الوزير العواد استهل حديثه بعد الترحيب بالوفد قائلاً: "الحج فريضة على كل موسم والقيادة السعودية تعتبره واجبا إسلاميا تعتز وتفتخر به حيث تعمل جميع مؤسسات الدولة وفق منظومة واحدة من أجل خدمة حجاج بيت الله منذ دخولهم أراضي المملكة وانتقالهم إلى الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وزيارتهم الحرم الشريف ومن ثم عودتهم إلى لديارهم". وأضاف: "عندما تقوم القيادة الحكيمة بهذا الواجب فهي لا تبتغي إلا مَرْضَاة الله سبحانه وتعالى".. وتابع قائلا: "نؤكد مرارا وتكرار أن الحج هي فريضة للعبادة فقط مصداقا لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (... فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ...)". وأضاف: "الحج ليس المكان لمناقشة الأجندات وممارسة السياسة لأن هذا يتعارض مع مبادئ الحج وهي الفريضة الأساسية لكل مسلم"، وقال العواد: "مكةالمكرمة مكان مقدس للعبادة ومهبط للوحي، والمسلمون يأتون من كل فج عميق ومن كل حدب وصوت إلى الأراضي المقدسة يريدون أداء الحج بسلام وأمان والدعاء في أطهر بقاع الأرض أن يغفر الله ذنوبهم ويعودوا سالمين غانمين إلى بلادهم إن شاء الله كيوم ولدتهم أمهاتهم". وأكد العواد أن الحج عبادة وتقديس ولا مجال لتسييسه باعتبار أان مناسك الحج عبادة يتوحد فيها المسلمون في لباس واحد ومكان واحد وعلى صعيد واحد لا فرق بينهم في الألوان والجنسيات ولا مجال أيضاً في الحج للفرقة والفتن.. وأكد أن المملكة العربية السعودية لا تمنع أحدا من المسلمين من أداء فريضة الحج ولن تفكر أبدا في ذلك؛ وقال: "ولكن أي محاولة لتسييس الحج هي محاولات يائسة باطلة"، فالحج فرض منذ 1400 عام وليس اليوم أو أمس وهو الركن الخامس من الإسلام وسيظل كذلك بإذن الله تعالى. ويمضي وزير الإعلام السعودي إلى أن حكومة المملكة تهتم جداً بتسهيل الإجراءات لضيوف الرحمن وتحرص على تذليل، أي معوقات وهدفها دائما تقديم أعلى وأفضل الخدمات لضيوف الرحمن.. ويشير إلى أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز يشرف بنفسه على أعمال الحج ويوجد في مشعر منى لمتابعة الخدمات المقدمة للحجاج أولا بأول، كما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أيضاً يتابع أعمال الحج بهدف التأكد من الأداء الرفيع لكل أجهزة الدولة، كما جميع الوزراء في الحكومة السعودية يوجدون في مكة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج للمتابعة الدقيقة وحل أي مشكلة تواجه الحجاج فورا، ويوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان حريصان على تمكين الحجاج من أداء فريضتهم بيسر وسهولة بتسخير كافة إمكانات المملكة المادية والبشرية لرعاية ضيوف بيت الله الحرام، ويتطلعان في كل عام لبلوغ أفضل مستوى وتقديم أرقى الخدمات التي تعين الحجاج على أداء مناسكهم بيسر وسهولة. وأضاف: "المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وهي تقوم بدور عظيم في خدمة الحرمين الشريفين"، وقد نفذت المشاريع العملاقة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لكي يؤدي ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار مناسكهم بكل أمن وراحة. وأشار العواد إلى المملكة تحرص أن تقدم خدمات أفضل في كل عام وفي إدارة أعمال الحج بسلام وأمن وأمان وطمأنينة وفق منظومة عمل متكاملة، وقال: "الحج حدث فريد من نوعه يجتمع فيه أكثر من ثلاثة ملايين شخص في مكان واحد وينتقلون في مساحات ضيقة في أوقات محددة لا تتحمل التأخير بسبب أن الحج مرتبط بالوجود في أزمنة وأمكنة في توقيتات محددة ويقومون بنفس الأنشطة كأكبر حشد على مستوى العالم ويؤدون شعائرهم بسهولة ويسر، كل ذلك يتم للاستعداد والتخطيط الجيد لموسم الحج، ففي كل عام يتم جمع جميع المؤسسات الحكومية لتخطيط أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين الذين تتزايد أعدادهم في كل عام". ويؤكد وزير الإعلام على أهمية مشروع (الطريق إلى مكة) لتسهيل إجراءات الحج للقادمين للمملكة من كل دول العالم بإكمال إجراءاتهم كافة في بلدانهم وتم تطبيقها هذا العام فعلياً على الحجاج الأندونيسيين والماليزيين، وحقق هذا المشروع نجاحا كبيرا في هذين البلدين بفضل الجهود التي بذلتها القطاعات المعنية في البلدين. وقال إن المملكة، دشنت مبادرة "طريق مكة" بانطلاق أول رحلتين لحجاج ماليزيا من مطار كوالالمبور الدولي، وذلك عبر إنهاء إجراءات دخولهم إلى المملكة من بلدانهم عبر مسارات مخصصة في المطار، بتعاون عدد من الجهات الحكومية تسهيلاً وتيسيراً لأدائهم فريضة الحج. وأضاف: "إن مشروع (الطريق إلى مكة) هو إحدى المبادرات التي يجري تنفيذها ضمن برامج التحول الوطني (2020)، تحقيقاً لرؤية المملكة (2030) وذلك للارتقاء بخدمات الحجاج، وتسهيل وتيسير أدائهم لفريضة الحج". وأشار إلى أن المشروع مفتوح لكل الدول الإسلامية متى ما أكملت جاهزيتها التقنية لتنفيذ المشروع، وتوقع زيادة عدد الدول التي ستنخرط ضمن مشروع (طريق مكة) في حج العام القادم. وأوضح العواد أن المملكة تعتبر خدمة حجاج بيت الله الحرام شرف كبير ومسؤولية إسلامية تحرص كل الحرص على أدائها على أكمل وجه ابتغاء مرضاة الله. من جهة أخرى، أكد الدكتور عوّاد إلى أن المملكة تعتبر أيضا في مقدمة الدول المحاربة للإرهاب والتطرف والغُلو وتكريس قيم الوسطية والاعتدال، وأن القيادة الحكيمة للمملكة لا تألوا جهداً في التصدي للفكر الضال والتطرف والإرهاب، ودعم قيم الوسطية الاعتدال والتسامح ونبذ العنف والإرهاب وتحرص على التعاون مع جميع الذهاب لاجتثاث الاٍرهاب من جذوره. ويشير وزير الإعلام إلى أن المملكة تسعى بكل جهد لتوحيد الصفوف وتحقيق الأمن والسلم في مختلف أرجاء المعمورة ومحاربة الإرهاب الذي يستهدف الإسلام ويعمل على تشويه صورته. وليس أدل على ذلك من استهداف إرهاب الحوثي المدعوم من إيران لأطهر البقاع ولكن الله دحر شرورهم وجعل كيدهم في نحرهم. وأكد على ضرورة أن يكون الإعلام أداة لمحاربة التطرّف والإرهاب ومكافحة خطاب الكراهية؛ وأن يحمل إعلامنا رسالة السلام ونشر المحبة والتعايش مع الشعوب والثقافات، مشيراً إلى أن التوظيف الأمثل للإعلام يضمن وحدة وتماسك الأمة والرفع من وعي الشعوب الإسلامية، لافتاً إلى تقدير بلاده للارتياح الذي أبدته وسائل الإعلام من مختلف الدول الإسلامية بشأن الترتيبات التي اتخذتها المملكة للحج 2018. لم نشعر كثيرا بمرور الوقت أمام حديث الوزير الشاب عوّاد العواد الذي تحدث بشفافية وواقعية ومهنية عالية عن ما تقدمه السعودية للحجاج، وتأكيداته أن المملكة تقوم بخدمة الحجاج ابتغاء مرضاة الله.