بعد تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في خطابه لضباط وجنود قوات الدعم السريع، في كرري أمس الثلاثاء، الذي كشف فيه بعض الحقائق حول بعض تيارات المكون المدني التي لا تريد انتخابات، ولا تعمل لها، وإنما تريد إطالة أمد الفترة الانتقالية، وما يجري من ما وصفه ب"الكنكشة" والتمسك بالسلطة بالضد مما تمليه حتى الوثيقة الدستورية التي يطالبون التمسك بها! وبدا من خلال ما طرحه في خطابه أن الوضع لا يمكن أن يستمر بصورته الراهنة، ولابد من تنفيس الاحتقان السياسي، وتوسيع الحاضنة السياسية للحكومة، وإحداث كتلة حماية كبيرة موحدة لإنجاز ملفات الانتقال! ما طرحه من رؤية في خطابه يلتقي مع دعوات كثيرة، انطلقت من رموز وقيادات سابقة للحرية والتغيير منذ زمن؛ باختطاف المجلس المركزي لقرار الحرية والتغيير من قبل مجموعة معينة! الآن تصدر بيانات من جهات عدة أنكرها معظم من وردت أسماؤهم ضمن موقعيها، تدعو لاستعادة الحرية والتغيير من الاختطاف! حتى بدا وكأن الصراع الذي يدور في الساحة ما هو الا صراع التيارات المتنافسة داخل الحرية والتغيير! تُرى هل هذه حقيقته؟! الآن؛ هل باتت الساحة مهيأة لإقصاء متبادل وتغيير المتحكمين في الحرية والتغيير أي "المختطفين"، كما هو رأي الشق الآخر من نفس الحرية والتغيير! ليضع نفسه حاضنة جديدة بديلة؟! وهل ذلك يفسر إحجام الشارع وعدم تلبيته لدعوات التتريس؟ أم لأنه يعلم أن كل ما يجري ما هو إلا صراع مكونات الحرية والتغيير؟! وهل فعلاً عدم تجاوب الشارع كعادته دوماً؛ نتيجة لعدم شعوره أن هذه الحكومة تمثل تطلعاته في النهضة، وتوفير حياة كريمة تلبي احتياجاته الضرورية؟! أسئلة تحتاج إلى إجابات بعيداً عن صراع الحاضنة الحالية مع المكون العسكري، وكل ما في الساحة من ضجيج! لأنها تتناول الهموم الحقيقية لأزمة الوطن وتساؤلات الشارع وقضاياه الحقيقية، فالأمر لم يعد كما قال "حميدتي"؛ وإنما أصبح الأمر أمر دولة، وبقاء أمة وضرورة وفاق بين جميع مكونات الثورة وقوى التغيير، والعمل على توفير الاحتياجات الضرورية بالنسبة للمواطنين، والمضي معاً لتجاوز الأزمات والعمل على تطوير ونهضة البلاد. بالمقابل وجه حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، عقب لقاء مع رئيس الوزراء، د.عبد الله حمدوك، رسائل تحمل طابع التشخيص للأزمة السياسية الراهنة، مناوي قال: (إن على مكونات الحرية والتغيير الاعتراف بأنها ليست ذلك الجسم القديم، وعليهم الجلوس من أجل إعادة وحدتها، وإن الحرية والتغيير تحتاج إلى النصح، وتحتاج إلى أن تسمع، وتعمل حتى لا تندم بعد فوات الأوان). وقال: (إن الأزمة الجارية في الخرطوم ليست بين الحرية والتغيير والمكون العسكري، ولكنها أزمة الحرية والتغيير نفسها). وأضاف: (رأي الشعب السوداني يجب أن يكون جزءاً من رأي الفترة الانتقالية، وليس فقط رأي مجموعات صغيرة، وحده الذي يقود البلد إلى الأمام، داعياً لفتح الفترة الانتقالية للآخرين ما عدا حزب المؤتمر الوطني) . مناوي معروف عنه أنه يجهر برأيه دائماً في تصويب النقد للمكونات المهيمنة الآن على المشهد، وتصريحاته هذه رسائل جديدة للحرية والتغيير.