المرضى الذين تحدثوا إلينا كلهم أجمعوا على أن الأطباء نصحوهم بشرب السوائل لأن هذه الحمى تحرم المُصاب من الأكل والشرب تماماً. وتقول آمنة حامد ل(السوداني) أن الطبيب المعالج ذكر لها أن المرض يستغرق فترة تتراوح ما بين (5_15) يوماً وأن المصاب عُرضة للإصابة بهِ مرة أخرى، مشيرة إلى أنه بعد زوال آلام المفاصل وبدء التعافي له آثار جانبية خطيرة كالحساسيات في جميع أنحاء الجسم، (الاشقدِّي، الكاروشة، سواد في الوجه، سخانة في الشفتين، السهر والأرق طوال اليوم). وطالب المرضى بكسلا وزارة الصحة برش ومكافحة البعوض الناقل لهذا الداء خاصةً أن الباعوض الناقل هو عكس الذي يوجد ليلاً بالمنازل وإنما بعوض يأتي بعد شروق الشمس، مؤكدين أن هذا الناقل يسهل القضاء عليه بتكوين فُرق عمل ودوريات لرش المنازل في أسرع وقت مُمكن. اتهام مُباشر أما أمير آدم والذي يسكن بحي العمال فقال ل (السوداني) إنه أصيب بالمرض مدة أسبوع، وأنه لا يستطيع التحرك تماماً موضحاً أنه يوم الإصابة اضطر للاستعانة بشخصين لتوصيله المستشفى وحسب قوله (أن مريض الصنقرو إلا يشيلوهُ نفرين). ويمضي بقولهِ إن العلاجات التي تلقاها من المستشفى هي عبارة عن أمبولة لتسكين الآلام ودربات تعويضية مع نصائح بشرب العصائر. ونوه الرجل إلى أن المرض أتى بعد عيد الأضحى مباشرة وأرجع ذلك إلى كمية الخراف الهائلة التي أتت إلى الولاية وزهد أسعارها، ولم يستبعد أن يكون المرض قد أتى من دول الجوار، مشيراً إلى أن الزائرين للولاية هذه الأيام قلَّت أعدادهم وفي تراجع نتيجة لما يسمعونه عن الولاية، مطالباً حكومة الولاية بفك لغز هذا المرض الذي طال آمدهُ ولم تفلح الولاية في فك طلاسمه وتحديد علاج ناجع لمصابيهِ، واقترح على وزارة الصحة بالقيام بورش ودورات توعية لتثقيف المواطن بجميع المُدن والأرياف لسهولة التعامل مع المرض حالة الإصابة بهِ. روشتة طبية طبيب بمستشفى كسلا - فضَّل حجب اسمه - قال ل (السوداني)، إن المرض يبدأ بإصابة جسم المريض بالحُمى وضغط على مفاصل الجسم، وآلام حادة في الظهر، مضيفاً أن السبب الرئيسي هو البعوض الذي يوجد نهارا بالمنازل، وأكد أن هذا الفيروس الناقل يؤدي إلى الإصابة بالإسهالات، والاستفراغ والملاريا كما يؤدي إلى الإصابة بالإيبولا والحمى النزفية، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم يتم اكتشاف علاج لهذا المرض غير المسكنات والسوائل عن طريق الإبر والدربات وعن طريق الفم كالعصائر، مؤكداً أن هذا المرض لم يسلم منه حتى الأطباء أنفسهم، مبيناً أن الآن المستشفى يعاني من نقص في الكادر الطبي بسبب إصابة الممرضين والأطباء حتى يضطرون لسد الفجوة بالمتعاونين، وأردف أنه وجميع أفراد عائلته أصيبوا بهذا المرض وأصبح مهددا لجميع مواطني الولاية. (300) درب يومياً وبحسبما يقول الصيدلاني بمستشفى كسلا "الأمين محمد أدروب" - ل ( السوداني) فإن المصاب بهذا المرض يحتاج إلى دربات جلكوز مع الملح، دربات جلكوز مع الماء (برنقر لاكتين) لتعويض الجسم السوائل التي يفقدها جراء الإصابة بهذا المرض. وعن أسعار العلاج قال أدروب إنها تختلف من صيدلية لأخرى، وأن سعر الدرب الواحد يتراوح ما بين (20— 30) جنيها، وأن سعر درب البندول (80) جنيها داخل صيدلية المستشفى وخارج المستشفى يزيد عن ذلك. وعن تردد المرضى وازدياد حالات الإصابة اليومية قال إنه في الفترة الصباحية متوسط عدد صرف المصابين للدربات ما يعادل (300) درب وهي بعدد (30) كرتونة وفي الفترة المسائية كذلك، مشيراً إلى أن المواطنين أصبحوا أكثر وعياً فعند الشعور بالأعراض يذهب إلى أقرب صيدلية بجواره ويقوم بجلب الحقن والدربات التي يحتاج إليها، والبعض لا يذهب المستشفيات ويستعين بممرض لحقنه بالدربات والحقن في بيته، لافتاً إلى أن عدد المصابين بالمراكز الصحية والمنازل أكثر من المترددين على المستشفيات.