في الفترة الأخيرة تعددت حوادث الزلازل بالسودان، آخرها في الهزة التي ضربت عُمق البحر الأحمر، فما هي الأسباب؟ أهم الأسباب تعود إلى أن البحر الأحمر في حالة انفتاح وتوسُّع زائد سنوياً، هذا التوسع وصل مُعدَّل 1,5 سنتمتر سنوياً ويرتبط ذلكم الانفتاح بحركة الأخدود الإفريقي العظيم. حديثك هذا يجعلنا نخشى من عبارة (الغريق قِدَّام)؟ أنا لا أسعى ل(تخويف) الناس، لكنني أتحدَّثُ وفقاً للمُعطيات العِلمية الثابتة. إذاً ما هي أكثر المناطق عُرضة للزلازل بالسودان؟ أكثر المناطق عُرضةً هي أواسط البحر الأحمر نفسه، أما ما يحدُث في وسط وغرب السودان فوِفقاً للتاريخ الجيولوجي هي عبارة عن هزات ضعيفة جداً ولم يسبُقْ أن وصلت مرحلة الخطورة. لماذا؟ لأنها مناطق أحواض، وخير مثال لها حوض بارا. *ما هي المحاذير التي يجب وضعها في الحسبان لتخفيف وطئة هذه الكوارث الطبيعية؟ المحاذير كثيرة جداً؛ حيث يجب على الدولة عند إنشاء السدود، الطرق، الجسور والكباري مراعاة الزلازل، وذلك بوضعها لمواصفات تواكب كل التوقعات التي يمكن حدوثها زلازل وفيضانات وغيرهما من كوارث طبيعية. ما ذكرته يخُص الدولة، ماذا عن المواطن؟ واجب الدولة أيضاً توعية المواطن ورفع (حِسَّه) العِلمي حتى يتسنَّى له كيفية التعامل عند وقوع الزلازل وما يجب فعله لتفاديها أو على الأقل تقليل المخاطر. ما هو الشيء الذي ينبغي على الدولة فعله عاجلاً لمقابلة خطر الزلازل؟ ما يجب وضعه هو خريطة تركيبية للدولة توضح أكثر الأماكن عُرضة لحدوث الزلازل والهزات الأرضية لكيما يتجنبها المواطن في السكن وعدم الاقتراب منها. بصراحة هل تمتلك الدولة أجهزة إنذار مُبكِّر لرصد هذه الزلازل؟ الدولة ليست لديها أجهزة إنذار مُبكر، لكنها تمتلك أجهزة قياس قوة الزلازل وتحديد مواقعها وعُمقها، كذلك يجب ربط المحطات الإقليمية لتبادل وتكامل المعلومات عند الهزات التي تقع بالولايات. منطقة مثل البحر الأحمر؛ يوجد بها الميناء ما هي المخاطر المتوقعة من تكرار مثل هذه الزلازل عليها؟ بالنسبة لولاية البحر الأحمر عموماً لا توجد مخاطر متوقعة نحوها من حدوث الزلازل.. تلك ناحية أما الأخرى فطوال التاريخ الزلزالي بالسودان لم تحدُث في بلادنا زلازل مُدمِّرة كما يحدث في جُزر الأرخبيل الإندونيسي واليابان، فمُعظم زلازل البحر الحمر ضعيفة القوة وقليلة التأثير. التعدين الأهلي الذي انتشر في السودان وتم من خلاله حفر آلاف الآبار هل يُمكن أن يكون لهُ أثر في وقوع زلزال بالسودان؟ حفر آبار التعدين ليس لها أيّ تأثير لأن الزلازل عبارة عن حركة صفائح على مستوى الكرة الأرضية. وماذا عن سد النهضة هل يُمكن أن يشكِّل خطورة في هذا الجانب؟ حركة البناء والآليات والمُعدات بالسد وتفجيرات الصخور قد تصبح عوامل مُساعدة وتزيد من قوة الزلازل لأنها تختزن الطاقة التي نتجت عن تفجيرات الصخور بالسد. هل تعتقد أن لدينا احتياطات كافية في حال حدوث زلزال كبير؟ لا، ليس لدينا الاحتياطات الكافية، وعلى الدولة الاهتمام بهذا الجانب من خلال بناء مُنشآت قومية صلبة سواءً أكانت عسكرية أو مدنية. وأيضاً لا بُدَّ من دراسة التربة والتركيب الجيولوجي للأرض. هل للسودان تعاون مع جهات خارجية فيما يتعلَّق برصد الزلازل؟ نعم هنالك تعاون مع معهد حُلوان لرصد الزلازل بجمهورية مصر العربية. وماذا عن دعم الدولة للهيئة العامة للأبحاث الجيلوجية؟ بكل صدق، طيلة عملي بهذه الهيئة لم يكُنْ الدعم الذي تقدّمه الدولة للأبحاث الجيولوجية كافياً لجلب أجهزة تواكب التطور في كشف الزلازل، ناهيك عن بقية الأشياء الأخرى. *الكوادر الموجودة بالهيئة هل أصابتها (لعنة) ظاهرة الهجرة التي (ضربت) معظم القطاعات بالسودان، أم أنَّ الوضع مُستَتَب؟ الوضع غير مُستتب، والهجرة التي تحدَّثت عنها لم تسلم منها هيئة الأبحاث الجيلوجية ليس في جزئية الزلازل وحدها بل أثرت بشكل كبير على قطاع التعدين كافة، من حيث عمليات البحث والإستكشاف وتكملة الخرائط الجيولوجية والمعدنية وعدم توفير المعلومة الدقيقة للمُستثمر، ولذا يمكن تلخيص الأجابة في أن الأثر كان كبيراً جداً على مُجمل القطاع.