صارت قصة مالك الشيطان حديث جميع مواطنى المنطقة حتى المارة كانوا يتناولون القصة وروى بعض المواطنين ل(السوداني) بان الرجل الذى ادعى ملكيته للجان من ابناء جنوب السودان ذو بشرة قمحية فاقعة يعمل كمضيف باحدى شركات النقل التى تجوب اساطيلها بقاع الارض واسترسل الراوى قائلاً بان الرجل المذكور ذهب فى بعض رواياته المشكوك فى صحتها بانه امتلك الجنى منذ عدة اعوام عندما كان مريضاً وذهب به الى (الكجورى) وهو شيخ الكجور عندهم بمناطق الجنوب وهنالك أكد له بان لديه ماردا وحينها إنبرى له المارد وطلب منه ان يقتل والدته ويأتيه بقلبها فذهب الى حيث تنام والدته وقام بذبحها دون رحمة وانتزع قلبها من صدرها وقدمه للشيطان فكان ان صار ذلك الجنى عبداً له وينفذ له كل طلباته. من جهته يري المهتمون بالعلوم الباطنية وظواهر ما وراء الطبيعة بيع أو وهب النفس للشيطان فكرة قديمة متجذرة في الدين، وتتفق الأديان السماوية على أن الشيطان تجسيد لفكرة التكبر لأنه تمرد وعصى أوامر الله، وبالتالي يجد في نفسه شأناً عالياً يفترض فيه أن يعامله البشر كإله ، تلك المعاملة التي تشمل أداء الصلاة أو التوسل إليه لتحقيق رغباتهم أو حتى بذل الأضاحي على شرفه وكذلك في فعل كل ما يغضب الله ، ومن أجل أن يكسب الشيطان أتباع له من البشر يحاول إغواءهم بتحقيق أمانيهم في المعرفة والشهرة والنفوذ والمال وهناك العديد من القصص التي تتحدث عن ظهوره لبعض البشر وعن عقد بينهم وبينه. ويقول استاذ علم الباراسيكولوجى بجامعة افريقيا د. محمد صلاح بان على الباراسيكولوجى يدرس الاشياء الخارقة للعادة ممثلة فى السحر والجان والتخاطر والظواهر غير الطبيعية، مؤكداً ل(السوداني) ان المرجعية الاساسية فى دراسة علم الجان هى الكتب السماوية، مشيراً الى ان الانجيل تناول أمر الجان وكذلك التوراة الا ان القرآن الكريم قد جاء بمفاهيم تدحض كافة الشائعات وتوضح الحقائق وتصحح الكثير من المعلومات الواردة حيث تأتى نظريتنا فى علم البارسيكولوجى بناء مع مايتوافق مع الشريعة الاسلامية ويرى د. صلاح بان الجان موجود ونؤمن به وفق ماجاء فى القرآن مؤكداً بان الفقهاء اجمعوا على ان من يدعى التخاطب مع الجان او امتلاكه فقد عقله لاسيما وان الجن عالم حجبه الله تعالى عن البشر. وحول الشائعات التى انتشرت فى وقت من الزمان حول وقوع حوادث سرقات عن طريق السحر فقد ذهب د.صلاح الى ان السحر هو نوع من انواع تضليل الحواس حسب قوله تعالى :( فخيل لهم من سحرهم انها تسعى) حسب ماجاء عن قصة سيدنا موسى عليه السلام وقال ان السحر استخدمه البعض فى عمليات الشراء حينما يقومون بتقديم ورق عادي يراه البائع بانه نقود ويشترون مايريدون ولكن يكتشف البائع انه وقع فى فخ السحر عقب انصراف الساحر ووقتها يراه ورقا ابيض عاديا وليس نقودا وقطع صلاح بان الجن لايسرق لانه محدود الامكانية والتصرف ورأى بان الانسان ربما يستفيد من الجان ولكن عقب تقديم تنازلات ، ونوه د. صلاح بان هنالك ابتلاء من المولى عز وجل لعباده الذين يعتقدون فى غير الله واختتم حديثه مؤكداً بانه من ناحية علمية لاعلاقة للجن بما يحدث من فروقات فى خزائن البنوك والصرافات وبيوت الاموال ولكن من ناحية نظرية ربما تكون هنالك علاقة وحتى الان لم تثبت مثل تلك الحوادث علمياً.