فى زمن القبضة الحديدية الشيوعية اطلق المعارضون للشيوعيين هذه النكتة : جاء رجل للمستشفي فقال لأحد الأطباء : سيدي أنا أريد طبيب الأذن والعيون.قال له الطبيب : لعلك تريد طبيب الأنف والأذن والحنجرة، قال المريض: بل طبيب الأذن والعيون، قال الطبيب : ربما تريد طبيب العيون لانه لا يوجد تخصص باسم الأذن والعيون، قال المريض : بل طبيب الأذن والعيون! ظن الطبيب أن الرجل مريض نفسي فذهب به الي الطبيب النفسي الذي سأله عن اعراض المرض التي دعته للبحث عن طبيب للأذن والعيون، فقال المريض: سيدي أنا أسمع أشياء وأري أشياء غيرها، فرد عليه الطبيب : عفوا سيدي ليس لدينا دواء يعالج من الاشتراكية! النكتة التي ربما يضحك فيها الروسي حتي (تتقطع مصارينه ) ? ترتقي عندنا لدرجة (كان في ود نفاش دخل القراش انقلب فشفاش) لكنها تصلح لتصوير الأزمة التي يعاني منها الاسلاميون في بلادنا وتصف الحالة التي شكا منها الكثيرون فلم يصدقهم أحد حتي جاء المؤتمر الثامن للحركة الاسلامية_ الذي نكتب في ظ?له_ فاكتشف كثيرون الواقع المرير وتجرعوا كأسه المر وعلموا أنهم أعضاء في منظمة جيدة البناء والتواصل علي النسق الأمني والعسكري ، بعيدة جدا عن الصورة المثلي لتداول الرؤي عبر الشوري أو الديمقراطية وأن عليهم أن (يحيوا الأوامر ) ، وهذه المسألة تجعل الفرد يعاني صراعا نفسيا عنيفا ?سيما اذا كان يحمل قيما عالية وأخلاقا رفيعة فانه لن يستطيع أن يتحرك بين قوسي الرهبة والرغبة! الأزمة الحقيقية الآن ليست الأمين العام ، الأزمة هي انعدام الثقة بين صفوف الاسلاميين _ قيادة وقاعدة _ والاحساس بأن( المخرجين) من خلف الكواليس يحركون المسرح عبر (ممثليين) جدد ? يجيدون الا أدوار مصالحهم وربما يتهم الاسلاميون هؤلاء (الممثلين) بأكثر من ذلك ! تعود الاسلاميون أن يقولوا آراءهم ولو نصبت لهم المشانق وتعودوا أن يتصدوا لكل ما هو خاطئ فوجدوا أنهم أصبحوا ? يستطيعون فعل ذلك وأن التنظيم ليس الا (زينة) في منظومة الدولة! الشورى في أدب الاسلاميين قيمة عالية تعطيهم الاحساس بما سماه سيد قطب (استعلاء ا?يمان) وهو ذات ماسماه سعيد حوي( استاذية العالم) وكلا المصطلحين ملخص لفكرة عزة المؤمن ! الاحساس بالانكسار والغبن جعل كثيرين يحسون _ بعد المؤتمر_ احساس المغتصب (بفتح الصاد)، سواء أكان اغتصابه ذاك في الأرض أم في العرض أم في التنظيم! إخوتي:تذكروا أن سيدنا ابراهيم عليه السلام شاور ابنه الذي بلغ السعي لتوه ، شاوره في تنفيذ أمر رباني ، ثم طلب منه رأيه ولم يشرع في التنفيذ الا بعد موافقة الابن صغير السن وقتها، فهل يحتمل الاسلاميون فرض (جات من فوق) داخل أروقة الحزب وفي مؤتمره العام أعلى منابر الشورى؟ اذا أصرت القيادة أو الناطقون باسمها أصالة أو (وكالة) على أنها مارست الشورى وأن المؤتمر الثامن خلا من الطبخ والتأثير المباشر في الناس ترهيبا وترغيبا و(تعكيما) ، بينما تسوق عضويتهم عشرات الشواهد علي هذا الاتهام، فان الأزمة ستستفحل وستتحول الي يقين بسوء النية ،وقتها لن تجد القيادة طبيبا واحدا يمكنه معالجة (الاشتراكية) الحركية الاسلامية الحكومية العظمي!