البداية كانت في يوليو الماضي حينما راج مقطع بوسائط التواصل الاجتماعي المختلفة يظهر سيدة ترتدي نقاباً وأثناء سيرها بالشارع العام بأحد أزقة المنشية مر بجانبها شاب على متن دراجة نارية وقام بإيقافها وإشهار سكين في وجهها، وبعدها بثوانٍ وهبط من دراجته، وقام باغتصاب الفتاة دون مراعاة لأن هنالك كاميرا تصور الأمر. وتمت العملية بأحد شوارع المنشية. سرعة انتشار فور وقوع العملية قام شاب بتصوير المقطع من شاشة المراقبة بهاتفه، وقام بتوزيعه ولم يلبث المقطع سوى ساعات لينتشر كالنار في الهشيم، ليثير المقطع ردود فعل واسعة وتداولته وسائل الإعلام المختلفة بالتحليل والمطالبة بالتحقيق، بل وتسبب المقطع في إثارة الذعر وحالات الهلع بين المواطنين خاصة الفتيات. فريق تحقيق على أثر ذلك شكلت الشرطة فرقاً للتحقيق والتحري والبحث وبعد ساعات من ذلك تمكنت شرطة مباحث ولاية الخرطوم من القبض على المتهم بنشر المقطع، ووجهت له نيابة أمن الدولة تهماً تحت المادة (69) من القانون الجنائي والمادة (14) من قانون جرائم المعلوماتية، وهو شاب في الثلاثين من العمر، ووقف فريق نيابة أمن الدولة على الموقع الذي تم فيه تصوير الفيديو وهو أحد شوارع المنشية، وتمت معاينته بعد أن أرشد إليه ناشر المقطع. صرخات استغاثة بعد أكثر من شهرين ورد بلاغ لدى قسم مدينة النيل، أفادت فيه إحدى الفتيات بأن متهماً شرع في نهب هاتفها الجوال بعد أن أشهر سكيناً في وجهها وأطلقت صرخات استغاثة، فر على أثرها المتهم. وفور تلقي البلاغ تحركت قوة من شرطة كرري، وشرعت في تمشيط المنطقة حيث عثرت على المتهم وبإحضاره أرشدت إليه الفتاة وتعرفت عليه. نفس (الموتر) بالتحري اتضح أن المتهم وهو شاب في الثلاثينيات من العمر، هو نفسه الذي بدت صورته بشريط الفيديو، كما أن الدراجة النارية هي ذات التي كان يمتطيها في شريط الفيديو. وعلى الفور شكل مدير شرطة ولاية الخرطوم لجنة للتحقيق بقيادة ضابط برتبة رفيعة، وأحيل المتهم إلى نيابة أمن الدولة، ودُوِّنَ بلاغٌ في مواجهته وشرعت الشرطة في التحقيق معه بإشراف مباشر من وكيل أعلى نيابة أمن الدولة معتصم عبد الله محمود. نهب مقتنيات أثناء التحريات توافرت معلومات للشرطة تفيد بتورط المتهم في نحو (16) بلاغا بينها (10) بلاغات تتراوح بين النهب والسرقة تحت التهديد، وحضرت نحو عشر فتيات وتعرفن عليه عقب إجراء طابور الاستعراض وأرشدن إليه، حيث أكدت (9) فتيات أن المتهم قام بنهبهن أموالهن تحت تهديد السكين وأخريات نهب هواتفهن الجوالة، بينما أكد عدد من الفتيات أنه نهب مقتنياتهن ومجوهراتهن من سلاسل وخواتم ذهبية. الضحية العاشرة أما الضحية العاشرة فقد كشفت للشرطة أن المتهم حاول التحرش بها، إلا أنها رفضت متعللة بأعذار صحية، وبعدها قام بنهب بعض ممتلكاتها بعد إرهابها بالسكين وفر هارباً. وعلى الفور قيدت نيابة أمن الدولة في مواجهته بلاغاً تحت المواد 20/144/174/175 ق ج، وما تزال توالي تحرياتها ضده. وكانت الفتيات المتضررات من المتهم قد أنشأن صفحة على فيسبوك روين خلالها الجرائم التي تعرضن لها من وراء المتهم وتم إحضارهن وتعرفن عليه. متهمون آخرون ويذكر أن الشرطة ألقت القبض على (2) من المتهمين من مستلمي الأموال المسروقة، وضبطت لجنة التحقيق كميات من المسروقات والمقتنيات التي تم نهبها وتعرفت عليها الفتيات الضحايا. ويذكر أن المتهم تخصص في ممارسة جرائمه ضد النساء فقط ويستهدف الفتيات في الشوارع العامة حيث يقف بجوارهن ويدّعي معرفتهن وهو يفرد ابتسامة عريضة تشي بأنه على علاقة بالضحية، وبعدها يبرز سكينه للضحية ويخيفها ويأمرها بتسليم مقتنياتها بهدوء قبل أن يشوه وجهها بالسكين. صحيفة سوابق وحسب المعلومات الواردة، فإن المتهم نفذ جرائمه التي تقارب (16) جريمة عقب خروجه من السجن حيث كان يقضي عقوبة عقب تورطه في جرائم نهب وخطف وحوكم بموجبها وأدخل السجن، حيث أمضى فترة عقوبته وخرج من السجن ليزاول ذات النشاط الإجرامي. وأقر المتهم بارتكابه لجميع الجرائم إلا أنه أنكر ارتكابه جريمة اغتصاب المنشية، وأمسك عن الإدلاء بأي أقوال. المتهم ظل ناكراً للصورة المعروضة بشاشة كاميرات المراقبة، في وقت لم تتوصل فيه الشرطة حتى الآن للضحية التي تعرضت للاغتصاب تحت تهديد السكين، ولم تظهر نفسها لذلك استبعدت الشرطة البلاغ وستقدم المتهم في البلاغات الأخرى التي حضرت فيها الشاكيات بأنفسهن. يُذكر أن المتهم ارتكب جرائمه بأجزاء مختلفة من العاصمة، وكان يستهدف الشوارع التي تنقطع فيها حركة المارة، بينما كان يستهدف السيدات في جرائمه ويستغل ضعفهن ويقوم بإرهابهن ونهبهن.