أستاذ الجيل البروفيسور عبدالله حمدنا الله رجل موسوعي يمتعك بعرضه الجميل للأدب والتراث ويغوص بك في أعماق المكنون من المجتمع السوداني، يجمعنا _ أساتذة _ سقف كلية الآداب جامعة افريقيا العالمية حيث ندرّس مادة الأدب والنقد ، هذا مع مراعاة فرق علم الرجل ومقامه السامي مقارنة بكسبي المتواضع الى جانبه. بالأمس استمعت له وهو يحدثني عن عمودي (حلومر) وقد سررت جدا لكونه يقرأه كثيرا مثلما سررت لآرائه العلمية الناقدة واستفدت منها، وأعجبتني جدا اشادته ببعض ملامح العمود, فله الشكر أجزله. ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد تبادر لذهني سؤال أدبي_ بين يدي الميزانية الجديدة_ أقدمه لأستاذنا حمدنا الله ، ذلك في قول جرير: ويقضي الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود وأقول: حينما قدم الأخ وزير المالية أخطر قرار في الموازنة السابقة والذي كان متعلقا بزيادة المحروقات ، تم تطبيق الاجراء قبل عرضه على المجلس الوطني ثم قدمت مبررات لتسويق ذلك ، وكشأن كل أمورنا توقف الناس قليلا ثم (باركوها) ومرت في هدوء وتراضٍ يشبه سلوكنا الحميد في (لملمة) الأشياء والذي نسأل الله أن يستمر فتقال به العثرات وترفع به الكرب! المهم ، حينما مر هذا الاجراء علق كثيرون عليه مستنكرين له، وتساءلوا عن دور المجلس الوطني اذا كانت الأمور تمر عليه وعبره بهذه الطريقة، وأصبح كثير من الناس يعتقدون أن المجلس الوطني (ختم) جيّد لتقنين الأحداث لا عنصر فاعل وصانع أحداث أو صاحب مشورة وقرار! من المهم جدا أن نعي لخلل كبير في مؤسساتنا فمعظم التنفيذيين عندنا أعضاء بالمجلس الوطني وهم_أنفسهم_ قادة بالحزب ، وكثير منهم قادة بالحركة الاسلامية، وهم أنفسهم (الكل في الكل) ،الأمر الذي يجعل الممارسات السياسية متداخلة والصلاحيات _ أيضا_متداخلة والتداخل نفسه متداخلا! ولذا فعلينا تقوية كل مؤسسة واكسابها خصوصيتها التي هي مصدر قوتها وتوزيع السلطة بتوازن وفسح المجال لكثيرين لهم مقدرات تتواضع أمامها هامات كثير من (الديناصورات) و(السوبرمانات)! أستاذ حمدنا الله، سؤالي هل يجوز أن نقول البيت أعلاه في شأن المجلس الوطني اذا صارت مشورته غير مؤثرة في قرارات الدولة؟ ربما ننتظر الاجابة بعد اجازة الميزانية أورفضها!