في جولة ل (السوداني) في مخابز بحري والخرطوم وأمدرمان، رصدت اصطفاف المواطنين بالمخابز لشراء الخبز. ونفى صاحب مخبز بشمبات الأراضي، عبد الخالق يوسف، حدوث زيادة في أسعار الدقيق ومن ثم الخبز، وقال ل(السوداني) إن المخبز استلم في اليومين المنصرمين حصته بنحو (24) جوالاً من الدقيق بالسعر القديم(560) جنيهاً للجوال، وقال سمعنا حديثاً أن هناك زيادة في بيع الخبز بواقع جنيهين للقطعة، ولكن غير متأكد من صحته. واعتبر أحد وكلاء موزعي الدقيق بمنطقة أمبدة، أن هناك تحسناً طفيفاً طرأ أمس على توزيع الدقيق مقارنة بالأيام المنصرمة، ولكنه كال انتقادات واسعة لموقف معظم المطاحن العاملة بالبلاد، وتلكؤها في انسياب الدقيق إلى المخابز، وقال سيد أحمد فتح الرحمن ل(السوداني) إن إيقاف الدقيق المستورد خطأ كبير في هذه المنظومة، وذلك لتجنب مثل هذه الهفوات على حد قوله، لأن الخبز خط أحمر. وأضاف:المطاحن المحلية أكدت والتزمت بتحمل المسؤولية لتوفيره ، ولا عذر لها لحدوث مثل هذه المشكلات، وذكر،أن بعض المطاحن ظلت في حالة تلكؤ بمبررات الكهرباء والجازولين والترحيل وغيرها من الأسباب، متسائلاً كيف يتم التصديق لمطاحن ليس لها القدرة على إيجاد البدائل والمعالجات لمشكلاتها . وفي السياق نفسه أكد وكيل مخبز ببحري محمد إبراهيم ل(السوداني) على وجود أزمة في الدقيق منذ الأسبوع الماضي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وزاد أن أغلب المخابز متوقفة عن الإنتاج نتيجة الدقيق والجاز وهنالك تذبذب في الكهرباء، مشيراً إلى أن وضع الغاز مستقر، متوقعاً حدوث زيادة في أسعار الدقيق . وقال صاحب مخبز الفجرالساطع، نصرالدين محيي الدين بالخرطوم إن هنالك زيادة متوقعة في جوال الدقيق (120) جنيهاً ليصل سعره إلى (740) جنيهاً بدلاً عن (610) جنيهات بينما توقع صاحب مخبز(عيني على سيقا) بالمزاد بحري، مصطفى الأمين، زيادة سعر الدقيق وأن المتضرر الوحيد منها المواطن، وأنه في حال حدوث زيادة سعر جوال الدقيق، ستنعكس الزيادة مباشرةعلى صاحب المخبز فقد يضطر إلى زيادة سعر (الرغيفة) ل(2) جنيه، وذلك لتغطية تكاليف مدخلات الإنتاج من زيت ومحسنات، وفي السياق نفسه أوضح عبدالهادي دارقيل صاحب مخبز، أن ضعف إنتاج الدقيق انعكس على المخابز لأن أغلب المخابز لم تمنح حصصها من الدقيق، كما أن أزمة الدقيق شملت كل مخابز ولاية الخرطوم . السبب الرئيسي أمين اتحاد المخابز بدرالدين الجلال كشف في وقت سابق ل(السوداني)أن المشكلة تكمن في انقطاع التيار الكهربائي ل(14)ساعة خلال اليومين الماضيين، مما أثر على الإنتاج بنسبة (45%)، وأضاف: تم مد المطاحن بالجازولين لاستخدام المولدات الكهربائية حال حدوث انقطاع للتيار الكهربائي لزيادة حصة المطاحن من الدقيق، نافياً أن يكون هنالك زيادة في سعر الخبز، متوقعاً حل المشكلة خلال الأيام المقبلة. ثلاثة خطوط وفي المقابل قال رئيس اللجنة الاقتصادية بجمعية حماية المستهلك د. حسين القوني، إن الخبز سلعة أساسية وضرورية لكل أفراد الأسرة وهي لا تحتمل التأخير بسبب الحاجة إليها كما أن أي تأخير له آثار سالبة و(الجوع كافر) وهذه العبارة يجب وضع ثلاثة خطوط تحتها، وزاد أن عدم توفر الخبز يخلق مشكلات اجتماعية وأخرى أمنية كما يؤدي إلى تعطيل الأعمال عموماً، كما يزرع الهلع وسط المواطنين خاصة أن الخبز صار هو الغذاء الأول في المدن الرئيسية عموماً، حيث تحول المواطنون من ثقافة الكسرة والقراصة والعصيدة، وأضاف القوني: ظلت أزمة الخبز تتكررمن وقت إلى آخر، وهي تعتبر غالباً إرهاصات للارتفاع في أسعار الدقيق أو الترحيل أو الاثنين معاً، ومضى يقول ، (كل ما نخشاه أن تكون هذه المرة مؤشراً لزيادة الأسعار مما يزيد الأعباء على المستهلك ومعاناة المواطن)، مشدداً على أن إرجاع مشكلات نقص الدقيق وسوء التوزيع أو قلة المطاحن، يعد غير مبرر منطقي، ويفترض أن يتوفر للبلاد نظام كامل لاستلام الدقيق وتوزيعه في الأوقات المناسبة وانسياب متصل بالوسائل المختلفة في كل المدن والأرياف بالبلاد، حتى لا يشعر المواطن أن هناك أزمة ما في انتظاره، ونوه القوني، إلى أنه في حالة تعلق مشكلة الخبز بالتوزيع يعني عدم كفاءة الجهاز العامل في هذه المنظومة عبر التوزيع أوالترحيل أو خلافه، أما في حالة ردها إلى انقطاع الامداد الكهربائي أوضح أن هذا الأمر في الفترة الأخيرة حيث صار مركز التحكم يقطع الكهرباء دون سابق إنذار أو احترام للمستهلك الذي فرض عليه دفع قيمة الكهرباء مقدماً وأصبح من حقه الحصول عليها دون معاناة ، ثم تساءل القوني ، من يحمي المستهلك الذي يشكي ليل نهار من التعدي على حقوقه كمستهلك.