استمرار قوى الحرية والتغيير في حرف الخلاف السياسي الحالي حول سرية وعلنية العملية السياسية التي هي مستمرة فيها مع المعسكر الانقلابي إلى نقاش حول التسوية السياسية التي تنكر الوصول إليها هو تضليل آخر وتغبيش جديد للرأي العام. الخلاف مع الحرية والتغيير وهو في أنها وعلى مدى الأسابيع الماضية، ظلت تجري اجتماعات مباشرة مع العسكر للتوصل إلى حل لإنهاء الانقلاب، وقد توصّلت لاتفاقات حول نقاط مُتعدِّدة، تسرّب منها الكثير، فيما ظلّت هناك نقاط خلاف بينهما. ممارسة هذه العملية في الظلام خاطئٌ ومُضرٌ بالبلاد، لأنه لن ينتج سوى حلٍّ سيئ تفاوض عليه الحرية والتغيير بمعزل عن سلاح الضغط الجماهيري. ومُحاولة الاستمرار في خداع الناس للتمهيد لإخراج هذا الاتفاق بعد أن يكتمل عبر عملية صورية هو أمرٌ غير مبدئي وغير كريم في حق المُمارسة السياسيّة الديمقراطية التي نُريد لها أن تسود في هذه البلاد. وعلى الحرية والتغيير بدلاً من أن تأخذها العزة بالإثم وتستمر في هذا المنهج الخاطئ، أن تتعلّم من التضارُب الذي ساد صفوفها بين الإنكار والتغبيش والاعتراف الخجول غير المُكتمل. اخرجوا للناس بما حَدَثَ كما حَدَثَ، ودافعوا عن موقفكم السياسي بدلاً من هذا العبث السياسي والإعلامي.