(القرقريبة)...من السعف ل(كروت الشحن)..! الخرطوم : يوسف دوكة في ظل التطور التكنلوجي، تغيرت الكثير من الأشياء التي كانت تشكل ملامح البيت السوداني، بعضها اختفى، والبعض الآخر ظهرت له بدائل مثل (القرقريبة) التي كانت تصنع من السعف وتستعمل في عملية (العواسة)، تلك (القرقريبة) التى أعادتها فرقة عقد الجلاد للظهور عبر أغنية (ست البيت) التي صاغ كلماتها الشاعر محجوب شريف، والتي تقول في أحد مقاطعها (ست الكسرة... أحب القرقريبة قريبة...في أيدك فراشة تدور)، ولكن اليوم لم تكن القرقريبة فراشة تدور في يد (ست البيت)، حتى شكلها لم يعد كالسابق بعد أن تم تحديثها لتحتوي على مواد جديدة ومتطورة أقلها (الاسكراتشات) التي صارت اليوم المادة المكونة الرئيسية للقرقريبة...! كروت عواسة: في البداية تقول الحاجة آمنة أحمد:(القرقريبة في الفترة الأخيرة أصبحت غير متوفرة في الأسواق عكس زمان، لذلك قررت أن أستعين ببدائل تحل محلها للعواسة، بعدها قالت لي جارتي في الحي أنها (تعوس) بكروت الشحن بعدها اتجهت للعمل بالكروت، وأضافت أن الكروت متوفرة في الشارع والمنزل وفي رأيها أن كروت الشحن مريحة نسبة لسهولة الحصول عليها حتى أصبحت تلك الكروت نطلق عليها (كروت العواسة). ما بخليها أبداً: وفي ذات السياق ترى أمينة علي ربة منزل أن القرقريبة لا تستطيع أن تقوم باستبدالها لأنها منذ نعومة أظافرها تعلمت بها طريقة العواسة من جدتها، ولكن كثيراً من النساء في الفترة الأخيرة أصبحن (يعوسن) بكروت الشحن وتلك الكروت في رأيي تسبب كثيراً من الأمراض لأنها مصنعة من البلاستيك وأضافت مبتسمة : (القرقريبة ما بنخليها إلا نخلي العواسة ودي مستحيلة). ربنا يستر: (ياولدي القرقريبة دي كانت زماااان)...هكذا ابتدرت الحاجة خديجة عثمان حديثها وبعدها أضافت : (هي بقت علي القرقريبة وحدها الاتغيرت... في حاجات كتيرة اتغيرت في (التكل السوداني) وهو الآن يسمى المطبخ و(اللديات) اتغيرت، وحل محلها البوتجاز، وهذا شيء طبيعي أن تتغير القرقريبة، وتأتي محلها كروت الشحن، ولكن برغم التغيير يجب أن يكون للأفضل والتحول الذي حدث للقرقريبة هو تطور سيئ، لأن البديل سيئ وهو كروت الشحن التي تسبب الكثير من الأمراض.