لابد أن لكل منا الكثير من الأحلام التي يريد تحقيقها في حياته ؛ وطوال رحلة حياتنا تتغيير الكثير من هذه الأهداف بحسب المرحلة العمرية التي ندخل فيها .. فأحلام شاب في مقتبل العمر بالتأكيد لن تكون هي ذاتها أحلام رجل مسن ؛ فلكل مرحلة عمرية متطلباتها وظروفها ؛ ولتحقيق أحلامنا لابد أن يكون هناك شيء يدفعنا نحو ذلك ؛ وهي ما تسمى بالدوافع - على ما أذكر مما درسناه في مادة علم النفس أيام الدراسة الثانوية - فالدافع شعور وإحساس داخلي يوجه سلوك الفرد لسد حاجة معينة يشعر الفرد بعدم إشباعها ، وهذه الحاجة تولد لدى الشخص نوعا من التوتر فيدفعه ذلك إلى سلوك معين لسد هذا النقص وإشباع الحاجة غير المشبعة .. فالدافع لتحقيق شيء ما يتشكل من وجود حاجة أو رغبة لدى الفرد يسعى إلى تحقيقها أو إشباعها وبالتالي فهي تشكل قوة محركة لسلوكه وتصرفاته داخل محيط العمل ؛ فإذا كانت دوافع الشخص قوية وتمكن من التعامل معها بالشكل المناسب فهي تمثل نصف طريق النجاح في الأهداف التي يريد الوصول إليها ؛ وما وصل إليه العلم الحديث بهذا الشأن وصل إليه حكيم(صيني!!) قبل قرون فمن الحكايات أنه ذهب شاب إلى أحد حكماء الصين ليتعلم منه سر النجاح ، وسأله: هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح ؟ فرد عليه الحكيم الصيني بهدوء، وقال : سر النجاح هو الدوافع . فسأله الشاب: ومن أين تأتي هذه الدوافع ؟؟ فرد عليه الحكيم الصيني: من رغباتك المشتعلة .. وباستغراب سأله الشاب: وكيف يكون عندنا رغبات مشتعلة ؟؟ وهنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء، وسأل الشاب: هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟؟ فأجابه الشاب بلهفة: طبعا .. فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه ، ونظر الشاب إلى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعه داخل وعاء الماء!! ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب ، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء ، ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم الصيني وسأله بغضب: ما الذي فعلته ؟؟ فرد عليه وهو ما زال محتفظاً بهدوئه وابتسامته : ما الذي تعلمته من هذه التجربة ؟ فقال بغضب شديد : لم أتعلم شيئاً ايها الاحمق !!! فنظر إليه الحكيم الصيني قائلاً : لا يا بني لقد تعلمت الكثير ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك، وبعد ذلك كنت دائماً راغباً في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث إن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها .. وأخيراً أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك ؛ وعندئذٍ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أية قوة في استطاعتها أن توقفك .. ثم أضاف الحكيم الصيني والذي لم تفارقه ابتسامته الهادئة : عندما تكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح ، فلن يستطيع أحد إيقافك .. الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته