(من أمن العقاب أساء الأدب) مقولة تُردد في حال شعور الشخص الذي يقوم بارتكاب خطأ أو جريمة بالأمان من عدم معاقبته، مقابل ما اقترف من فعل قبيح، ليتمادى أكثر في أخطائه. المثل أعلاه يجسد حقيقة ما يعاني منه مجتمعنا من تمادي من يرتكبون جرائم الاغتصاب والتحرش في جرائمهم لعدم معاقبتهم، أو بالأصح تطبيق العقوبات الرادعة عليهم التي تشبه فعلهم المشين في حق فتيات وأطفال قصر باغتصابهن حتى الموت، بلا رحمة أو شفقة، والنماذج كثيرة في مجتمعنا. ما حدث في داخلية حجار لسكن الطالبات أمر محزن ومؤسف للغاية، يحتاج لردع سريع لمرتكبها في ميدان عام أمام الملأ، حتى يكون عبرة لغيره، ويخفف هلع الطالبات. لا يعقل أن يدخل شخص بهذا الأمان إلى مبنى الداخلية، وغرفة المعتدى عليها، ويرتكب جريمته دون أن ينتبه له أحد، أو تلتقطه كاميرات المراقبة الموجودة أصلاً في المبنى ولا تعمل، حسب إفادة إحدى الطالبات. الطبطبة والتهاون والتراخي بعدم محاسبة ومعاقبة من يرتكبون جرائم الاغتصاب، جعلت تلك الجرائم تتكاثر بيننا حتى كادت أن تصبح عادية، وهو ما نخشناه وظللنا ننبه له في وسائل الإعلام على الدوام . لن ننسى جرائم الاغتصاب الفظيعة التي رصدها الإعلام لأطفال صغار وفتيات ونساء في كل أنحاء السودان، خاصة دارفور التي اغتصبت فيها الفتيات أمام ذويهن، والنساء أمام أزواجهن، ليفر الجناة من موقع جريمتهم لموقع آخر، ليمارسوا ذات الفعل ب(قوة عين) والجاني إما رجل غير مشكوك في أخلاقه أو متعاطٍ للخمر أو المخدرات، أو نظامي، أو إمام مسجد، والملفات التي تؤكد تورط أمثال هؤلاء بصفاتهم المختلفة موجودة في محاضر الشرطة، منهم من تمت محاكمته، ومنهم من أفلت من العقاب. ظلت النساء يتعرضن دوماً للانتهاكات من تحرش واغتصاب، وهناك من يلُذن بالصمت خشية الفضيحة، كما يعتقدن، ومن لجأن للقانون لا يُنصفن. الآن نطلقها داوية عاقبوا مرتكبي هذه الجرائم القذرة لا تأخذكم بهم رأفة، اتركوا التماطل في تنفيذ عقوبات الإعدام، ابسطوا الأمن حتى تعيش حرائر بلادي، كما ينبغي، لا تتركوا هؤلاء الذئاب يحومون حولهن للفتك بهن. بدون قيد