فريق شرطة/ صلاح الدين أحمد الشيخ الحرب الطويلة تؤثر على المؤسسة العسكرية حتى لو كانت في قوة امريكا والحرب ليست قتالاً فقط بوسائل مختلفة ولكنها ايضاً عمل اداري ومالي مضن وطويل لادارة احوال الجنود بالأكل والدواء والوقود، برصد المعارك وتسجيل يومياتها بدقة، برصد الخسائر بإخلاء الجرحى ودفن الموتى، بتعويض الخسائر من المخزونات والاحتياطات.. موادَ كانت أم بشراً أم طائرات. اذن الجيوش تعمل كالشركات لها طائرات للنقل ولها عربات وتناكر ووقود وتناكر ماء وعربات للاسعاف ومصانع للدواء ومشافٍ وحتى فنادق ومصايف وحمامات سباحة ونساء فاتنات، شركة ضخمة عابرة للقارات كما في حالة امريكا التي تعبر جيوشها 7 آلاف كيلومتر بالطائرات وبالسفن عبر باكستان إلى افغانستان الجبلية القصية. احتفت امريكا بجنرالاتها وزينت صدورهم بالانواط والاوسمة ومنحتهم السلطة والسلاح والمال والثقة ولكنها الحرب التي تطيح بالارواح والمهج تطيح بالصور الزاهية لهم. طرد الجنرال ماكريستال ككلب عقور لمجرد ونسة عن نائب الرئيس بايدن الذي اسماه بايتن العضاض، مجرد تعليق صغير يسحق بعده الجنرال العظيم تحت الاقدام ويذهب به إلى مزبلة النسيان والتجاهل. مجرد تعليق ضاحك عن ملكي حدث أن شغل منصب نائب رئيس يذهب بكل هذا المجد العسكري، بكل هذه الانواط والاوسمة إلى الشارع العريض. كم هي المؤسسة العسكرية بائسة في مواجهة الملكية المتأنقين المنافقين؟ سقط بتريوس امام نزواته فقد كانت صورته زاهيه كعسكري مثقف وموفق لكنه انساق امام نزواته. غريب امر هؤلاء الناس ملكوا الدنيا بالمال وبالقوة التدميرية الهائلة، جنرال آخر وآخر بدت سؤاتهما. جنرالات اسرائيل لا يقلون انحطاطاً اخلاقياً عن جنرالات امريكا، سيبي ليفني جنرالة في المخابرات الاسرائيليه اعترفت على نفسها ووجب أن يقام عليها الحد رجماً كما تقول التوراة. جنرالات اسرائيل قتلة محترفون يرسلون الطائرات الصماء لتقتل أحمد يس الشيخ المقعد ويقتلون ابا محمد الحاج الجعبري ويخنقون المبحوح بأيديهم خنقاً في دبي وتسجل شرطة دبي انتصاراً وثائقياً ليس له قيمة جنائية، لم يعتقلوا احدا من السفاكين ليقدموه إلى المحكمة. وسقطت اقنعة دول مثل استراليا وانجلترا وحتى النمسا فقد اخترقت وثائقهم وتم التمثيل بسيادتها. كل الدول الغربية ووزير الخارجية البريطاني وليم هيج ووزير الخارجية الاوربية كاثرين اشتون يدينون صواريخ حماس ولا يذكرون طائرات القتلة المجرمين، اي نفاق هذا وميل عن الحق؟!. المهم ابانت الحرب الاخيرة جدوى الصواريخ التي ترسلها حماس وابانت عجز التكنولوجيا الحديثة والقبة الحديدية والوهم الاسرائيلي بأنهم بمنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ( سورة الإسراء. يابني اسرائيل لتفسدن في الارض مرتين وسيكون مصيركم أن يأتيكم من يطلبكم. المولى سبحانه وتعالى سخر أن ترمى (حماس) بصواريخ شواظ من نار ونحاس فلن تنتصروا ابداً. عملية الحرب امر من الخطورة بمكان أن يترك للعسكريين فقط كما يقول احدهم فالحرب ليست قتلاً ودماراً ولكن لها اخلاق ومعاهدات تحكمها فقد سقط العسكريون الغربيون اخلاقياً مرة واخرى تاريخياً. قصص وقصص عن انغماس هؤلاء الجنرالات في سوءاتهم وامريكا التي يبلغ عدد جنرالاتها العاملين في الخدمة في القوات المسلحة 1609 وفي مشاة البحرية 244 وفي القوات الجوية 648 لابد أن لكل منهم قصة وسقطة وفضيحة مكتومة. الجنرالات في امريكا انواع الجنرالات الاشهر والجنرالات الاعظم والجنرالات الطيبين واخيراً الجنرالات الفضائحيين ومنهم الجنرال المثقف بتريوس وهو احد الخمسة جنرالات المسؤولين عن سنوات الدمار والنار في افغانستان المسكينة وللذكر والتاريخ فإن مصاصي الدماء الامريكان في افغانستان من الجنرالات مجرمو الحرب منهم بتريوس اتى بعد ماكريستال و دايفيد مكيرمان ودان ماكنيل، الجنرال باتريوس سقط بعد منافسة امرأة اخرى لصديقته باولا بروديل التي ارسلت رسائل مجهولة تهديدية ثم اكتشاف مصدرها. جنرال مثقف رئيس لجهاز حساس هذه صورته زير نساء فقط لا غير. والآن لدينا جنرال مهم يخضع للتحقيق في مخطط للاستيلاء على السلطة أو المحاولة التخريبية. مقاربة ومقارنة بسيطة بين حاجة الجنرال الامريكي وتطلع الجنرال السوداني. هكذا الحروب لا تقتل البشر وتحرق الشجر وتدمر المدر بل تدمر القيم والمثل، كل حرب ستأتي لنا بمسخ وقيم وخلق جديدة. كل حرب ذميمه تأتي على البشر وتجعله رميماً، تأتي على الروح والقيم والمثل. جنرالات امريكا حاربوا بالرموت كنترول وبالصواريخ الذكية وبالطائرات لكنها دماء وأشلاء وأرواح سيسألون عنها بعد أن يأتي الناس لرب العالمين بعد أن يحملوا كتبهم الدامية بشمائلهم ووراء ظهورهم. يا ترى هل هناك من درس اثر حرب الجنوب؟ ليس الاثر الاقتصادي بل غيره والاثر الاقتصادي واضح، كل بترول الجنوب لن يسدد الدين ولن يعوض عن خسائر الشمال. الحرب لا زالت مشتعلة في دارفور لها اثر فظيع في بلاد الخليفة السادس الراشد وغيره من الخلفاء السابع إلى العاشر الراشدين، ما مقدار ما حققته من خراب ودمار على اخلاق الامم؟ وما قيمة ما خسره السودان من مال وانفس؟ هذه الجامعات ماذا تعمل غير أن تدرس؟ لماذا لا تدرس وتحصي وتعدد وتسجل وتنشر لنا فشلنا وبؤسنا ومرارتنا وخيبتنا، حكومة كنا ام متمردين؟؟؟