واصوات المطربين داخل الساحة الفنية اليوم تتشابه مثل (التعاريف)، وتحتاج لصاحب اذن حصيفة ليميز (احمد) من (محمد احمد)، واسئلة عديدة تتقافز بإلحاح واصرار، واستفهامات تتراقص على شفا حفرة من إجابات مبتورة، واستاذ موسيقى ضليع يحكي بأسف عن افتقادنا للصوت (الاستثنائي) الذى لايشبهه أحد، وافتقاد الساحة الفنية اليوم لذلك الصوت، ونتلفت لنبحث فلا نجد..خصوصاً في ظل (كوته) الشباب الجدد الممتهنين للغناء والحاملين لرخصته من اتحاد المهن الموسيقية، بالرغم من أن اصواتهم لاتسمح لهم بالسير في شوارع التميز ولكن...(هذا موضوع نعود اليه بهدوء)... وقبل سنوات ( وفي مطلع التسعينات تحديداً ) يتوقف شابان أمام محل لبيع الكاسيت وهما يرهفان السمع لذلك الصوت المدهش، أحدهما سبقه الفضول، فدفع باب الاستديو، ووضع امام البائع (5) جنيهات هي ثمن الالبوم، واشار الى جهاز التسجيل قائلاً: (اريد شريط هذا الفنان)...ويبتسم صاحب الاستديو ويقوم بمنح الشاب البوماً جديداً لفنان جديد وافد للساحة اسمه (محمود عبد العزيز)، وعندما يخطو الشابان لخارج الاستديو يحمل البائع الالبوم وينظر اليه لدقائق قبل ان يقول بهدوء: (يبدو ان لهذا الفتى شأن كبير)...ومع ذلك البائع حق...فإن يجذبك فنان بصوته لشراء البوماته فذلك يعني مباشرة انك فنان وصوت (استثنائي). وقناة عربية شهيرة تعلن عن انطلاق برنامجها للبحث عن احلى صوت، ويتدافع كل الفنانين من الوطن العربي الا من (السودان)، ومع مطربينا الشباب الف حق، فهم على علم تام بمقدراتهم الصوتية والا لكانوا في مقدمة اولئك المتقدمين للفوز بلقب احلى صوت، ولكن...!!! وهنا يقفز سؤال آخر...هل صارت اليوم الساحة الفنية (عقيمة) لتنجب لنا صوتاً استثنائياً..؟...وهو السؤال الذى سنجيب عليه بالكثير من البراح في الاسبوع القادم...فانتظرونا.