هذه الأيام اتذكر ذاك الصديق الفلسطيني. ونحن في ديار الغربة كنا مجموعة من زملاء العمل من جنسيات مختلفة. في ونسة ذات مساء ربيعي جميل!! الحديث يدور حول أحد المسؤولين الذين نعمل معه في ذلك البلد!! حديث أقرب منه ل«القطيعة» من الشكوى أو استعادة تفاصيل العمل اليومي!! انقسمنا. بعضنا أثنى عليه. والبعض لم يترك له صفحة «ينقلب عليها»!! صديقي الفلسطيني التفت ناحيتي وقال يا جماعة الراجل ده زي الشراب البشربو الزول ده في رمضان!! هذا المدير «حلو ومر» وضحكنا حتى استغفرنا الله على طريقة أبطال الطيب صالح وونساتهم أمام دكان « سعيد البوم» في قرية ود حامد!! هذه الأيام أيام الحلومر!! فرائحته تملأ الشوارع والغرف والأسواق. إنها أيام رمضان. والآبري. والبليلة. والعصيدة. والتي تأتي في ظروف صعبة ومتأسفة. فالغلاء يضرب كل شئ. والأسواق تمد لسانها تضحك على الناس والسودانيون يمشون ويتكلمون «بقدريتهم» المعروفة «رمضان بجي بخيرو» وهذه الحكومة لم تترك باباً للخير إلا وسدته بأخطائها. ومعالجتها السيئة للأمور.. أمس كنا في جلسة فطور جماعية في الحي!! كنا نتونس حول سماية أحد الجيران وكالعادة مضى الحديث للأمور الحياتية اليومية لم أجد أحداً من الناس راضي عن هذه الأوضاع!! تحدثوا عن كل شئ عن الفساد. والمحسوبية وتردي الخدمات. والخريف وأوحاله. والمواصلات التي تنعدم ليلاً عند هطول أول مطرة!! قال بهاء الدين.. إن أصحاب الحافلات وخصوصاً «الروزات» يهربون لسبب فني فهذه العربات «سيفوناتها تحت» وأي موية تدخل تخسّر المكنة!! فمن لهذا المسكين ثم الاصلاح.. والمطلوب في هذه الحالة أن تقوم بصات الوالي بسد هذا النقص سواء كان في الخريف أو عند حدوث اختناقات أو مظاهرات لا قدر الله!! تحدث الناس عن الأشياء المرة. ولم يجدوا حلواً - فحتى انفصال الجنوب انقسم حوله الجيران «حلومر» والثورات العربية أيضاًَ كانت «حلومر» والهلال والمريخ ايضاً كانوا «حلومر» حتى عبد العزيز الحلو ورفاقه كان الموقف تجاههم في سماية عماد «حلومر». والحمد لله على كل حال حلومر!! وهذه هي الحياة بكل تناقضاتها ونواميسها وقدرة ربنا قائمة على كونها حلومر!! ومع نفحات هذا الشهر الكريم نتمنى أن تصبح حياتنا جميعاً حلوة وألا نر مراً قط!!.