عندما اشعل الثوار جذوة ثورتهم والهبوا بسياط لهيبها جبروت الطغاة استطاعوا اقتلاع نظام حكم من الفساد والظلم والدكتاتورية بعد ان ارتوت الارض بدمائهم الطاهرة كان ذلك من أجل تحقيق شعار الحرية والسلام والعدالة الذي مازالوا يعملون على توطيده على ارض الواقع مهما كلفهم الامر من دماء وكبت وقمع وقتل. لم يكن الإعلام (المرئي والمسموع والمقروء) بعيدا عن تلك الثورة العظيمة وهو ينقل ويغطي كل المواكب والأحداث ويحث الشعب السوداني على الخروج ونيل الحقوق والحريات التي ظللنا ننشدها في سودان الثورة وعند التغيير. وكان لسان الحال في كثير من الأحيان. الاعلام لم ولن ينفصل عن المشهد لانه من يدون ويوثق للتاريخ وهو الصوت الذي يبث شكوى ومعاناة المواطن ولفت نظر المسؤولين عن أماكن القصور لمعالجتها بتوجيه سهام النقد لتقويم الاعوج. كانت ومازالت (هلا 96) صوت الثورة والشارع الذي ينبض قوة و وطنية ، كانت مع الثوار في هتافهم الذي يشق الحناجر و ينادي بمدينة الدولة وكانت الترس الذي يحمي الثورة من ايادي العابثين والمضللين ،كانت (هلا) عبارة عن مواكب معبأة بالأمل بان السودان جميل وسيزداد جمالا وان الثورة هي صمام الأمان وقودها الشباب ، كانت (هلا) تضج حيوية ونشاطا وثقافة عبر مذيعيها الذين سكنوا وجدان وحواس متابعتهم فأصبحوا جزءا منهم ومن روتينهم اليومي لا يكتمل المزاج والكيف الا بها. غابت (هلا )بفعل قرارات جائرة وظالمة كانت عبارة عن انقلاب على الحقيقة وحجب شمس الحرية عنها بتكميمها الذي حرم متابعينها من كل ماهو مفيد ،تلك الحرية التي لا يتضرر منها الا الظالم لانها تكشف عوراته وخرابه ودماره. رسالتي لمن هم على رأس الحكم الآن بأن يراجعوا ما تقترف اياديهم من ظلم وقمع مع العلم بأننا في عهد ثورة عظيمة راس مالها الوعي والصمود. لا تكونوا اعداء لتلك الثورة العظيمة التي مهرها شبابنا الابطال بدمائهم ولايهابون كل وسائل القمع التي تمارس ضدهم في الخفاء والعلن بل في كل مرة يزدادون قوة وثبات. يجب ان تعلموا ان (الشعب شعب أقوى والردة مستحيلة) . ستعود (هلا 96) أقوى وأجمل يفتتن بها من يحبها ويتألم منها من يضرها ونحن على عهدنا بها باقون. بدون قيد