اتهم رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس، القوى السياسية، بتدبير الانقلابات العسكرية من خلال العمل وسط عناصرها بهدف الاستيلاء على السلطة. وقال البرهان في خطاب جماهيري، رصده «سودان تربيون» بمنطقة أم سيالة، بشمال كردفان: "الجيش ما بيعمل انقلابات، الانقلابات بيعملوها السياسيون". وشدد البرهان على أن خروج الجيش من المشهد السياسي، رهين بتوقف الساسة عن العمل والاستقطاب في وسط عناصره. وأضاف: "الجيش ما بيمرق من السياسة إلّا السياسيين يبعدو عنو". وجدد تعهدات الجيش بمخرجات الاتفاق الإطاري والعملية السياسية الجارية، وعلى رأسها العودة إلى الثكنات، وتمرير السلطة للمدنيين، جازماً بوقوفهم على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وطالب البرهان بعملية فرز بين السياسي والعسكري، من خلال توقف العسكر عن الحديث في الشأن السياسي، بالتوازي مع إجراء ترتبيات أمنية، تحول دون امتلاك الأحزاب لأذرع عسكرية، واحتكار العنف في أيدي القوات النظامية، ما يمكن الجيش من التفرغ لحماية الدستور والبلاد. ووصف القوات المسلحة بأنها صمام أمان السودان، متعهداً ببذل روحه قرباناً لتماسك الجيش، والحيلولة دون المساس باستقراره. وفي سياق متصل، أهاب البرهان بالقوى السياسية باستصحاب الجميع في العملية السياسية الهادفة لنزع فتيل الأزمة المستمرة لقرابة عام ونصف. وقال: "ما دايرين انتقال فيه تنازع، فيه تشظي، فيه تشرذم". ونبّه إلى أن الكرة حالياً في ملعب السياسيين، للعمل على استقرار البلاد، من خلال الاستماع للآخرين. وحذر من انهيار عملية الانتقال في حال إصرار بعض الأطراف على التمسك بالسلطة دوناً عن الباقين. وزاد: "والله هذا المسار إذا لم يستصحب القوى الرئيسة، وكل السودانيين سيتعثر قريباً ولن يستطيع أن يمضي"، وتابع: "هذه العملية السياسية إذا مشت مبتورة وعرجاء ستتعثر وتسقط ولن تمضي إلى الأمام". ووصلت العملية السياسية إلى مراحلها النهائية، بوضع مصفوفة تتضمن توقيع الإعلان الدستوري في 6 أبريل المقبل، وتشكيل الحكومة المدنية في 11 من الشهر ذاته. وفي سياق منفصل، حثَّ البرهان أهالي دار حامد، بإعلاء قيم التعايش، ونبذ الروح القبلية. وقال إن على الإدارات الأهلية بخبراتها الموروثة والممتدة، الاضطلاع بدورها في رتق النسيج الاجتماعي، واحتواء الصراعات القبلية من خلال لجان للتدخل والاحتواء السريع. ووعد بتشغيل الدوانكي (مضخات مياه) بالطاقة الشمسية، وتوفير سيارات إسعاف لنقل المرضى، وتشييد طريق أسفلتي لربط المنطقة بحواضر الولاية، فضلاً عن حل مشكلات إجلاس التلاميذ.