أوضاع مأساوية تعيشها أندية الدوري الممتاز، إذ إن خزائن غالبيتها خاوية بفعل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، ما يضع مستقبل الكرة السودانية، عامة وأكبر بطولة قومية، ونعني بطولة الممتاز، في مهب الريح، خاصة بعد أن أصبحت الأندية، عاجزة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه فرقها، وعاجزة أيضًا عن مواجهة ديونها والأعباء المالية وهناك الكثير من الأندية بدأت مكافحة الإفلاس بالتقشف وترشيد الإنفاق، إلا أن المشكلة الرئيسية هي عدم وجود موارد جديدة بخلاف أموال الرعاية والنقل التلفزيوني إضافة لدعم بعض الأقطاب، واتحاد الكرة ليس أفضل حالًا من أنديته فهو الآخر يعيش أزمة مالية عاتية رغم تلقيه دعمًا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف، وقدره مليون دولار، إلى جانب ما تركه الاتحاد السابق من آلاف الدولارات، والدعم من الاتحاد العربي للعبة، بأكثر من نصف مليون دولار، بدليل فشل الاتحاد، في توفير مباراة دولية للمنتخب الوطني الأول، قبل مواجهتي موريتانيا، والكونغو الديمقراطية في 4 و8 يونيو المقبل في افتتاح التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم في ساحل العاج 2023. وامتد الفشل ليلحق بدعم أندية كرة القدم النسائية، في العاصمة والولايات، واعتذار الاتحاد لممثل قطاع المرأة في مجلس الإدارة، بسبب الضائقة المالية. جعفر لم يفِ بوعده لأندية الممتاز لم يفِ الدكتور معتصم جعفر، ريس الاتحاد السوداني لكرة القدم، بوعوده لقادة أندية الدوري الممتاز، بعد أن وضعت على طاولته الكثير من المشاكل والمعوقات التي تقف في مسيرتها من خلال الاجتماع الذي انعقد أخيرًا، ويبدو أن السبب يعود إلى الأزمة المالية في الاتحاد. مشكلات فنية في انتظار الغرايري في المريخ تنتظر مدرب المريخ الجديد التونسي غازي الغرايري، عدة مشكلات فنية وهو يستعد لمباشرة عمله بالفريق بصورة رسمية، ويحتاج الغرايري لدراسة تلك المشكلات وتلافيها، ومعرفة أسبابها وفي مقدمتها ضعف الجانب البدني للاعبين، وتفاوت مستويات اللياقة البدنية بينهم إضافة للإصابات الكثيرة وسط اللاعبين. العقوبة المالية للاعب أقوى من إيقاف نشاطه تضغط الأندية وأجهزتها الفنية عندما تقرر إيقاف نشاط اللاعب بسبب خروجه عن النص، لكن الأفضل معاقبته ماليًا لأن العقوبة المالية أشد قسوة على اللاعب من إيقاف نشاطه، لأن المتضرر من إيقاف نشاطه هو النادي وليس اللاعب. المريخ.. ساقط بدنيًا والبرازيلي السبب لعب مدرب المريخ، إبراهومة، لقاء القمة الأخيرة أمام نده الهلال، من أجل الفوز في الشوط الأول، وكان جريئًا بتركيزه على الكثافة العددية للاعبيه في خطي الوسط والهجوم، وكان الأقرب للفوز في هذا الشوط لولا إضاعة لاعبيه للفرص التي تهيأت لهم، بيد أن الحال اختلف في الشوط الثاني، الذي تسيده الهلال، بفضل لياقة لاعبيه العالية، والتبديلات التي أجرأها مدربه في اللاعبين وخطة اللعب، وكان يمكن أن يحقق الفريق الفوز لولا إضاعة رماته الفرص السهلة في مواجهة مرمى المريخ، وتأكد سقوط الأحمر بدنيًا في الشوط الثاني، بسبب ضعف إعداده في بداية الموسم على يد مدربه البرازيلي المقال من منصبه. دفاع وعرين القمة في قمة التألق تفوق مدافعو المريخ والهلال، ومن خلفهم الحارسان عبدالله أبو عشرين، وأحمد المصطفى، وكانوا سببًا في انتهاء لقاء القمة بالتعادل السلبي. المنتخب المستفيد الأكبر من تعادل القمة جاء تعادل الهلال، والمريخ، بدون أهداف، في الديربي السوداني ليصب في مصلحة المنتخب الوطني، والتي تابعها جهازه الفني بنظرة مختلفة عن الجميع لأنها المحطة الرئيسية للمدير الفني، الخبير برهان تية، قبل مواجهتي موريتانيا والكونغو، في التصفيات الإفريقية، كان لقاء القمة مهمًا وضروريًا في هذا التوقيت وكان مهمًا للجهاز الفني أن يؤدي الهلال والمريخ، مباراة جادة، ويسعى كل منهما لتأكيد أنه الأفضل فنيًا وبدنيًا وسلوكيًا، لأن المنتخب سيكون الفائز الأول وكان بالفعل كذلك لأن تعادل القمة، أفاده معنويًا لأن خسارة أي فريق ليست في صالح المنتخب نفسيًا. حازم يرشح العجب كمدير للكرة وجريشة يطالب برحيل إبراهومة منذ أن عمل مدربًا عامًا للمريخ، وبعد اختياره مديرًا عقب إقالة الانجليزي لي كلارك، إثر خروج المريخ من البطولة الإفريقية، فإن إبراهومة، تحمل المسؤولية في ظروف صعبة وحقق نتائج إيجابية في بطولة الدوري الممتاز، ويعد أحد أبطال لقاء القمة، بين الهلال، والمريخ، لكنه واجه بعدها المشكلات والأزمات، وهناك من ينتظر فرصة رحيله، قبل تسلم المدير الفني الجديد التونسي غازي الغرايري، لمهمته، ورغمًا عن تجديد إدارة المريخ، الثقة فيه إلا أن عادل أبوجريشة، يرفض استمرار إبراهومة، ويطالب برحيله. ومن جهة أخرى يسعى فيصل العجب قائد المريخ السابق لخلافة الكابتن أمير كاريكا، في إدارة الكرة، حيث يدعمه القنصل حازم. مدرب المريخ سبب تغيير موتا لأفكاره في الشوط الأول تسيد المريخ، لقاء الديربي، بفضل فاعلية خط وسطه والتي أضعفت منطقة وسط الهلال، وجعلته يتخلى عن أسلوبه في الكرة المرحلة ويلجأ للارسال الطويل، بعد أن أعاد موتا أفكاره وصفوفه في شوط اللعب الثاني تخلى عن 4-3-3 واستبدالها بتنظيم 4-4-2. التنظيم الذي ظل يعتمد عليه موتا في مبارياته جعل من الهلال الأفضل بدنيًا في الممتاز، ولا خلاف في أن الهلال هو الفريق الوحيد الذي نفذ فترة إعداد قوية في بداية الموسم وهذا يحسب لجهازه الفني، لأن أفكار مديره الفني البرتغالي موتا، سليمة بنسبة مائة في المائة. ورغمًا عن ذلك ليس هناك مدرب كامل الأوصاف لكن تختلف قدرات كل مدرب في أفكاره وشخصيته وفي الرؤية الثاقبة.