(السواقة بقت مشكلة في بلدنا دي)...بهذه العبارة ابتدر سائق التاكسي صلاح الدين أحمد حديثه ل(كوكتيل) مضيفاّ أن هنالك بعض الأخطاء في الاستوبات بغض النظر عن انقطاع الكهرباء وضرب مثلاّ بشارع البلدية وقال إن هذا الشارع يشمل أكثر من شارع فرعي وليس به علامات مرورية توضح الاتجاهات الفرعية وهذا الأمر يتسبب في زيادة الاختناقات المرورية ويصبح الأمر هنا متعلقاً بذوق السائق وهو الأمر المفقود في سائقي المركبات للأسف، فالكل يريد أن يسابق الزمن ولايسمح للآخر بالمرور، منوهاً إلى أن شرطي المرور يبذل مجهودات كبيرة من أجل تنظيم الشوارع لكن دون فائدة لتعنت سائقي المركبات وعدم احترامهم لرجل المرور والالتزام بالقواعد المرورية. وطالب صلاح شرطة المرور بعمل حملات توعية وإرشادات للسائقين ليتعلموا فنون القيادة كما شن هجوماً شرساً على الشباب لتهورهم وإهمالهم في القيادة موضحاً أن الشباب بطبعهم متهورون ولايحترمون الشارع العام، وواصل: (أيضاً لا نعفي كبار السن لأنهم يقودون بمهلة أكثر من اللازم بالإضافة لضيق الشوارع وكثرة المركبات خاصة في الشوارع الرئيسية). وتحسر صلاح في ختام حديثه على أيام زمان والتي كان فيها أصحاب المركبات يمتازون بأخلاق رفيعة وعدد المركبات قليل مقارنة باليوم لذلك لم يكن أصحاب المركبات يعانون من أي اختناقات مرورية كما يحدث الآن واختتم: (مازلنا نقول ونكرر إن القيادة فن وذوق لكن لاحياة لمن تنادي). (2) على ذات السياق قال سائق ترحال فائز حمزة إن القيادة في السودان أصبحت (قلع) وليست ذوقاً كما هو متعارف عليه موضحاً أن سبب ذلك يرجع لضيق الشوارع العامة وكثرة المركبات وارتباط البعض بمواعيد عمل. وأضاف: (أتعجب في هؤلاء لماذا يعتقدون بأنهم فقط من لديهم مواعيد والتزامات فالكل لهم نفس الارتباط وهذا الأمر يفترض ألا يقلل من ذوق السائق)، مشيراّ إلى أنه وفي حالة انقطاع الكهرباء في الاستوبات المرورية يكون هنالك رجل مرور ينظم الحركة ليساعد على الانسياب المروري لكن للأسف هنالك بعض الشوارع لا يوجد بها رجل مرور والفوضى والعشوائية هي السائدة كما أن انقطاع التيار الكهربائي عن الاستوب يجعل الأمر أكثر عشوائية). (3) على صعيد متصل اختلف سائق الأمجاد عزالدين بريمة عن سابقه منوهاً أن سبب ازدحام الشوارع هم كبار السن و(مهلتهم) المبالغة في القيادة وهذه المهلة حين ما تكون بالقرب من الاستوب يستدعي زيادة السرعة لتخطي المركبة التي أمامك لتلحق الاستوب وهذه السرعة تقابلها شتيمة وصراخ غير مبرر من كبار السن وحين تقف لتشرح له الموقف يقاطعك بعبارتهم المشهورة (ياولد أنا سائق بعمرك) وحينها ينتهي النقاش وليس أمامك سوى أن تقبل حديثه غصباً عنك حتى وأن كنت على حق)، وكشف بريمة أن أكثر ما يزعجه هو تدخل المارين في الشارع أثناء نقاشك مع سائق كبير السن ويشجعونه بعبارة (يا ولد ده قدر أبوك احترم نفسك) ويضيف: (لا أفهم ما دخل والدي في الموضوع لكن أريد أن أقول لهؤلاء نحنا في شارع عام وليس في مدرسة والزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك لذلك لا بد من الاستفادة من فرصتك حين يضيء الاستوب بالضوء الأخضر)، وعن انقطاع الكهرباء في الاستوبات يقول عزالدين: (هذه أجمل لحظات بالنسبة لي فحينها يصبح الطريق للأكثر مهارة في القيادة ونحنا كشباب مسمينها (الحريف يأكل).!