زيارة جديدة لوفد من الكونغرس للبلاد تجيء في وقت تفاقمت به أزمة البلاد ومضت لطريق غير واضح المعالم بسبب خطاب رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وإعلانه انسحاب المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية، فالزيارات الأمريكية السابقة صبت في اتجاه دعم جهود الآلية الثلاثية لإيجاد حل بين الأطراف بالبلاد، إضافة إلى لعب دور الوساطة مع السعودية بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي،، فما أبعاد توقيت الزيارة وتأثيرها على العملية السياسية؟ تحت رعاية مؤسسة الأممالمتحدة، يزور الخرطوم وشمال دارفور، في الفترة من 4 إلى 9 يوليو عضوا الكونغرس نورما توريس وسارة جاكوبس بمرافقة أعضاء من بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة ممثلة في السفير كريستوفر لو والوزير المستشار جاك شيرمان. وسيلتقي الوفد أثناء وجوده في الخرطوم مع بعثة الأممالمتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة من الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني لاكتساب فهم أفضل لعمل الأممالمتحدة في السودان، بما في ذلك دعمه للعملية السياسية والمساعدات الإنسانية، وكذلك كيفية عمل الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة جنبًا إلى جنب لدعم الشعب السوداني. وفي دارفور، سيلتقي الوفد مع السلطات على مستوى الولاية وبحث عمل الأممالمتحدة في الميدان. وسيجتمع مع وكالات الأممالمتحدة العاملة في دارفور لمناقشة تحديات تنفيذ السلام، والغذاء والأمن، وحماية المدنيين لإقناع الشارع السوداني المحلل السياسي د.الحاج حمد قرأ زيارة الوفد بروايتين على أساس أن الكونغرس له موقفان مختلفان فأحدهما ينبع من لجنة الأمن والدفاع التابعة للقطاع الأمني الذي هو في شراكة مع الانقلابيين والحركات المسلحة وباطنه يحمل جهاز الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية، أما الموقف الآخر ينبئ على فرض عقوبات على السودان. وشدد حمد بحديثه ل(السوداني) على أن زيارة الوفد تأتي كمحاولة من الأمريكيين لإقناع الشارع السوداني بأنهم منحازون له، وتابع: بالتأكيد الزيارة أتت مقصودة التوقيت أي بعد اعتراف البرهان بالفشل وبحثه عن مخرج. لتشكيل الحكومة الجديدة وأعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الذي تيسره الآلية الثلاثية (إيقاد، الاتحاد الإفريقي، البعثة الأممية للسودان (يونيتامس). وأكد في خطابه للشعب السوداني التزام القوات المسلحة بالعمل مع جميع مكونات الشعب السوداني من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني، داعيًا إلى تشكيل حكومة كفاءات وحل مجلس السيادة بعدها وتكوين مجلس أعلى للقوات المسلحة. أما الخبير الاستراتيجي د. أمين المجذوب فربط بين زيارة الوفد وخطاب البرهان، وقال ل(السوداني) إن الولاياتالمتحدة ستعمل على دعم الدولة وتشكيلها بتعيين رئيس وزراء، بالعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لإخراج البلاد من هذا المأزق وإعادتها للمجتمع الدولي مرة أخرى. وعلى نحو مغاير عن الحاضر الآن، نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قال الشهر الماضي في بيان صحفي، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤكد دعمها القوي للجهود المشتركة لبعثة اليونيتامس والاتحاد الإفريقي والإيقاد المتمثلة في تسهيل العملية السياسية في السودان، والتي تهدف لتحقيق السلطة الانتقالية المدنية الرامية للتحول المدني الديمقراطي في السودان. وأضاف أن العملية تمضي قدمًا وأن المسهلين بدأوا في عملية الحوار مع أصحاب المصلحة للوصول إلى الحل، قائلًا "إننا مقتنعون بأن تسهيل العملية بواسطة بعثة اليونيتامس والاتحاد الإفريقي والإيقاد هو أهم آلية حاسمة لتحقيق الاتفاق اللازم، ونستمر في حث المدنيين والعسكريين الفاعلين على تغليب المنفعة من هذه العملية لتحقيق الديمقراطية والاستقرار في البلاد". وفي اتصال هاتفي مع القادة المدنيين والعسكريين رحبت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية" مولي في" بإطلاق سراح عدد من المعتقلين السياسيين في الأسابيع الماضية، ودعت لتنفيذ التعهدات الساعية لبناء الثقة بين المدنيين والعسكريين، وذلك برفع حالة الطوارئ وإطلاق بقية المعتقلين السياسيين. وشددت على حاجة أصحاب المصلحة في العملية السياسية للمشاركة البناءة في المباحثات التي تهدف لإحداث تقدم سريع في إطار الحكومة الانتقالية المدنية. وأكدت المسؤولة الأمريكية عزم العسكريين على نقل السلطة لحكومة مدنية مؤسسة على هذا النحو، الأمر الذي من شأنه أن يمكن من استئناف الدعم المالي الدولي بالإضافة للمساعدات التنموية.