ما تزال ردود الأفعال تتوالى حول المبادرة الأممية التي أطلقها رئيس بعثة (يونيتامس)، فولكر بيرتس، قبل أسابيع؛ بغرض إجراء مشاورات بين أطراف الصراع السياسي في البلاد؛ تمهيداً لإجراء حوار سوداني سوداني ينهي الأزمة السودانية. المبادرة حظيت بقبول وتواصل من قبل بعض الجهات، ولكنها تواجه رفضاً واسعاً من قبل بعض التيارات الرافضة للتدخل الخارجي في الشأن السوداني حسب وصفها.. مسيرة رافضة وقبل أيام نظمت مجموعات أهلية وسياسية ومجتمعية مسيرة أمام مبنى (اليونيتامس) بالخرطوم؛ للتعبير عن رفض المبادرة، ومن المنتظر أن ينظم السبت مجلس حكماء وشباب ونساء السودان مسيرة مماثلة لمناصرة القوات المسلحة والقوات الأمنية الأخرى، ورفض التدخلات الأجنبية في السودان. وتبدأ المسيرة، التي تضم كيانات شعبية وأهلية غير مسبوقة، من شارع الستين في الخرطوم، في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، وحددت المسيرة نقطة وصولها النهائية أمام مقر بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم، حيث يعتزم منظموها تسليم مذكرة لفولكر بيرتس مبعوث الأممالمتحدة في السودان، لدعم الفترة الانتقالية. ماذا قال منظمو المسيرة وتشارك في المسيرة كيانات شعبية تضم كافة الإدارات الأهلية، إلى جانب الطرق الصوفية وتنظيمات عديدة ممثلة لنساء وشباب السودان ويقول منظمو اللجنة أن المسيرة تمثل صوت الأغلبية الصامتة في السودان، التي تريد وضع حد التدخلات الأممية في السودان، ودعم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، باعتبارهم صمام أمان لوحدة وأمن واستقرار البلاد. ومن المنتظر أن يشمل الحشد قطاعات مختلفة من مكونات الشعب السوداني، لنصرة الجيش في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية، والتنديد بمحاولات تفكيكه وإقصائه من المشهد، ومن المنتظر أن تشهد المسيرة تدشين كيان مجلس حكماء وشباب ونساء السودان، وإصدار بيانه التأسيسي باعتباره صوتاً للأغلبية الصامتة في السودان حسب حديثهم. ويرى البعض أن هذه المجموعات ما هي إلا حشود مستجلبة ومدفوعة الأجر من قبل النافذين حالياً في المشهد، في محاولة لتأكيد وجود التفاف محلي حول المكون العسكري، بل ويذهب البعض إلى أن معظم هذه المكونات هي عضوية في المؤتمر الوطني وفلول النظام البائد. ويرى أصحاب هذه الرؤية أن الإسلاميين بشكل عام، وعسكرييهم بشكل خاص هم الأحرص على تضييق الخناق على المجتمع الدولي ومبادراته، بحكم أن المجمتع الدولي والإقليمي لا يريدان أي إسلاميين أو متعاطفين معهم في السودان، ومن ثم يعملون على إثارة الضوضاء، خصوصاً مع تعالي نبرة التهديدات الدولية تجاه الانقلاب في الخرطوم. حصار البعثة وفيما يبدو أن الحلقة تتجه نحو المزيد من التضييق على البعثة الأممية ومبادرتها لحل الأزمة السياسية، فلم تنقضِ أيام على آخر موكب رافض للمبادرة، حتى ظهر كيان جديد باسم حكماء السودان، معلناً عن نفسه من خلال المسيرة التي سينظمها السبت رفضاً لتحركات فولكر، وهو ما يؤكد أن تضييق الخناق ومحاولات إفشال المبادرة مستمرة من قبل بعض المكونات الأهلية والمجتمعية الساعية إلى وضع أصابعها في دائرة الأحداث السياسية في البلاد، وعدم تجاوزها في رسم خارطة المستقبل السياسي للسودان. وسبق لفولكر التأكيد على أن المبادرة لا تعتبر مسودة أو مشروعاً أو رؤية للحل، وقال بيرتس إن الأممالمتحدة ستقدم عملية وليس مسودة أو مشروعاً أو رؤية للحل. وأشار إلى أن الوقت حان للدخول في عملية تشاورية شاملة لحل الأزمة في السودان. وإلى جانب تلك الكيانات الرافضة، ما تزال لجان المقاونة متمسكة بآرائها حول المبادرة، وترفض الجلوس مع فولكر، كما أعلن الحزب الشيوعي أيضاً رفضه للمبادرة، فضلاً عن مجموعات وكيانات أخرى لا تعول كثيراً على الحلول المستجلبة من المجتمع الدولي لحل أزمات البلاد .