120 ضيفا هم عداد من قدموا للسودان من أنحاء العالم لمؤتمر الحركة الإسلامية الثامن ومنهم ضيوف الربيع العربي (الإسلامي) المشهورون. لقد أكد هذا بما لا يدع مجالا للشك أن السودان غير معزول دوليا بل هو مرتبط بأخطر أنواع الارتباطات وهي (الآيدولوجية) التي لا تحدها جغرافيا ولا حدود سياسية. اتضح أن عشاق التجربة السودانية (حتى بعد انشقاق الرابع من رمضان) لم ينقصوا ولا شخصا واحدا ... ولم يفكر أحد منهم ولو من باب مجاملة الترابي أن يتقاعس عن تلبية دعوة السودان. اتضح أن عشاق السودان والتجربة السودانية ... كل الإسلاميين ...ليس فقط جماهير الربيع ... أي شخص ينتمي للفكر الإسلامي ويؤمن بالصحوة يقف مع السودان ... لو كان في أوربا وأمريكا ... لو كان في فلسطين ... ولو كان من ضمن عرب 48 ويحمل جواز سفر إسرائيليا ويتقاضى راتبه بالشيكل ... جماهير السودان وعشاقه في (تلافيف التلافيف) وداخل الاعماق حتى ولو قصفت إسرائيل اليرموك حتى ولو ساندت بعض الدوائر الأمريكية (الجبهة الثورية)..! من جهة أخرى ... يبدو أن هذه الجماهير الكاسحة والرموز الكبيرة غنوشي ومرشد الإخوان وأمير الجماعة في باكستان ورؤوس الحركات الإسلامية في كل مكان لم يختزلوا المشروع الإسلامي في السودان في (شخص الترابي) هذا لأسباب متعددة: 1- الترابي يقف مع (العدل والمساواة) وقد كانت من ألد خصوم الربيع العربي (الإسلامي) وهي التي تحالفت مع القذافي وأراقت دماء الثوار في الوقت الذي أسعفهم فيه الرئيس عمر البشير الذي يجتهد الترابي في تشويه سمعته بالأسلحة .... وهي الأسلحة التي حررت مدينة الكفرة الليبية وساهمت في بقية المدن الأخرى ... ولكن اسلحة الترابي السياسية كانت تقاتل الجيش السوداني الذي تعتبره جماهير ... شقيقا للثوار بينما حركة العدل والمساواة ... في عداد عملاء الطاغوت القذافي ..! 2- الترابي ... تتوافق مواقفه مع الغرب الأمريكي في ضرورة إسقاط البشير ... يتحدث الترابي أحيانا عن الجنائية بعين الرضا وعن البشير بعين السخط والاستهتار وبين هذا وذاك ضحكة الشيخ المعهودة وابتسامته التي يفسرها المشاهدون من ثوار الربيع العربي أنه سعيد جدا بكل ما يضر السودان ويستهدف استقراراه ... وانه لا يمانع من القبض على رئيس بلاده! و(هبة السماء كما كان يقول) الأمر الذي لا يوافقه فيه حتى محمد إبراهيم نقد زعيم الحزب الشيوعي السوداني ... ولا الفنان محمد وردي الذي كان يغني (سلم مفاتيح البلد وما بتسلم) ... ولا الميرغني ولا كل الشعب السوداني ... ولا حتى المتشردين في مجاري الخرطوم يوافقون على (قصة الجنائية) ... لقد اختلق الترابي جفوة بينه وبين جماهير الربيع العربي (الإسلامي) وهو المسئول عن تعديل مواقفه وإيجاد معادلة سياسية في معارضة النظام دون التوافق مع الدول الغربية ... اين عبقرية الشيخ في هذا الأمر؟ ... أم أن المرارات عطلت تفكيره وشلت اجتهاداته؟ 3- الترابي (السياسي) خطط للإنقلاب على الديموقراطية ووصل للسلطة وأراد نزعها من البشير ومواصلة المشوار منفردا (بالتوالي) وبمخترعاته العجيبة التي تتقاطع بين الشمولية والديمقراطية أما الترابي (المفكر) فيؤمن بالحريات ولديه مؤلفات عنها ... ولذلك وضعت لجنة الإعلام بوسترا للترابي المفكر ... وعرضت مؤلفاته القيمة ... هذا ما رآه الغنوشي وزعماء الربيع العربي (الإسلامي) ولذلك لم يكترثوا للرسالة التي رغب الترابي في توزيعها ولا في دعوته في مقاطعة المؤتمر ... لأنها صادرة من الترابي السياسي الذي يطلب السلطة لنفسه لا المفكر الذي يطلبها للتوجه الإسلامي ..!