ما هي أسباب تزايد الهزات الأرضية في السودان مؤخراً؟ الهزات الأرضية ظاهرة قديمة وطبيعية منذ ملايين السنين، والزّلزال أو الهزّة الأرضية عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية للأرض المتتالية التي تنتج عن حركة الصفائح الصخرية، يتبع بارتدادات تدعى أمواجا زلزالية، وهذا يعود إلى تكسر الصخور وإزاحتها بسبب تراكم إجهادات داخلية نتيجة لمؤثرات جيولوجية ينجم عنها تحرك الصفائح الأرضية، وتعتبر منطقة البحر منطقة قواطع رئيسية بجانب الأخدود الإفريقي، و(اللفة) المعروفة في مجرى النيل –منطقة الدبة- هي نتاج لتصدع شمالي جنوبي وشمالي شرقي. وبما تفسر الهزات الأخيرة التي شهدها السودان خاصة في المناطق الشمالية؟ هي نتاج لتأثيرات التركيب الجيولوجي القاطع لقارة إفريقيا من الناحية الجنوبية الغربية إلى الشمالية الشرقية (central African structure)، وهذه الهزات تنشط من فترة إلى أخرى في السودان. ولماذا تنشط فجأة؟ لوجود بعض التصدعات والفوالق الجيولوجية، مما يخلق تيارات باطنية داخل طبقات الأرض تنتج عنها هزات على القشرة الأرضية، فتتأثر مناطق التصدعات. وهذه الهزات تتفاوت في قوتها والناس عادة لا تشعر بها، ولكن في الفترة الأخيرة تطورت محطات الرصد والاتصال في السودان عبر تقنيات كندية حديثة، مما سهل رصد هذه الهزات وفقاً لقراءة دقيقة بالدقيقة والثانية وعبر تحديد إحداثياتها بدقة عالية، والهوات تتفاوت من منطقة لأخرى حسب الفواصل والقواطع وتضاريس المنطقة. كم يبلغ عدد محطات الرصد الزلزالي العاملة في السودان حالياً؟ في السودان حالياً هناك 23 محطة تشكل شبكة لرصد الزلازل السودانية مربوطة مباشرة بمركز الرصد الرئيسي بمكاتب الهيئة بالخرطوم، وتنتشر هذه المحطات في ولايات السودان المختلفة لتغطي المواقع الاستراتيجية والمناطق التي تشهد هزات أرضية في العادة في كل من جبل أولياء، مروي، أبوحمد ومحمد قول على البحر الأحمر. ما تأثير هذه الهزات الأرضية على المواقع الحيوية خاصة أن سد مروي شهد هزة مؤخراً؟ هناك نوعان من الهزات الأرضية: انفتاحي وتصادمي، وما يتعرض له السودان في العادة هو الحركات الانفتاحية لطبقات الأرض وهي ما أنتجت معادن نفيسة في منطقة البحر الأحمر باتت تعرف (كنز البحر الأحمر)، أما الهزات التصادمية فتقود لزلزال مدمرة كما يحدث في مناطق واسعة من العالم مثل منطقة الأناضول والمكسيك. وهل يمكن أن تؤثر تلك الهزات في السد على سبيل المثال؟ لا أتوقع أن يتأثر السد حيث أن منطقة الهزة تبعد حوالي 50 كلم في الاتجاه الشمالي الشرقي للسد، خاصة مع وجود فواصل ومصدات طبيعية لامتصاص تأثيراتها كما أشرت لك في بداية حديثي، وأود أن أطمئن المواطنين في المناطق التي تشهد مثل هذه الزلازل، وأدعوهم لعدم الخوف لعدم تأثير تلك الهزات عليهم، خاصة أن التركيب الجيولوجي للسودان لا يشهد وجود الكثير من المرتفعات كما هو الحال في منطقة الأناضول، لذلك نجدها هزات باطنية داخل طبقات الأرض من 28 كلم- 40 كلم وقد بدات في الانخفاض التدريجي إذ إن هزة الخميس الماضي بلغت قوتها 2.3 درجات على مقياس ريختر، فيما رصدت هزة في 15 فبراير الماضي بقوة 4.9 درجة على مقايس ريختر بولاية نهر النيل، كما رصدت في يناير الفائت هزات أرضية لأيام متتالية بشمال السودان فاقت 5 درجات على مقياس ريختر، وقد أرسلنا فرقاً لمواقع هذه الهزات لإعداد تقارير ميدانية عن الظاهرة. وماذا عن الهزات التصادمية؟ أشهر المناطق في السودان التي تشهد مثل هذه الهزات هي منطقة البحر الأحمر مما يقود لتمدده سنوياً بمعدل واحد سنتمتر.