في بداية المؤتمر الصحفي ترحمت وزارة الصحة على قتلى الاحتجاجات لكن الحديث عن زميلهم د.بابكر عبد الحميد أخذ جزءاً كبيراً حتى أن مدير مشرحة الأكاديمي طارق عسكر حاول أن يتحدث فتقف غصة في حلقه يقف قليلاً ثم يواصل حديثه بأن هيئة الطب العدلي تم انشاؤها بالخرطوم قبل 3 سنوات بمرسوم ولائي ولديها (3) مشارح في مستشفى أمدرمان، مشرحة مستشفى بشائر، المستشفى الأكاديمي، مشيراً إلى وجود (11) استشاري طب شرعي يعملون بتلك المشارح. تقارير التشريح مديرعام هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة بالخرطوم د.هشام زين العابدين، كشف عن أن مشارح ولاية الخرطوم استقبلت (9) حالات في الاحتجاجات جميعها بعيار ناري، منها (3) حالات من ولايات أخرى كانوا يتلقون العلاج بالخرطوم وحدثت وفاتهم وتم تشريحهم، بالإضافة الى استقبال (3) حالات من شارع الأربعين تم تشريح (2) منهم بمشرحة أمدرمان والثالثة بمشرحة بشائر. زين العابدين أكد أن مشرحة الأكاديمي استقبلت (3) جثمانين منهم (2) من أحداث بري والثالث أصيب في يوم 25 ديسمبر الماضي بالسوق العربي، مشيراً إلى أن الهيئة تقوم بتطوير المشارح والطب العدلي السريري، لافتاً إلى أن المشارح تستقبل الحالات بشهادة وفاة أو أورنيك (8) لمعرفة سبب الوفاة . فيما أكد مدير مشرحة مستشفى الأكاديمي د. طارق عساكر أن المشرحة استقبلت عدد (4) حالات جميعها بطلق ناري، مشيراً لاستقبالها حالة من ولاية القضارف وحالة من السوق العربي و(2) حالة يوم الخميس الماضي بعد الاحتجاجات التي شهدتها منطقة بري. إصابة د.بابكرعبد الحميد مدير مشرحة الأكاديمي أكد أن جثمان د.بابكر وصل إلى المشرحة يوم الخميس الماضي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً مصاباً بطلق ناري، كاشفاً عن تشريحه للجثمان بنفسه بمعية اختصاصي الطب الشرعي د. محجوب بابكر، مؤكداً أنه في العادة وأثناء تشريح الجثمان لا يكون معنا أي شخص، واستدرك: لكن في الاحتجاجات ومنعاً للشك والظن تعمدنا أن يكون معنا أهل القتيل خاصة إذا كانوا (ناس رسميين) أو أطباء كما في حالة د.بابكر حيث حضر التشريح اختصاصي جراحة القلب مستر كمال خوجلي الذي كان يعمل معه د.بابكر وعدد من نواب اختصاصيين بطلب منهم بالإضافة إلى زملاء القتيل . وقال (نحن بنخاف الله ونعمل بما يرضي ضميرنا ولا توجد جهة تملي علينا رأيها، ونكتب التقرير حسب الحالة ومافي زول بقول لينا اعملوا). تفاصيل تشريح الجثمان من جانبه أكد اختصاصي الطب الشرعي د.محجوب بابكر أن نتائج التشريح أوضحت أن د.بابكر مصاب بطلق ناري من الخلف من بعد (4-10) أمتار، وتم العثور على مدخل فقط للطلق الناري بجسده ولم يتم العثورعلى مخرج، ودلل على ذلك بوجود أجزاء من الطلق الناري مستقرة داخل جسده. مشيراً إلى أن إطلاق النار من الخلف أحدث إصابة في الفصل السفلي من الرئة وأحدث تهتكاً ونزيفاً، لافتاً إلى أن إطلاق النار كان من مسافة بعيدة، مؤكداً وجود أجسام معدنية شبه دائرية قطرها (نص في نص سنتميتر) تم تحريزها وتسليمها للأدلة الجنائية لمعرفة نوع السلاح المستخدم تجاه القتيل، وأضاف: وجدنا أن مدخل الطلقات النارية عبارة عن جرح به فقد في النسيج، وأضاف: التشريح مصور ب(الفيديو) منذ بداية التشريح وحتى نهايته، وحضره عدد كبير من الأطباء حتى يكون الأمر واضحاً لا لبس فيه، لافتاً إلى أن وفاة د.بابكر كان فيها كلام كثير بمواقع التواصل الاجتماعي لذا لا بد من توضيح الحقيقة. لا يتم تسلم التقرير أكد د.محجوب أن تقارير التشريح لا يمكن تسريبها لأي شخص، وقال إن التقارير تتم معاملتها معاملة واحدة إذا توفى الشخص في حادث مروري أو بطلق ناري، ويتم تسليمها من المشرحة عن طريق مندوب قسم الشرطة، ومن ثم إلى وكيل النيابة، وقال (لكن لما تكون في أحداث مثل الاحتجاجات يصر الناس على استلام التقرير)، مشيراً إلى أن أهل المتوفي يمكن أن يتحصلوا على نسخة من التقرير لكن عن طريق المحامي الذي يدافع عن قضيتهم، مؤكداً أنه من حق المحامي أن يطالب النيابة بنسخة من تقرير التشريح، وبعد أن يستلمه يمكن أن يطلع عليه أهل المتوفي، وأضاف: الطبيب الشرعي يحتفظ بالنسخة الأصلية من التقرير منعاً لحدوث أي تغيير فيه وحفاظاً لحق المتوفي، كما أنه يمثل حماية للطبيب الشرعي. ماذا قالت وزارة الصحة؟ مدير عام وزارة الصحة بابكر محمد علي أكد أن وزارة الصحة درجت منذ بداية الاحتجاجات على تقديم نشرة أو مشهد يومي حسب ما يرد من مؤسساتها من حالات إصابات، وأضاف لكن اليوم رأينا أن نتوسع أكثر ونقدم المشهد للمؤسسات الإعلامية المختلفة عبر المؤتمر الصحفي، مؤكداً ورود حالات الوفيات إلى مستشفيات الوزارة بالخرطوم وأنه تم استقبالها في المشارح بواسطة هيئة الطب العدلي ولدينا تقارير بواسطة مستشارين أشرفوا على تلك الحالات، منوهاً إلى أنها (6) حالات وفيات، منها (3) حالات من شارع الأربعين وحالة من السوق العربي توفي بعد أيام من وصوله المستشفى، وحالتان في الاحتجاجات الأخيرة بمنطقة بري، ومن بينها حالة الدكتور بابكر عبدالحميد الذي يعمل بمستشفى أحمد قاسم، مشيراً إلى أن إجراء التشريح تم بواسطة الاستشاري الطب العدلي. احتجاجات بري مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم د.بابكر محمد علي قال إن (10) حالات وصلت إلى مستشفى رويال كير من بينها حالة وفاة د.بابكر عبدالحميد، وحالة بالعناية المكثفة حالياً، إلى جانب (4) حالات ما تزال تحت المراقبة بالمستشفى و(4) حالات خرجت من المستشفى، مشيراً إلى أن الأطباء ظلوا يؤدون دورهم تجاه المصابين، مشيراً إلى أن القطاع الخاص ظل يقدم الدعم في أحداث سابقة مثل أحداث أبوكرشولا والإسهالات المائية، ويتقاسم علاج الحالات مع القطاع الحكومي. إضراب الأطباء وحول إضراب الأطباء الذي دعت إليه لجنة الأطباء، قال مدير عام وزارة الصحة بالولاية، إن تلك اللجنة جسم غير شرعي لذلك لم يستجب لها الأطباء. وأضاف إذا كانت هناك مشاكل سياسية (ليه يمشي المريض في الرجلين ماهو ذنبه ؟) ، وقال إن الأطباء لم يستجيبوا للطلب وواصلوا عملهم كالمعتاد، وأضاف: المادة (35) من قانون المجلس الطبي السوداني تؤكد أن الامتناع عن تقديم الخدمة لأي شخص عند الضرورة يعتبر جريمة يعاقب عليها الطبيب بالسجن والغرامة، منوهاً إلى أنه في الطب لا توجد قبيلة أو دين ولا أبيض ولا أسود.