنصب بأنها لا تعصي أوامر السلطان هذا في حد ذاته خطأ يتوجب إعادة النظر في ذاك المنهج الذي يجعلك تقبل بما لا تقتنع به. وليس بعيداً عما سبق يقول المتخصص في الجماعات الدينية الهادي محمد الأمين، إن حديث وزير السياحة السابق ينُم عن وضوح ومصداقية وتصالح مع الذات ويتطابق تماماً مع المنهج الذي ينتمي إليه الرجل ولا يتنافى مع قناعاته، كاشفاً عن أن تعيين وزير للآثار والسياحة ينتمي لجماعة أنصار السنة مصدر إزعاج داخل الجماعة نفسها والقطاعات داخلها، لافتاً إلى أن الأمر يبدو وكأن الحكومة تريد إحراجهم بمثل هذه المناصب، وقال إن الأمر يُثير جدلاً داخليّاً كثيفاً، وفيما يتعلق بموقف الجماعة من هذا المنصب، يقول الهادي إنه بحسب منهجهم لا يمكن أن يرفضوا أو يُعارضوا أوامر السلطان أو الحاكم، رغم تحفظاتهم على أداء الوزارة وسياساتها والهدف منها نجدهم يقبلون بها، رغم أن الرأي العام الداخلي يقول إن الذي يصلح لهم الإرشاد والأوقاف التربية والتعليم وهكذا، ويختتم الهادي "حتى رئيس لجنة السياحة والآثار بالبرلمان أحد أفراد الجماعة". وفي كل الأحوال يمكن القول إنه من سُخرية القدر أن تكون وزارة السياحة والآثار التي تُعنى بالفنون وحفظ الآثار والجوانب الترفيهية وتهيئة البيئات المناسبة لها، تكون دائماً من نصيب جماعة أنصار السنة المحمدية التي تتبنى أفكاراً وأُطروحات قد تتعارض مع الانفتاح المطلوب فيما يتعلق بالسياحة لجذب الاستثمارات وكذلك السُياح خاصة أن السودان يتمتع بمقومات تجعله بقليل من العناية والإرادة دولة سياحية قوية.