ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    شاهد بالفيديو.. لاعبون سودانيون بقطر يغنون للفنانة هدى عربي داخل الملعب ونجم نجوم بحري يستعرض مهاراته الكروية على أنغام أغنيتها الشهيرة (الحب هدأ)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    الدردري: السودان بلدٌ مهمٌ جداً في المنطقة العربية وجزءٌ أساسيٌّ من الأمن الغذائي وسنبقى إلى جانبه    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استبعد السودان منها القمة الأمريكية الإفريقية… هل تسعى واشنطن لاستعادة نفوذها ؟!
نشر في السوداني يوم 27 - 11 - 2022

تتوقع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يصل ما يزيد عن 1000 من قادة الحكومات ورجال الأعمال الأفارقة إلى واشنطن الشهر المقبل لإجراء محادثات دبلوماسية وعقد صفقات تجارية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ووثائق مسربة بحسب موقع "ذي أفريكان ريبورت".
ومع توقع بداية أول تساقط للثلوج على واشنطن العاصمة في منتصف ديسمبر، سيحل 45 رئيس دولة إفريقية بالعاصمة الأمريكية لحضور القمة الثانية للزعماء الأمريكيين الأفارقة. وتهدف القمة التي من المقرر أن تستمر ثلاثة أيام، إلى تكثيف التجارة والاستثمار في القارة، باعتبارها لحظة حاسمة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

البحث عن فرص.. تعهدات أمريكية
عند إعلانها، قالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس إن القمة ستعرض "التزام أمريكا الدائم تجاه إفريقيا"، وستسعى إلى معالجة العوائق أمام التجارة، بما في ذلك "الوصول المحدود إلى رأس المال، والتكلفة العالية للتمويل، والإجراءات القانونية والتنظيمية.
بعد سنوات من الخطابات العدائية والاضطراب العالمي، يأمل الكثيرون أن تكون القمة فرصة لأمريكا لتضع أموالها في مكانها الصحيح. لكن القمة تنعقد وسط تحديات متعددة: مناخ اقتصادي عالمي صعب انعدام الأمن الغذائي والعسكري في إفريقيا، ارتفاع حصيلة تغير المناخ، وتراجع الصادرات بموجب قانون النمو والفرص الإفريقي الرائد في الولايات المتحدة (أغوا)، والذي يوفر لبعض البلدان وصول السلع المعفاة من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية.
وفي ظل هذه الخلفية، يتساءل بعض النقاد عما إذا كانت القمة ستظهر إنجازات جوهرية. يقول كارلوس لوبيز، الأستاذ الزائر في مدرسة نيلسون مانديلا للحوكمة العامة بجامعة كيب تاون والسكرتير التنفيذي السابق للجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة: "هذه مجرد ممارسة جيوسياسية، وتصوير فوتوغرافي".
ويشكك لوبيز في أن المحادثات المألوفة ستغير قواعد اللعبة. "أعتقد أن القمة ستحمل الكثير من هذه الوعود، لكنها لن تغير أي شيء هيكلي".
ومع ذلك، بعد الانخراط الإفريقي المحدود خلال رئاسة دونالد ترامب، الذي فشل في زيارة القارة مرة واحدة ، يمثل تجديد العلاقات الودية تحسنًا كبيرًا في اللهجة.

نقاط مضيئة.. مساحة جديدة للاستثمار والتجارة
يرى محللون أن هناك بعض التغييرات التي تتجاوز الخطابات. في بعض القضايا، كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه القارة تقدمية بلا ريب. في ذروة الوباء، دافعت الحكومة الأمريكية عن معركة القارة ضد عدم المساواة في اللقاحات من خلال دعم التنازلات عن براءات الاختراع التي كانت ستجعل تصنيع نسخ عامة من اللقاحات قانونيًا. منع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان هذه الجهود. قادت الولايات المتحدة أيضًا الجهود المبذولة لدفع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لفتح أدوات مالية للسماح للدول الإفريقية التي تعاني من ضائقة الديون بتأجيل سداد مدفوعاتها بموجب مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الديون.
ومع ذلك ، لم تشهد التجارة والمعونة والاستثمار ارتفاعًا ذا مغزى بعد. حافظت المساعدات على معدل ثابت عند حوالي 13 مليار دولار سنويًا ، لكن الصادرات الأمريكية إلى إفريقيا تراجعت على مدار العقد الماضي وانخفضت الواردات بسبب التغيرات في نمط تجارة النفط الأمريكية.
في عهد بايدن، بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى القارة 26.7 مليار دولار في عام 2021 ، بانخفاض 30٪ من أعلى مستوى بلغ 38.1 مليار دولار في عام 2014، وفقًا لوزارة التجارة الأمريكية. مع استمرار الولايات المتحدة في ضخ النفط الصخري في سعيها المستمر منذ عقد من الزمن لتحقيق "أمن الطاقة"، تضاءلت واردات النفط الخام من القارة بنسبة 26٪.

بطاقات الدعوة.. من سيحضر القمة
من جانبها أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرئيس جو بايدن قد وجه الدعوة إلى 49 من رؤساء الدول الإفريقية، إلى جانب رئيس الاتحاد الإفريقي، لحضور قمة القيادة الأمريكية الإفريقية التاريخية في واشنطن العاصمة في منتصف ديسمبر. تم الإعلان عن هذا من قبل اثنين من كبار أعضاء إدارة بايدن هاريس – كبير مستشاري مجلس الأمن القومي الأمريكي لقمة القادة الأمريكية الأفريقية، السيدة دانا بانكس ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية روبرت سكوت.
وفي إيجاز صحفي رقمي ضم صحفيين من جميع أنحاء القارة يوم الثلاثاء، قالت السيدة بانكس، وهي أيضًا المساعدة الخاصة للرئيس الأمريكي بايدن، إن القمة التي تستمر ثلاثة أيام في واشنطن ستسلط الضوء على كيفية تعزيز الولايات المتحدة والدول الإفريقية لشراكاتهم. وتطوير أولوياتهم المشتركة.
مشيرة إلى أن هذه القمة تعكس الاستراتيجية الأمريكية تجاه إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يشدد بالفعل على أهمية المنطقة الحاسمة لناحية مواجهة تحديات هذا العصر.
لافتة إلى أنها تتوقع أن تكون نتائج القمة انعكاسا معمقا وموسعا للشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية في إطار الدفع بالأولويات المشتركة قدما، وقالت المسؤولة الأمريكية أنهم يهدفون إلى تضخيم الأصوات الإفريقية بهدف التعاون في مواجهة تحديات هذا العصر، وذلك بينما تستفيد من أفضل ما تقدمه الولايات المتحدة، بما في ذلك الحوكمة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، للارتقاء بالمؤسسات والمواطنين والدول الإفريقية وتمكينهم.
منبهة إلى "أن القمة مترسخة في الاعتراف بأن إفريقيا لاعب جيوسياسي رئيسي يصقل حاضرنا وسيصقل مستقبلنا أيضا". وعلى غرار ما شدد عليه الوزير بلينكن خلال زيارته للمنطقة في وقت سابق من هذا العام، لن تصقل إفريقيا مستقبل الشعب الإفريقي فحسب، بل مستقبل العالم أيضا.
مؤكدة أن الرئيس بايدن يؤمن بأن التعاون بين الولايات المتحدة والقادة الأفارقة والمجتمع المدني والشركات والنساء والقادة الشباب أساسي للتصدي للتحديات المشتركة والاستفادة من الفرص، بما في ذلك فرص زيادة إنتاج الغذاء المستدام، وتعزيز النظم الصحية ومكافحة وباء كوفيد-19 وكذلك التحوط للأوبئة المستقبلية، والاستجابة لأزمة المناخ المتفاقمة، وبناء اقتصاد دولي قوي وشمولي وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، وتعزيز القواعد والمؤسسات الديمقراطية العالمية وسيادة القانون.
مشددة على أن المساهمات والشراكات والقيادات الإفريقية أساسية لمواجهة تحديات العصر لأن القارة الإفريقية تضم إحدى المجموعات السكانية الأسرع نموا في العالم وأوسع منطقة تجارة حرة وأكثر النظم البيئية تنوعا وإحدى أكبر مجموعات التصويت الإقليمية في الأمم المتحدة. وتوفر اقتصادات القارة الديناميكية وشعوبها أساس مستقبل مشرق للقارة الإفريقية والولايات المتحدة على حد سواء.
مؤكدة على أهمية الشراكة المتينة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية من أجل تحقيق الأولويات المشتركة، سواء لناحية التعافي من الوباء وتعزيز النظم الصحية أو خلق فرص اقتصادية واسعة النطاق أو التصدي لأزمة المناخ وتوسيع نطاق الوصول للطاقة وإنعاش الديمقراطيات وتعزيز النظام الدولي الحر والمفتوح.
وقدم الرئيس بايدن زعماء ورؤساء حكومات شمال إفريقيا وجنوب الصحراء و"استثنى أربع دول، هي السودان، بوركينا فاسو، غينيا ومالي" وذلك بسبب الانقلابات العسكرية .
أجندة القمة:
وفقًا لمراقبين، تعد قمة قادة الولايات المتحدة وأفريقيا، المقرر عقدها في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر، واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية للرئيس بايدن هذا العام. حيث تعتبر الفرصة الأولى لإدارته لإظهار رؤيتها بالنسبة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وسط التوتر الجيوسياسي المتزايد مع روسيا والصين، والجهود المبذولة لإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا بعد رئاسة ترامب. وهذا ما عكسه خطاب المستشارة الخاصة لبايدن.
وتأتي القمة بحسب موقع "اوول افريكا" في مرحلة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإفريقية حيث تسعى القارة إلى التعافي من جائحة فيروس كورونا العالمي وتواجه ضغوطًا اقتصادية وسياسية جديدة وسط الحرب الروسية الأوكرانية.
تستهدف قمة واشنطن مع القادة الافارقة اولويات عدة ابرزها تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، فرصة لتعزيز تركيز إدارة بايدن على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا وتطورها الديمقراطي وكذلك التأكيد على التزام الولايات المتحدة تجاه القارة السمراء.حيث ينعقد خلال اعمال القمة منتدى القادة الشباب الأفارقة والشتات؛ منتدى المجتمع المدني؛ ومنتدى للسلام والأمن والحكم في اليوم الأول، كما ستكون هناك مناقشات حول المناخ، بالإضافة إلى الصحة".

لماذا استبعد بايدن السودان؟
استبعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السودان وثلاث دول إفريقية من قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا المقرر عقدها في الفترة من 13 – 15 ديسمبر 2022 بالعاصمة واشنطن، وادى تعليق الاتحاد الإفريقي لعضوية السودان بالمنظمة الإفريقية بعد انقلاب قاده الفريق عبد الفتاح البرهان ضد حكومة الانتقال في السودان، ادى الى حرمان السودان من المشاركة في أي قمم إفريقية حيث منع من آخر قمة إفريقية أمريكية عقدت فى يوليو المنصرم بمدينة مراكش المغربية. يبدو أن واشنطن تسعى لضغوط على رئيس مجلس السيادة البرهان إذ إنه سبق وأن شارك فى اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة فى نيويورك على الرغم من أن ذات المنظمة لم تقدم الدعوة لزعماء أفارقة بسبب انهم وصلوا لسلطة عبر انقلاب ما يعزز وقوف واشنطن بقوة خلف تلك الخطوة.
وقالت مسؤولة البيت الأبيض إن بايدن استخدم ثلاثة معايير لدعوة الحكومات الإفريقية إلى القمة، حيث دعا جميع حكومات جنوب الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا التي لم يعلقها الاتحاد الإفريقي، والدول التي تعترف بها حكومة الولايات المتحدة، والدول التي نتبادل معها السفراء".

المصالح أولًا.. تداعيات الانقلاب مستمرة
يرى الكاتب والخبير في القضايا الافريقية محمد تورشين في تقديره الى ان عدم تقديم الدعوة للبرهان امر غير مستبعد اذ ان حضور البرهان لاعمال الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا امر مرتبط بعدة مسائل وقضايا فى اطار رغبة المجتمع الدولي والغرب للحصول على اكبر حشد و حلف لدعم اوكرانيا ضد روسيا وبالتالي تلقى الجنرال دعوة المشاركة وخاصة ان الغرب يعول كثيرا على موقف السودان كنقطة للانطلاق نحو القارة الافريقية والتمركز والتاثير على الملاحة الدولية وكذلك حركة التجارة وامن الطاقة على البحر الأحمر لذلك شارك البرهان فى الاجتماع الاممي وحتى التأثير الامريكي على المشاركين لم يكن كبيرًا .
ويواصل تورشين انه ودوما وفى المشاركة المتعلقة بالقمة الافريقية اليابانية او الافريقية الصينية او قمة الاتحاد الافريقي كل هذه القمم تركز بشكل اساسي على قضايا القارة الافريقية، فان قادة الدول الكبرى تناقش مع القادة الافارقة باعتبارهم "شركاء استراتيجيين" ويضيف فى حديثه ل"السوداني " ان واشنطن ما عادت تنظر للسودان كشريك استراتيجي بسبب النظام القائم الآن على الرغم انها لم تصنفه حتى الآن بانه نظام "انقلابي"لذلك لم يتلقَ البرهان دعوة للمشاركة كأنما بايدن اراد بهذه الخطوة لفرض عزلة على الجنرال وبالتالي الضغط عليه للمضي قدما في مشروع التسوية السياسية الجارية الآن.
وعلى مستوى الراهن يتغيب البرهان عن قمة الاتحاد الافريقي الاستثنائية التي تبدأ أعمالها اليوم في النيجر.
وعلق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في المنظمة الإفريقية بعد انقلاب نفذه قائد الجيش قبل نحو عام حين استولى على السلطة، وقدمت الولايات المتحدة الدعوة لزيمبابوي لأول مرة إلا أن رئيسها لا يمكنه الحضور بسبب قيود السفر. وهذه هي القمة الثانية من نوعها في ظل إدارة بايدن، حيث استضافت القمة الافتتاحية في العام الماضي.
من جانبها اعتبرت أستاذ الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم د. تماضر الطيب ل"السوداني " ان الدعوة شملت الدول الاعضاء فى الاتحاد الافريقي وبما ان السودان تم تعليق عضويته منذ العام السابق لكنها تعود وتقول ان واشنطن ليست معنية بموضوع تعليق العضوية وان رفضها دعوة البرهان تقف خلفها اسباب وتساؤلات عدة.

فوائد حرب موسكو
وستكون القمة أكبر مشاركة أمريكية إفريقية في واشنطن العاصمة منذ أن استضاف الرئيس السابق باراك أوباما القادة الأفارقة في عام 2014.
وطبقاً لمراقبين فإن القمة ستستغل فرصة انشغال روسيا بحربها الأوكرانية ما يعني أن موسكو ربما لن تتمكن من استضافة نسختها المماثلة من الحدث هذه المرة اذ، تنظر الولايات المتحدة وروسيا إلى بعضهما على أنهما متنافستان في مقاربتهما لإفريقيا وقد أعطت الحرب في أوكرانيا المجال للأولى.
وقالت مسؤولة رفيعة فى البيت الأبيض مؤخرا ان التصويت الإفريقي في الجمعية العامة للأمم المتحدة موخرا بشأن الحرب في أوكرانيا كان مؤشراً على اتجاهات ومصالح القارة"، مؤكدة أن إفريقيا لاعب جيوسياسي رئيس، "لاعب يصوغ حاضرنا ويشكل مستقبلنا."

السودان خارج اطار الولايات المتحدة
ويقول وزير الخارجية السابق ابراهيم طه ايوب يقول ل"السوداني " انه من الطبيعي ان تسعى الولايات المتحدة الى تقريب سياساتها مع الدول الافريقية خاصة فى هذه الفترة التي تشهد هجمة صينية وروسية على كسب ود القارة الافريقية ودولها وشعوبها ومن البدهي ان تتجاهل حكومة الولايات المتحدة الامريكية كل الانظمة الشمولية والعسكرية فى القارة على الاقل فى سعيها لايقاف آفة الانقلابات العسكرية التي تمددت في غرب القارة وكادت ان تصيب مناطق القارة الاخرى بالعدوى كما حدث في السودان. في تقديري ان رسالة اغفال دعوة البرهان على عدم حضور اجتماعات القمة العربية الامريكية واضحة للبرهان ورهطه والمؤيدين للانقلاب العسكري والساعين الى ديمومته من القوى الاقليمية خاصة في بعض دول الجوار . ويلفت الى ان البرهان يعرف قدر نفسه ولم يدعِ يوما ان نظامه غير عسكري ونراه دوما فى بزته العسكرية ولكن المهم ان يقتنع مناصروه من قوى الردة بان النظام القائم حاليا نظام عسكري وان العالم باسره يصنفه بذلك. وفى الجانب الآخر حاول مناصرو الانقلاب العسكري تصوير ان تعيين واشنطن سفيرا لها بالخرطوم يعنى بداهة اعترافها بالنظام القائم وان قبول واشنطن دخول البرهان نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للامم المتحدة ينم عن اعتراف الولايات المتحدة بالنظام القائم بالسودان، والآن ياتي تجاهل دعوة البرهان للقمة الافريقية الامريكية نفيا لكل هذه الدعاوى، وان واشنطن تعتبر حكام السودان مثل حكام بوركينا فاسو وغينيا ومالي وكلها للاسف دول يتحكم فيها عسكريون تمردوا على حكومات منتخبة وانظمة مدنية. والرسالة المشتركة لكل هذه الدول انها تعيش خارج نطاق التاريخ وعلى شعوب هذه الدول العمل على تحقيق السلام والاستقرار واسباب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها بمعزل عن الحكومات المستبدة التي تتحكم في مصائرها. واردف ايوب "اقول بما يشبه اليقين ان الولايات المتحدة تقول لكل هذه الانظمة الفاسدة فى نفسها والمفسدة لغيرها "لا لحكم العسكر"!!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.