هيمنة العليقي على ملفات الهلال    ((المدرسة الرومانية الأجمل والأكمل))    من يبتلع الهلال… الظل أم أحبابه؟    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالفيديو.. رجل سوداني في السبعين من عمره يربط "الشال" على وسطه ويدخل في وصلة رقص مع الفنان محمد بشير على أنغام الموسيقى الأثيوبية والجمهور يتفاعل: (الفرح والبهجة ما عندهم عمر محدد)    كامل إدريس يصدر توجيهًا بشأن الجامعات.. تعرّف على القرار    شاهد بالفيديو.. بلقطات رومانسية أمام أنظار المعازيم.. عريس سوداني يخطف الأضواء بتفاعله في الرقص أمام عروسه وساخرون: (نحنا السودانيين الحركات دي أصلو ما جاية فينا)    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    الجيش الكويتي: الصواريخ الباليستية العابرة فوق البلاد في نطاقات جوية مرتفعة جداً ولا تشكل أي تهديد    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    اردول: افتتاح مكتب ولاية الخرطوم بضاحية شرق النيل    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    خطوة مثيرة لمصابي ميليشيا الدعم السريع    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استبعد السودان منها القمة الأمريكية الإفريقية… هل تسعى واشنطن لاستعادة نفوذها ؟!
نشر في السوداني يوم 27 - 11 - 2022

تتوقع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يصل ما يزيد عن 1000 من قادة الحكومات ورجال الأعمال الأفارقة إلى واشنطن الشهر المقبل لإجراء محادثات دبلوماسية وعقد صفقات تجارية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ووثائق مسربة بحسب موقع "ذي أفريكان ريبورت".
ومع توقع بداية أول تساقط للثلوج على واشنطن العاصمة في منتصف ديسمبر، سيحل 45 رئيس دولة إفريقية بالعاصمة الأمريكية لحضور القمة الثانية للزعماء الأمريكيين الأفارقة. وتهدف القمة التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، إلى تكثيف التجارة والاستثمار في القارة، باعتبارها لحظة حاسمة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

البحث عن فرص.. تعهدات أمريكية
عند إعلانها، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إن القمة ستعرض "التزام أمريكا الدائم تجاه إفريقيا"، وستسعى إلى معالجة العوائق أمام التجارة، بما في ذلك "الوصول المحدود إلى رأس المال، والتكلفة العالية للتمويل، والإجراءات القانونية والتنظيمية.
بعد سنوات من الخطابات العدائية والاضطراب العالمي، يأمل الكثيرون أن تكون القمة فرصة لأمريكا لتضع أموالها في مكانها الصحيح. لكن القمة تنعقد وسط تحديات متعددة: مناخ اقتصادي عالمي صعب انعدام الأمن الغذائي والعسكري في إفريقيا، ارتفاع حصيلة تغير المناخ، وتراجع الصادرات بموجب قانون النمو والفرص الإفريقي الرائد في الولايات المتحدة (أغوا)، والذي يوفر لبعض البلدان وصول السلع المعفاة من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية.
وفي ظل هذه الخلفية، يتساءل بعض النقاد عما إذا كانت القمة ستظهر إنجازات جوهرية. يقول كارلوس لوبيز، الأستاذ الزائر في مدرسة نيلسون مانديلا للحوكمة العامة بجامعة كيب تاون والسكرتير التنفيذي السابق للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة: "هذه مجرد ممارسة جيوسياسية، وتصوير فوتوغرافي".
ويشكك لوبيز في أن المحادثات المألوفة ستغير قواعد اللعبة. "أعتقد أن القمة ستحمل الكثير من هذه الوعود، لكنها لن تغير أي شيء هيكلي".
ومع ذلك، بعد الانخراط الإفريقي المحدود خلال رئاسة دونالد ترامب، الذي فشل في زيارة القارة مرة واحدة ، يمثل تجديد العلاقات الودية تحسنًا كبيرًا في اللهجة.

نقاط مضيئة.. مساحة جديدة للاستثمار والتجارة
يرى محللون أن هناك بعض التغييرات التي تتجاوز الخطابات. في بعض القضايا، كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه القارة تقدمية بلا ريب. في ذروة الوباء، دافعت الحكومة الأمريكية عن معركة القارة ضد عدم المساواة في اللقاحات من خلال دعم التنازلات عن براءات الاختراع التي كانت ستجعل تصنيع نسخ عامة من اللقاحات قانونيًا. منع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان هذه الجهود. قادت الولايات المتحدة أيضًا الجهود المبذولة لدفع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لفتح أدوات مالية للسماح للدول الإفريقية التي تعاني من ضائقة الديون بتأجيل سداد مدفوعاتها بموجب مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الديون.
ومع ذلك ، لم تشهد التجارة والمعونة والاستثمار ارتفاعًا ذا مغزى بعد. حافظت المساعدات على معدل ثابت عند حوالي 13 مليار دولار سنويًا ، لكن الصادرات الأمريكية إلى إفريقيا تراجعت على مدار العقد الماضي وانخفضت الواردات بسبب التغيرات في نمط تجارة النفط الأمريكية.
في عهد بايدن، بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى القارة 26.7 مليار دولار في عام 2021 ، بانخفاض 30٪ من أعلى مستوى بلغ 38.1 مليار دولار في عام 2014، وفقًا لوزارة التجارة الأمريكية. مع استمرار الولايات المتحدة في ضخ النفط الصخري في سعيها المستمر منذ عقد من الزمن لتحقيق "أمن الطاقة"، تضاءلت واردات النفط الخام من القارة بنسبة 26٪.

بطاقات الدعوة.. من سيحضر القمة
من جانبها أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن قد وجه الدعوة إلى 49 من رؤساء الدول الإفريقية، إلى جانب رئيس الاتحاد الإفريقي، لحضور قمة القيادة الأمريكية الإفريقية التاريخية في واشنطن العاصمة في منتصف ديسمبر. تم الإعلان عن هذا من قبل اثنين من كبار أعضاء إدارة بايدن هاريس – كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي لقمة القادة الأمريكية الأفريقية، السيدة دانا بانكس ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت.
وفي إيجاز صحفي رقمي ضم صحفيين من جميع أنحاء القارة يوم الثلاثاء، قالت السيدة بانكس، وهي أيضًا المساعدة الخاصة للرئيس الأمريكي بايدن، إن القمة التي تستمر ثلاثة أيام في واشنطن ستسلط الضوء على كيفية تعزيز الولايات المتحدة والدول الإفريقية لشراكاتهم. وتطوير أولوياتهم المشتركة.
مشيرة إلى أن هذه القمة تعكس الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يشدد بالفعل على أهمية المنطقة الحاسمة لناحية مواجهة تحديات هذا العصر.
لافتة إلى أنها تتوقع أن تكون نتائج القمة انعكاسا معمقا وموسعا للشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية في إطار الدفع بالأولويات المشتركة قدما، وقالت المسؤولة الأمريكية أنهم يهدفون إلى تضخيم الأصوات الإفريقية بهدف التعاون في مواجهة تحديات هذا العصر، وذلك بينما تستفيد من أفضل ما تقدمه الولايات المتحدة، بما في ذلك الحوكمة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، للارتقاء بالمؤسسات والمواطنين والدول الإفريقية وتمكينهم.
منبهة إلى "أن القمة مترسخة في الاعتراف بأن إفريقيا لاعب جيوسياسي رئيسي يصقل حاضرنا وسيصقل مستقبلنا أيضا". وعلى غرار ما شدد عليه الوزير بلينكن خلال زيارته للمنطقة في وقت سابق من هذا العام، لن تصقل إفريقيا مستقبل الشعب الإفريقي فحسب، بل مستقبل العالم أيضا.
مؤكدة أن الرئيس بايدن يؤمن بأن التعاون بين الولايات المتحدة والقادة الأفارقة والمجتمع المدني والشركات والنساء والقادة الشباب أساسي للتصدي للتحديات المشتركة والاستفادة من الفرص، بما في ذلك فرص زيادة إنتاج الغذاء المستدام، وتعزيز النظم الصحية ومكافحة وباء كوفيد-19 وكذلك التحوط للأوبئة المستقبلية، والاستجابة لأزمة المناخ المتفاقمة، وبناء اقتصاد دولي قوي وشمولي وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وتعزيز القواعد والمؤسسات الديمقراطية العالمية وسيادة القانون.
مشددة على أن المساهمات والشراكات والقيادات الإفريقية أساسية لمواجهة تحديات العصر لأن القارة الإفريقية تضم إحدى المجموعات السكانية الأسرع نموا في العالم وأوسع منطقة تجارة حرة وأكثر النظم البيئية تنوعا وإحدى أكبر مجموعات التصويت الإقليمية في الأمم المتحدة. وتوفر اقتصادات القارة الديناميكية وشعوبها أساس مستقبل مشرق للقارة الإفريقية والولايات المتحدة على حد سواء.
مؤكدة على أهمية الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية من أجل تحقيق الأولويات المشتركة، سواء لناحية التعافي من الوباء وتعزيز النظم الصحية أو خلق فرص اقتصادية واسعة النطاق أو التصدي لأزمة المناخ وتوسيع نطاق الوصول للطاقة وإنعاش الديمقراطيات وتعزيز النظام الدولي الحر والمفتوح.
وقدم الرئيس بايدن زعماء ورؤساء حكومات شمال إفريقيا وجنوب الصحراء و"استثنى أربع دول، هي السودان، بوركينا فاسو، غينيا ومالي" وذلك بسبب الانقلابات العسكرية .
أجندة القمة:
وفقًا لمراقبين، تعد قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، المقرر عقدها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية للرئيس بايدن هذا العام. حيث تعتبر الفرصة الأولى لإدارته لإظهار رؤيتها بالنسبة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وسط التوتر الجيوسياسي المتزايد مع روسيا والصين، والجهود المبذولة لإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا بعد رئاسة ترامب. وهذا ما عكسه خطاب المستشارة الخاصة لبايدن.
وتأتي القمة بحسب موقع "اوول افريكا" في مرحلة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإفريقية حيث تسعى القارة إلى التعافي من جائحة فيروس كورونا العالمي وتواجه ضغوطًا اقتصادية وسياسية جديدة وسط الحرب الروسية الأوكرانية.
تستهدف قمة واشنطن مع القادة الافارقة اولويات عدة ابرزها تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا وتطورها الديمقراطي وكذلك التأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه القارة السمراء.حيث ينعقد خلال اعمال القمة منتدى القادة الشباب الأفارقة والشتات؛ منتدى المجتمع المدني؛ ومنتدى للسلام والأمن والحكم في اليوم الأول، كما ستكون هناك مناقشات حول المناخ، بالإضافة إلى الصحة".

لماذا استبعد بايدن السودان؟
استبعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السودان وثلاث دول إفريقية من قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا المقرر عقدها في الفترة من 13 – 15 ديسمبر 2022 بالعاصمة واشنطن، وادى تعليق الاتحاد الإفريقي لعضوية السودان بالمنظمة الإفريقية بعد انقلاب قاده الفريق عبد الفتاح البرهان ضد حكومة الانتقال في السودان، ادى الى حرمان السودان من المشاركة في أي قمم إفريقية حيث منع من آخر قمة إفريقية أمريكية عقدت فى يوليو المنصرم بمدينة مراكش المغربية. يبدو أن واشنطن تسعى لضغوط على رئيس مجلس السيادة البرهان إذ إنه سبق وأن شارك فى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك على الرغم من أن ذات المنظمة لم تقدم الدعوة لزعماء أفارقة بسبب انهم وصلوا لسلطة عبر انقلاب ما يعزز وقوف واشنطن بقوة خلف تلك الخطوة.
وقالت مسؤولة البيت الأبيض إن بايدن استخدم ثلاثة معايير لدعوة الحكومات الإفريقية إلى القمة، حيث دعا جميع حكومات جنوب الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا التي لم يعلقها الاتحاد الإفريقي، والدول التي تعترف بها حكومة الولايات المتحدة، والدول التي نتبادل معها السفراء".

المصالح أولًا.. تداعيات الانقلاب مستمرة
يرى الكاتب والخبير في القضايا الافريقية محمد تورشين في تقديره الى ان عدم تقديم الدعوة للبرهان امر غير مستبعد اذ ان حضور البرهان لاعمال الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا امر مرتبط بعدة مسائل وقضايا فى اطار رغبة المجتمع الدولي والغرب للحصول على اكبر حشد و حلف لدعم اوكرانيا ضد روسيا وبالتالي تلقى الجنرال دعوة المشاركة وخاصة ان الغرب يعول كثيرا على موقف السودان كنقطة للانطلاق نحو القارة الافريقية والتمركز والتاثير على الملاحة الدولية وكذلك حركة التجارة وامن الطاقة على البحر الأحمر لذلك شارك البرهان فى الاجتماع الاممي وحتى التأثير الامريكي على المشاركين لم يكن كبيرًا .
ويواصل تورشين انه ودوما وفى المشاركة المتعلقة بالقمة الافريقية اليابانية او الافريقية الصينية او قمة الاتحاد الافريقي كل هذه القمم تركز بشكل اساسي على قضايا القارة الافريقية، فان قادة الدول الكبرى تناقش مع القادة الافارقة باعتبارهم "شركاء استراتيجيين" ويضيف فى حديثه ل"السوداني " ان واشنطن ما عادت تنظر للسودان كشريك استراتيجي بسبب النظام القائم الآن على الرغم انها لم تصنفه حتى الآن بانه نظام "انقلابي"لذلك لم يتلقَ البرهان دعوة للمشاركة كأنما بايدن اراد بهذه الخطوة لفرض عزلة على الجنرال وبالتالي الضغط عليه للمضي قدما في مشروع التسوية السياسية الجارية الآن.
وعلى مستوى الراهن يتغيب البرهان عن قمة الاتحاد الافريقي الاستثنائية التي تبدأ أعمالها اليوم في النيجر.
وعلق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في المنظمة الإفريقية بعد انقلاب نفذه قائد الجيش قبل نحو عام حين استولى على السلطة، وقدمت الولايات المتحدة الدعوة لزيمبابوي لأول مرة إلا أن رئيسها لا يمكنه الحضور بسبب قيود السفر. وهذه هي القمة الثانية من نوعها في ظل إدارة بايدن، حيث استضافت القمة الافتتاحية في العام الماضي.
من جانبها اعتبرت أستاذ الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم د. تماضر الطيب ل"السوداني " ان الدعوة شملت الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقي وبما ان السودان تم تعليق عضويته منذ العام السابق لكنها تعود وتقول ان واشنطن ليست معنية بموضوع تعليق العضوية وان رفضها دعوة البرهان تقف خلفها اسباب وتساؤلات عدة.

فوائد حرب موسكو
وستكون القمة أكبر مشاركة أمريكية إفريقية في واشنطن العاصمة منذ أن استضاف الرئيس السابق باراك أوباما القادة الأفارقة في عام 2014.
وطبقاً لمراقبين فإن القمة ستستغل فرصة انشغال روسيا بحربها الأوكرانية ما يعني أن موسكو ربما لن تتمكن من استضافة نسختها المماثلة من الحدث هذه المرة اذ، تنظر الولايات المتحدة وروسيا إلى بعضهما على أنهما متنافستان في مقاربتهما لإفريقيا وقد أعطت الحرب في أوكرانيا المجال للأولى.
وقالت مسؤولة رفيعة فى البيت الأبيض مؤخرا ان التصويت الإفريقي في الجمعية العامة للأمم المتحدة موخرا بشأن الحرب في أوكرانيا كان مؤشراً على اتجاهات ومصالح القارة"، مؤكدة أن إفريقيا لاعب جيوسياسي رئيس، "لاعب يصوغ حاضرنا ويشكل مستقبلنا."

السودان خارج اطار الولايات المتحدة
ويقول وزير الخارجية السابق ابراهيم طه ايوب يقول ل"السوداني " انه من الطبيعي ان تسعى الولايات المتحدة الى تقريب سياساتها مع الدول الافريقية خاصة فى هذه الفترة التي تشهد هجمة صينية وروسية على كسب ود القارة الافريقية ودولها وشعوبها ومن البدهي ان تتجاهل حكومة الولايات المتحدة الامريكية كل الانظمة الشمولية والعسكرية فى القارة على الاقل فى سعيها لايقاف آفة الانقلابات العسكرية التي تمددت في غرب القارة وكادت ان تصيب مناطق القارة الاخرى بالعدوى كما حدث في السودان. في تقديري ان رسالة اغفال دعوة البرهان على عدم حضور اجتماعات القمة العربية الامريكية واضحة للبرهان ورهطه والمؤيدين للانقلاب العسكري والساعين الى ديمومته من القوى الاقليمية خاصة في بعض دول الجوار . ويلفت الى ان البرهان يعرف قدر نفسه ولم يدعِ يوما ان نظامه غير عسكري ونراه دوما فى بزته العسكرية ولكن المهم ان يقتنع مناصروه من قوى الردة بان النظام القائم حاليا نظام عسكري وان العالم باسره يصنفه بذلك. وفى الجانب الآخر حاول مناصرو الانقلاب العسكري تصوير ان تعيين واشنطن سفيرا لها بالخرطوم يعنى بداهة اعترافها بالنظام القائم وان قبول واشنطن دخول البرهان نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للامم المتحدة ينم عن اعتراف الولايات المتحدة بالنظام القائم بالسودان، والآن ياتي تجاهل دعوة البرهان للقمة الافريقية الامريكية نفيا لكل هذه الدعاوى، وان واشنطن تعتبر حكام السودان مثل حكام بوركينا فاسو وغينيا ومالي وكلها للاسف دول يتحكم فيها عسكريون تمردوا على حكومات منتخبة وانظمة مدنية. والرسالة المشتركة لكل هذه الدول انها تعيش خارج نطاق التاريخ وعلى شعوب هذه الدول العمل على تحقيق السلام والاستقرار واسباب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها بمعزل عن الحكومات المستبدة التي تتحكم في مصائرها. واردف ايوب "اقول بما يشبه اليقين ان الولايات المتحدة تقول لكل هذه الانظمة الفاسدة فى نفسها والمفسدة لغيرها "لا لحكم العسكر"!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.