ابتدر حديثه قائلاً إن "ما تُقدِّمه المملكة من خدمات في الحج والعمرة واجب وليس دعاية لأن المملكة لا ترغب ولا تسعى لذلك على الإطلاق لأن قيادتها الحكيمة والشعب السعودي يعي جيداً أن خدمة الحجاج شرف لا يضاهيه شرف وواجب إسلامي حرصت القيادة الحكيمة على أدائها بأكمل وجه لا ترغب من خلال هذا العمل إلا مَرْضَاة الله سبحانه وتعالى. وقال: "أول سؤال يوجهه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للوزراء وولي والمسؤولين (كيف كانت الخدمات التي قدمت للحجاج في مكة والمشاعر المقدسة؟). ويضيف الوزير: "إن هذا السؤال من القيادة الحكيمة يعكس مدى اهتمامه الشخصي بموسم الحج الذي يشرف عليه شخصياً ويتابع أعمال الحج لحظة بلحظة خلال وجوده في مشعر منى". ويؤكد بنتن أن المملكة ترحب بكل المسلمين لتأدية فريضة الحج ولا تفرق في ذلك أبداً، وجميع الحجاج بلا استثناء مُرحَّبٌ بهم لأن الحج فريضة للعبادة فقط ولا يسمح بأي من الأحوال تحويل هذا المنسك الإيماني إلى اتجاهات أخرى كالتسييس وغيره وهذا مرفوض رفضاً قاطعاً.. وتابع الوزير: "نحن نسعى في إطار الروية 2939 أن نجعل الحج والعمرة رحلة خالية من القلق والإزعاج بقدر الإمكان، إذا فقدت أمتعتك، أو كنت في حاجة إلى رعاية صحية، أو تعرضت لحادث، فإن كل هذه المشكلات ستحل على الفور". وأضاف: "حريصون على اختصار جميع أعمال الحج على "الداش بورد الكمبيوتر اللوحي والجوال فكل ما تريده يتحقق عبر الجوال لأنه فيه جميع التطبيقات التقنية". ويضيف الوزير أن كل الحجاج الذين يأتون من كل حدب وصوب يتفرغون تماماً للعبادة لأنه لا مجال لممارسة السياسة في هذه البقاع المقدسة بحسب ما جاء في القرآن الكريم "فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ".. وقال "إن القادم لهذه البقاع المقدسة يعرف أن قطع الشجر والحيوان والكراهية ممنوعة فكيف يمكن أن يمارس السياسة، جميع القادمين يحسون بالأمن والسلام ويتفرغون لعبادهم في أجواء آمنة مطمنئة وفِي إطار منظومة عمل حكومية متكاملة". ويشير إلى أن الحجاج لخدمة حجاج بيت الله الحرام الذي يشعروا أنهم ليسوا في مكان غريب بالأراضي المقدسة فهنا ويقصد مشعر عرفات لديهم خط ساخن للدعاء لرب البيت. وهم يؤمنون جميعاً عند دعائهم لله قبل النفرة إلى مزدلفة، أن الله سبحانه وتعالى يراهم ويسمع كلامهم بما يليق بجلاله وعظمته سبحانه. ويؤكد الوزير على أنها أعظم لحظة تاريخية ل 3 ملايين حاج وهم يدعون ويبكون بكاء الأطفال غنيهم وفقيرهم لا مكان هناك في ذلك المشعر للعنصرية والتفرقة الجميع في لباس واحد.. في منسك واحد. ويضيف أن المملكة كانت وما يزال لديها خبرة متراكمة في تسيير أعمال الحج منذ دخول الحجاج لأراضي المملكة حتى مغادرتهم.. هذه الخبرة تمكنها من استقبال أكثر من 3 ملايين حاج، وأضاف: "ولكن هذا يتطلب عملاً جماعياً وتنظيم متكامل وجهد مضاعف حيث يعمل الجميع بلا كلل ولا ملل لخدمة الحجاج".. وقال: "هذا يتطلب أيضاً درجة من التجاوب والوعي من جانب الحجاج، والمملكة تتشرف باستضافة الحجاج وتسعى على الدوام لرفع درجة الوعي والمعرفة لكي يستطيعوا أداء المناسك بيسر وسهولة". ويقول بنتن إن وزراته تخطط وفق رؤية 2030 أن تستقبل 30 مليون معتمر سنوياً، وتطوير منظومة الحج والعمرة احتل أولوية استراتيجية لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، امتداداً للدور التاريخي للقيادة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين، لذلك جاءت رؤية المملكة 2030 التي طرحها سمو ولي العهد لتقدم استراتيجية متكاملة لتطوير منظومة الحج والعمرة، وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من المسلمين في تأدية مناسك الحج والعمرة، في وقت يتعاظم لدى المسلمين، أهمية الحفاظ على هويتهم الإسلامية واستكمال متطلبات شعائرهم الدينية. وقال بنتن: "نحن نحقق المزيد من التطورات الكبيرة التي تكلف 30 مليار دولار لاستضافة عدد متزايد من الحجاج كل عام لتعزيز المرافق والخدمات". وأكد الوزير أن مشروع قطار الحرمين الذي يشمل مكة والمدينة وجدة سيكون أكبر إضافة في خدمات النقل إلى جانب شبكة الطرق والحافلات ووسائل الاتصال الأخرى. وهذا يوفر وقت السفر وطاقة الحجاج في وقت واحد.التشغيل التجاري قطار الحرمات الذي يعتبر الأسرع في منطقة الشرق الأوسط، سيتم في الربع الثالث من هذا العام. وتتجاوز سرعة القطار الكهربائي 300 كيلومتر في الساعة، ويبلغ طول سكته الحديدية الإجمالي 450 كيلومتراً، إذ يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة ويمرّ بمحطات عصرية حديثة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومطار الملك عبد العزيز الدولي، ومدينة جدة، وهو قادر على استيعاب 60 مليون مسافر سنوياً.. فضلاً عن ذلك، فإن المطار الجديد في جدة الذي يكلف 35 مليون دولار أمريكي هو خدمة أخرى مخصصة في نفس المجال باعتبار أن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية. وكشف الوزير تطوراً مهماً آخر وهو معروف "بالمشروع السكني" حيث سيتم بناء أكثر من 500 وحدة سكنية وهذا سيساعد في خطة إدارة الإقامة خلال موسم الحج، لافتاً إلى أن سكان مكةالمكرمة وحدها يبلغ ستة ملايين نسمة، يضاف إليهم أكثر من ثلاثة ملايين حاج، وقال: "الحكومة السعودية ستدير هذه الكتلة الجبارة بطرق منتظمة وتقنية للغاية خلال حج هذا العام". وأضاف أن لدى المملكة مشروعا خاصا لبناء قرية إسلامية عالمية، على بعد حوالي 40 كلم من مكةالمكرمة وستكون القرية مشروعاً مذهلاً يعكس ثقافة كل بلد مسلم، مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم ستقيم مواقعها الثقافية كما ستبيع منتجاتها الخاصة في القرية، وسيكون هناك مشروع مترو يرتبط القرية بعدة مدن أخرى سيكتمل خلال العامين القادمين، مؤكداً أن هذا المشروع سيكون بازار إسلامي لجميع الدول الإسلامية. وقال وزير الحج والعمرة، إن استخدام التكنولوجيا سيكون ملاحظاً خلال حج هذا العام باستخدام تقنية الاتصالات وربطها بالتقنيات الذكية لتنسيق الحجيج. وتابع: "بحلول عام 2030، ستكون كل خدمات الحج إلكترونية بالكامل". وأكد الوزير عزم المملكة على تسهيل وصول الحجاج بأقصى قدر ممكن من الاستجابة في مجالات الصحة والأمن والنقل والإقامة. وحول مشروع الطريق إلى مكة قال إن انطلاق مبادرة "طريق مكة" من ماليزيا وإندونسيا، هو بهدف إنهاء إجراءات دخول الحجاج إلى المملكة من مطارات بلدانهم عبر مسارات مخصصة في مبادرة من المملكة لتسهيل إجراءات الحجاج.. وقال إن مشروع الطريق إلى مكة سيعم جميع الدول الإسلامية قريباً. وكانت وزارة الحج والعمرة بدأت، التسجيل في المسار الإلكتروني لحجاج الداخل من خلال موقع وزارة الحج والعمرة عن طريق الدخول إلى البوابة الإلكترونية، ثم الاختيار من القائمة المفضلة أو البحث في البرامج المتاحة. ونبه وزير الحج إلى منطقة منى المستقبلية التي ستتحول إلى مدينة عصرية متعددة الطوابق وسيتم تحويل الجبال المحيطة بها لمبانٍ سكنية متعددة الطوابق الوزير. عند سؤاله في آخر اللقاء: متى تشعرون بالسعادة؟ ومتى تشعرون بذروة الضغط في الحج؟ رفع يده للسماء.. وقال: "عندما أرفع يدي للسماء في مشعر عرفات مخاطباً ربي وهو في السماء الدنيا يتباهى بعباده الذين جاءوا شعثاً غبراً.. يطلبون المغفرة.. هنا أشعر بالسعادة المطلقة وتنتهي جميع التحديات".