تراجع أسعار المحاصيل ببورصة القضارف عزاها البعض إلى قلة الوارد بينما اتهم البعض الآخر أيادٍ خفية تحدد الأسعار دون أسباب منطقية بالتنسيق فيما بينها مع تذبذب وعدم الثبات. واعتبر عضو المجلس التشريعي بولاية القضارف المزارع وليد حسن في حديثه ل(السوداني) أمس، أنه لا يوجد أي اتفاق بين التجار والشركات المشترية داخل بورصة أسواق المحاصيل، وأضاف: شهدت أسعار السمسم استقرارا واضحا بصورة كبيرة منذ فتح البورصة حيث تراوحت أسعاره ما بين 4200 إلى 3800 جنيه، مؤكدا أنه بحسب المعلومات فإن الأسعار المحلية أكثر من أسعار الصادر، بجانب وجود أسباب أُخرى، وهي أن كثيرا من رؤوس الأموال في البنوك حاولت عكست رصيدها سلعة وليس رصيدا (سيولة) في البنك، واصفاً ضعف الوارد داخل البورصة بالطبيعي جداً في هذه الفترة. ولفت وليد إلى أنه من المعروف أن الوارد يقل تدريجياً من منتصف ديسمبر وحتى منتصف فبراير بجانب وجود كميات في أيدي بعض كبار وصغار المزارعين لجهة أنهم لا يبيعون إنتاجهم إلا لمقابلة الخريف في شهري يونيو ويوليو؛ داعياً الجهات المختصة إلى وضع معالجات استثنائية محفزة للمصدرين للسلع الزراعية حتى لا يصيبها ركود يؤثر في الزراعة الموسم القادم، مطالباً الجهات المستفيدة من عوائد الصادر من المنتجات الزراعية بأن تكون المدخلات الزراعية بأسعار تتناسب مع حصائل الصادر وفق الآلية المعلنة. جهات خفية من جانبه كشف عضو اللجنة الزراعية بولاية القضارف المزارع حسن زروق في حديثه ل(السوداني) أمس، عن وجود جهات لم يسمها تتحكم في السوق وتحدد أسعار المحاصيل بالتنسيق فيما بينها، مشيراً إلى عدم ثبات أسعار المحاصيل بولاية القضارف، قاطعا بأن أسعار المحاصيل غير خاضعة للعرض والطلب بل توجد جهات تحدد الأسعار حسب حاجتها وهذه الجهات تتحكم في السوق، مشيراً إلى ثبات أسعار السمسم وعدم ثبات أسعار الذرة، وأضاف: بلغ سعر أردب الذرة 1650 جنيها بدلاً عن 1950 جنيها. ذات الأمر أكده رئيس اتحاد الزراعة الآلية السابق بولاية القضارف المزارع أحمد أبشر في حديثه ل(السوداني) أمس، متهما جهات غير معلومة تعمل بالتنسيق فيما بينها لتحديد أسعار للمحاصيل، لافتاً إلى أن أسعار المحاصيل عموماً تشهد تراجعاً دون أسباب منطقية، وأضاف: الحصاد اكتمل بنسبة 60 – 70% والمتبقي حوالي 30% وبالتالي المفترض أن تزيد أسعار المحاصيل ولكن حدث العكس فيها، مشيراً إلى أن المحاصيل غير قابلة للعرض والطلب كبقية السلع الأخرى، وأن الذي يحدث حالياً هبوط في الأسعار من غير أسباب منطقية، لافتاً إلى وجود جهات غير معلومة تعمل في شراء المحاصيل بسهولة بالتنسيق فيما بينها مما يسبب عدم التنافس. اتفاق غير واضح وأرجع المزارع حمزة عبد القادر عبد المحسن في حديثه ل(السوداني) أمس، الموقف الماثل إلى وجود اتفاق غير واضح من جهات غير معلومة تتسبب في عدم ثبات أسعار المحاصيل، مشيراً إلى ضعف إنتاج الذرة بسبب التكلفة العالية وعدم توفر العمالة والسيولة، بجانب مساهمة البنك الزراعي في انخفاض أسعار الذرة لجهة أنه لم يزد سعر السلم، وأضاف: "أسعار الذرة لا تتناسب مع التكلفة ومع المحاصيل الأخرى، لجهة أن هناك زيادة مقدرة للمحاصيل كافة". وأكد حمزة أن أي زيادة للسعر من البنك الزراعي قد تحرك أسعار السوق ومن المفترض أن يزيد سعر الذرة أسوة بالمحاصيل الأخرى، مؤكداً ثبات أسعار السمسم، عازياً ضعف الوارد بسبب التخزين من بعض المزارعين. الاتفاق بين التجار أو الجهات نفاه المزارع معاوية عثمان الزين في حديثه ل(السوداني) أمس، مشيراً إلى أن السبب الرئيسي لتدني أسعار المحاصيل انعدام السيولة وقت الذروة لجهة دخول المحاصيل من أول يناير وحتى آخره، مشيراً إلى أن هناك مزارعين يريدون سداد التزاماتهم، بجانب أن الكمية الكبيرة الواردة للسوق قد تكون واحدة من أسباب تدني الأسعار، مؤكدا تراجع وارد السمسم بسبب أن معظم المزارعين أخذوا كفايتهم أو انتهاء المحاصيل، كاشفاً عن ضعف إنتاجية السمسم في المناطق الجنوبية والشرقية بسبب غزارة الأمطار والآفات خصوصاً منطقة الفشقة، مستبعداً وجود أيادٍ خفية وراء تراجع الأسعار عازياً جهات مختصة وراء ضعف سعر الذرة لجهة إلزام المزارعين بالسداد. بنك السودان هو السبب ويرى المزارع فيصل عبد اللطيف في حديثه ل(السوداني) أمس، أن تذبذب أسعار المحاصيل ليس للتآمر من جهات، وإنما لأن المصدرين يعملون وفق منشور بنك السودان بتحديد الدولار حسب سعر الآلية بجانب أن حصائل الصادر تعود إلى بنك السودان، مشيراً إلى أن المصدرين يعملون لمصلحتهم وهذا ليس مخالفا، لجهة أنهم يعملون حسب السعر العالمي وفي حال حدوث زيادة في سعر الدولار يتأثرون به تلقائياً. وأشار رئيس شعبة مصدري الحبوب الزيتية محمد عباس في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن المصدر يحكمه سعر الدولار الذي تحدده الآلية وبالتالي عليه أن يشتري محاصيل بما يوازي سعر الآلية، وأضاف: هذا السعر فرضته الآلية وعلى المزارع الالتزام بسعر التكلفة زائدا أرباحه حتى يترك للمصدر مواكبة الأسعار العالمية، نافياً وجود أيادٍ تتحكم في أسعار المحاصيل، مشدداً على عدم وجودها.